إطلاق مبادرة "ع الارض" لتعزيز صمود المواطنين ومواجهة الاستيطان
رام الله- وطن: أطلق رجل الأعمال بشار المصري، اليوم في رام الله، مبادرة "ع الأرض"، لتعزيز صمود المواطنين على أراضيهم، ومواجهة التوسع الاستيطاني.
وعين المصري لجنة تحكيم لمبادرة "ع الأرض"، شملت كل من الإعلامي إيهاب الجريري، ورئيسة بلدية بيت لحم سابقا فيرا بابون، والمحاضرة في الجامعة العربية الأمريكية دلال عريقات، إلى جانب رجل الاعمال سام بحور، حيث ستقوم هذه اللجنة بعد شهرين من الان باختيار المشاريع التي سيقوم المصري بتمويلها.
وقال المصري إن هذه المبادرة فلسطينية بشكل كامل لدعم صمود الشعب الفلسطيني امام الامتداد الاستيطاني، وتوعية العالم تجاه قضيتنا العادلة ولمخاطر الاستيطان على الشعب الفلسطيني، وعلى عملية السلام.
وأضاف المصري أن المبادرة ممولة شخصيا منه، آملا أن تلهم الاخرين ليتبرعوا لهذه المبادرة. وقال: نتوقع من اهل الخير واحباء الشعب الفلسطيني وأبناء الشعب الفلسطيني، أن يتبرعوا لهذه المبادرة، وهي مبادرة عملية على الأرض "مش كلام".
وتم إطلاق المبادرة بمؤتمر صحفي عقد في رام الله، تحت رعاية وحضور محافظ رام الله والبيرة، ليلى غنام .
كما حضر المؤتمر أيضا مجموعة من الوزراء الحاليين والسابقين، بينهم وزير الريادة والاعمال أسامة السعداوي، ووزير الزراعة السابق سفيان سلطان، ورئيس الغرفة التجارية عبد السلام العطاري، وممثلون عن مؤسسات رسمية وهيئات، كوزارة التربية والتعليم وسلطة جودة الطاقة، ولجنة مقاومة الجدار والاستيطان في بعلين والتي تبرعت بمبلغ قدره 10 الاف دولار لدعم المبادرة.
وعبر المذكورون عن دعمهم الكامل للمبادرة، معنويا أو ماديا.
كما حضر المؤتمر محافظ نابلس إبراهيم رمضان، والذي ألقى كلمة أكد فيها على أهمية المبادرة وأثنى على جهود القائمين عليها.
وفي كلمته الافتتاحية أكد المصري أن المبادرة ستدعم مشاريع تتراوح تكلفتها بين ألف شيكل إلى 500 ألف شيكل، وفي مختلف المجالات من أجل الحد من التوسع الاستيطاني.
من جهتها قالت فيرا بابون إن التقديم لهذه المبادرة يتم من خلال الموقع الذي تم إطلاقه صباح اليوم، بخمس لغات مختلفة منها اللغة العبرية، حيث سيكون التقديم الكترونيا ولمدة شهرين، تقوم بعدها اللجنة بدراسة كل المقترحات، واختيار المشاريع التي سيقوم المصري بتمويلها.
وأعربت عريقات، المحاضرة في الجامعة العربية الامريكية، وعضو لجنة التحكيم المبادرة، عن توقعاتها بأن تستقبل المبادرة أفكارا إبداعية وخلاقة وشبابية، مشيرة إلى أن التقديم للمبادرة سيكون من 3 أشخاص على الأقل من أجل تشجيع العمل الجماعي.
ووجه الحضور عددا كبيرا من الأسئلة للجنة التحكيم، حول آلية اختيار المشاريع التي سيتم تمويلها، وحجم تمويل كل مشروع، ومجالات اهتمام اللجنة، إلى جانب مدى دعم اللجنة لأصحاب المشاريع إزاء المخاطر الإسرائيلية التي من الممكن أن تواجههم.
حيث استنكر الإعلامي إيهاب الجريري في سياق رده على سؤال طرحته الصحفية ديما أبو ماريا عن المشاريع التي يتم تقديمها من مناطق "ج"، أن يفكر أصحاب المشاريع في أوسلو وتبعاتها من تقسيمات إدارية للمناطق.
وقال: "أوسلو؟؟ فعلا أن برأيي ما فكرنا في شو ممكن يجي .. ولا لازم نفكر، هل الفكرة ستخدم الحد من التوسع الاستيطاني؟ فليكن.. هل في مواجهة؟ طبعا! وكمان لجنة التحكيم بتغامر إلى حد ما.. وأضاف: محمد الخطيب من لجنة مقاومة الجدار في بلعين عندما يتبرع لصندوق المبادرة ب 10 الاف دولار يغامر، أي شخص ينفذ أي نشاط ضد الاستيطان يغامر، لكن "هل نرجع لورا والا نقدم لقدام؟"
وطرحت الصحفية ديما أبو ماريا خلال اللقاء سؤالا حول مدى التنسيق مع الإسرائيليين، لحماية المشاريع التي سيتم تمويلها في هذه المبادرة، كي لا يكون مصيرها الهدم، فكان رد الجريري: "مشان ايش؟ مشان مقاطعة المستوطنات؟ مش بحاجة لهذا الحكي ولا رح يصير، ولا هو في إطار المبادرة، المبادرة واضحة، وأهدافها واضحة ومحددة ومعلنة".
يشار إلى ان مبادرة "ع الأرض" كما جاء في التعريف عنها، هي مبادرة فلسطينية تهدف إلى تعزيز قدرة المواطن الفلسطيني على الصمود فوق أرضه المهددة بالنشاط الاستيطاني المتواصل والمتصاعد، وذلك من خلال دعم أفكار إبداعية خلاقة تُمكّن المواطن من توطيد علاقته التاريخية بالأرض، وتبرز للعالم المخاطر الجسيمة للمشروع الاستيطاني على حياة الشعب الفلسطيني.