"عطاف في عيونهن"

20.01.2020 06:08 PM

رام الله – وطن – بدر أبو نجم: وحبوب سنبلة تجف، ستملأ الوادي سنابل.. شعار اختارته رفيقات المناضلة عطاف يوسف في حفل تأبينها الاربعين اليوم الإثنين، في مدينة رام الله بتنظيمٍ من طاقم شؤون المرأة وهيئة شؤون الأسرى والمحررين.

"عطاف يوسف، هي أشهر مناضلات فلسطين، هي الصخرة الفلسطينية الشامخة التي قهرت الظلم والاستبداد بصمودها وعطائها ونضالاتها الطويلة.

ولدت عطاف يوسف ببلدة الجانية قرب رام الله، والتحقت مبكرا بصفوف الثورة والمقاومة، حيث كانت تنقل القنابل والمتفجرات للمقاومين، لتحقيق حلمها بدحر الاحتلال عن أرضنا الفلسطينية.

وقالت بثينة دقماق، من طاقم شؤون المرأة، وصديقة الراحلة عطاف يوسف، لوطن، إن حفل التأبين اليوم كان يوم وفاء للمناضلة عطاف يوسف، والتي تعتبر نموذجا للمرأة الفلسطينية، التي انتمت لصفوف الثورة الفلسطينية في السبعينيات.

وأضافت" أذكر عطاف جيداً عام 1976، في المظاهرات المنددة بجرائم الاحتلال في الضفة الغربية، وكيف كانت مقاتلة شرسة ولديها رؤيا مستقبلية، حيث إنه لم يظهر عليها أنها تعمل في خلايا عسكرية إلا بعد اعتقالها عام 1973 ".

وتابعت " كان لها دور كبير في الثورة الفلسطينية وانتمت للوطن وعشقته، وكانت تحب الأرض والزراعة، حتى في بيتها، وعملت في طاقم شؤون المرأة، واليوم نفتقد صوت عطاف يوسف في طاقم شؤون المرأة، الصوت الحر لأنها كانت مدافعة عن حقوق المرأة ودعت إلى المساواة بين الرجل والمرأة ".

من جانبها، أوضحت رئيسة مجلس إدارة طاقم شؤون المرأة، أريج عودة، لوطن، أن حفل التأبين يعتبر فخراً لمناقبها، وعطائها الزاخر، وهي تعتبر نموذجا للمرأة الفلسطينية المناضلة، حيث إنها عملت لمدة 20 عاماً في طاقم شؤون المرأة كمحررة في صوت النساء، دافعت خلالها عن المرأة الفلسطينية، بكل الوسائل.

وأضافت "عانت عطاف من الأسر ومن الإبعاد، وجمعت بين النضال الاجتماعي والسياسي، في سبيل تحرير فلسطين من الاحتلال، وآمنت أيضا بترسيخ العدالة الاجتماعية والمساواة بين الرجل والمرأة، وكانت دائماً صوتاً عالياً لجميع المستضعفات من النساء اللاتي يعانين من التمييز".

وتابعت "وفاءً لها سنظل على المبادئ والقيم التي ناضلت من أجلها ".

وعاشت عطاف اوقاتا صعبة في سنوات اعتقالها الستة، نتيجة ضغط ادارة سجون الاحتلال المتواصل عليها، تمثل بالضرب الشديد والشبح والحرمان من النوم والطعام لكن كل ذلك لم يكسرها، ولا يزال هتافها في قاعة محكمة الاحتلال يتردد في الأفق حين هتفت "نموت واقفين ولا نركع ما دام لنا طفل يرضع".

وأشار حسن قطامي، نجل الراحلة عطاف يوسف، لوطن، إلى أن والدته كانت أما ومعلمة ليس فقط لأبنائها، وإنما أما لجيرانها وأصدقاء أولادها، وكانت تضحي من أجل الوطن والأرض.

وأضاف "كانت مستعدة أن تضحي بأي شيء من أجل فلسطين، وكانت تحب الأرض بشكل كبير، ودائماً ما كانت تشرح لأفراد اسرتها، طبيعة الأرض الفلسطينية ونوع المزروعات التي تثمر فيها في كل موسم، حيث إن ارتباطها بالأرض يعتبر إرتباط حب وشغف ".

وتابع " نفتقد اليوم أما كانت تحب فلسطين، وتسعى إلى تحريرها من الاحتلال، حيث إنها عانت في سجونه، بسبب نضالها، ومقاومتها له من أجل التحرير".

من جانبها، قالت أريج الخواجا، لوطن، إن الراحلة عطاف يوسف، كانت أما للكل، وكانت صاحبة مبادئ، تربي أبناءها على حب الوطن، والأرض، وكانت دائماً تحبب الكل بأرض فلسطين.

وأضافت "كانت كثيراً تجول بنا ففي الأراضي المتاخمة لبيتنا لتعرفنا على النباتات المزروعة، وتعرفنا على أسماء النباتات، وهذا إن دل على شيئ فإنه يدل على حبها الكبير للأرض، والتي ضحت من أجلها وأُسرت في سجون الاحتلال سنوات من أجل فلسطين وأرضها".

ورغم مرارة الغربة والمنفى التي عايشتها بعد التحرر وصدمة فقدانها زوجها الشهيد الاسير المحرر خضر القطامي، إلا انها لم تستسلم للواقع فكانت تُؤمن أن المقاومة لا تنحصر فقط بالسلاح فهي متعددة الأشكال فربت اولادها حسن وليث واحسنت تعليمهم وزرعت فيهما حب الوطن.

وأوضح رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، لوطن، أن حفل التأبين اليوم يعتبر تكريماً للمناضلة الكبيرة عطاف يوسف، وتكريما لكل المناضلات، وكل الاسيرات والأسرى في سجون الاحتلال.

وأضاف " أغلب الموجودين في حفل التأبين أسرى محررين، وكانت المشاعر جياشه في حفل تأبينها الذي وقفنا فيه على أبرز المحطات النضالية التي خاضتها الراحلة عطاف يوسف، والتي تعتبر نموذج للمرأة الصامدة والتي قدمت لفلسطين الكثير".

وأشارت عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ماجدة المصري، لوطن، أن المناضلة كانت من الرموز النسائية الأولى في الثورة الفلسطينية المعاصرة، والتي كافحت وناضلت وأعتقلت وأُبعدت.

وأضافت" تتميز المناضلة عطاف بتجربتها داخل سجون الاحتلال بصمودها ونضالها إلى جانب كل الأسيرات والرفيقات داخل السجن في تلك المرحلة، الذين كانوا بالنسبة لنا عنوان نضالي كبير، للحركة النسائية في الوطن وخارج الوطن، ولكل إمرأة فلسطينية، وللحركة الوطنية كلها".

وتابعت" تشرفت باستقبالها في الاردن وقت الابعاد مع عدد من الأخوات وكانت شخصية صامدة وقوية، وقدرنا حرصها على الارتباط بزوجها الذي كان مريض بالسرطان وأصرت على أن تتزوجه وهو في وضع صحي صعب جداً ، وتميزت بمواصلتها النضال بقلمها الذي عبر عن همومم المرأة في كل مكان والتي عكست فيها صورة المرأة الفلسطينية بشكل جميل جداً".

واعتقلت المناضلة عطاف عام 1979  وهى تزرع قنبلة ناسفة في القدس المحتلة  وحكم عليها بالسجن المؤبد كما هدمت قوات الاحتلال منزلها، وتحررت من سجون الاحتلال بموجب صفقة تبادل للاسرى عام 1985 وابعدت عن ارض الوطن لتعود اليه بعد 24 سنة في المنفى.

وكانت المناضلة عطاف يوسف كاتبة وصحافية مبدعة أصدرت ثلاث مجموعات قصصية ، ترجمت قصص لها الى عدة لغات، وهذا جعلها شخصية استثنائية من حيث النضالات التي خاضتها بالقلم والبندقية معا فأولت عطاف جل وقتها للكتابة عن الاسرى والاسيرات في سجون الاحتلال وعن القضية الوطنية.

تصميم وتطوير