ضمن زاوية "منتج من بلدي"

شركة "القصراوي" لوطن: منتجاتنا تُباع في الأسواق الأمريكية والأوروبية ونواجه بعض التحديات في التسويق المحلي ويجب تغيير ثقافة المواطن الاستهلاكية

11.12.2019 10:13 AM

رام الله- وطن: قال عبد الرحمن أبو راس مدير المصنع في شركة القصراوي التجارية الصناعية، إن الصناعة الوطنية تواجه تحديات كبيرة، على رأسها الثقافة الاستهلاكية للمواطن، والتي ترى أنّ المنتج المحلي لا يستطيع منافسة المنتج الإسرائيلي أو أي منتج آخر مستوردا، لاعتقاده أن جودة المُنتج الوطني أقل. والحقيقة أن منتجاتنا مضمونة من ناحية الجودة والسلامة 100%.

جاء ذلك خلال استضافته في برنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه الإعلامية ريم العمري، في زاوية "منتج من بلدي"، ضمن مبادرة دعم وتشجيع المنتج الوطني التي أطلقتها شبكة وطن الإعلامية بالشراكة مع وزارة الاقتصاد الوطني، من أجل تعزيز ثقة المواطن بالمنتجات الوطنية وتسليط الضوء على قصص نجاح الصناعات الفلسطينية رغم معيقات الاحتلال، والعمل على تعزيز الانفكاك الاقتصادي عن الاحتلال لجعل الاحتلال خاسرا.

واستغرب أبو راس، من حضور منتجات شركة القصراوي في الأسواق الأمريكية والأوروبية في حين أنهم لا يستطيعون التسويق في بعض الأسواق المحلية، وعزا هذا التناقض إلى وجود بعض التشريعات المُقرّة من بعض الجهات والوزارات، وضرب مثالا بحجب منتج "الشيبس" من المدارس، موضحا أن قسم الصحة المدرسية في وزارة التربية والتعليم تمنع بيع منتجات "الشيبس" في المدارس لضرره على صحة الطلاب كما يدّعون!

وأضاف "أنا أؤكد ان منتجنا يمر عبر سلسلة من الجهات الرقابية، أهمها قسم صحة البيئة في وزراة الصحة، وزراة الاقتصاد قسم حماية المستهلك، ومؤسسة المواصفات والمقاييس، فلا يجوز أن تقوم كل وزارة بعمل تشريعات خاصة بها".

وأكد أبو راس موجهاً دعوته لوزارة التربية والتعليم بالقول: "نحن ننتج منتجات مطابقة لمواصفاتكم وتلبي الحاجات والمتطلبات التغذوية".

وأشار إلى أن شركة القصراوي تأسست في في مدينة الخليل عام 1992، على يد الحاج داوود القصراوي، كشركة عائلية، وبدأت بأيادي بسيطة وإمكانيات محدودة، ولكن بطموح عالي، وتطورت الصناعة بشكل تدريجي ومتسارع إلى أن أصبحت شركة القصراوي التجارية كبرى شركات الوطن في مجال صناعة "الشيبس" و"السناكس".

وأوضح ابو راس أنّ صناعة "الشيبس" تتميّز بأنها تتم على مراحل، وشركة القصراوي تصنع هذه المنتجات من البداية، بدءاً بالمواد الخام الأساسية وحتى المنتج النهائي، في حين أن بقية الشركات تستورد هذه المواد (المواد نصف المصنعة) من الخارج، وهذه المواد تتعرض لعملية قلي وثم يضاف إليها البهارات والنكهات حتى تخرج بصورتها النهائية. أما شركة القصراوي فتصنعها منذ البداية؛ من المادة الخام وحتى المنتج النهائي، وتتميز الشركة بأنها تمتلك خط الإنتاج الوحيد في فلسطين والداخل المحتل التي تصنع المادة الخام نصف المصنعة.

كل مرحلة من مراحل التصنيع تخضع لفحوصات شاملة ورقابة

وأكدّ أبو راس أن منتجات شركة القصراوي منتجات غذائية، وتصنف على أنها "سناكس" تؤكل بين الوجبات كمسليّات، ولكنها ليست بديلا عن كأس الحليب للطفل أو أي وجبة غذائية أساسية، والمواد التي تُصنّع منها هي مواد تستخدم في كل البيوت، وهي مواد ذات مواصفات عالية، أهمها نشا البطاطا وطحين القمح والذرة والزيوت المستخدمة في جودتها، وهي أفضل من الزيوت المستخدمة في البيوت.

وتابع، نحن في الصناعة نتطور، فنستخدم مواد عالية الجودة، نستخدم زيوتاً غير مشبعة، وعملية القلي تتم تحت ضوابط كبيرة جداً، أضف إلى ذلك أن كل مرحلة من مراحل التصنيع تخضع لفحوصات شاملة.

وتحدث أبو راس عن قسم الجودة في المصنع، والذي يعمل في أربع محاور: الأول، استقبال المادة الخام. فالمادة الخام التي تصل الشركة لا تدخل خطوط الإنتاج حتى تخضع لسلسة من الفحوصات لتطابقها مع المواصفات الداخلية والمواصفات الفلسطينية المعمول بها في الخارج. المحور الثاني: الفحص أثناء التصنيع، يتم فحص نظافة الآلات ونظافة العمال ومراعاتهم للشروط الصحية والبيئية، وأثناء عملية التصنيع من ضبط الخلطات ودرجات الحرارة وكل ظروف التصنيع. والمحور الثالث: فحص المنتج النهائي؛ فحوصات كيماوية ومايكروبية وفيزيائية، ويتم تذوقه من قسم الجودة، والمحور الرابع: قسم البحث والتطوير ووظيفته قياس مدى رضا الزبون والمستهلك عن المنتج، وان كان لديه رغبات أخرى.

نحن بصدد الحصول على شهادة "أيزو 22000"

وأشار أبو راس إلى أن الشركة في المرحلة الأخيرة من مراحل الحصول على شهادة "أيزو 22000" بنسختها الجديدة سنة 2018، وهذه الشهادة بمثابة جواز سفر لمنتجاتنا إلى معظم دول العالم.

موضحاً أن حصة الشركة في السوق المحلي هي الحصة الأكبر من بين المصنّعين المحليين، ومنتجات شركة القصراوي تُسوّق في الولايات المتحدة الأمريكية وقريبا جداً في دول الاتحاد الأوروبي، كما أنها تُسوّق في دول الخليج العربي، مؤكداً أن أي منتج يُصدّر للخارج هو يلبي المواصفات الدولية والعالمية الواجبة للعبور إلى هذه الدول.

دعوة للمصانع والشركات بتشغيل فئة ذوي الاحتياجات الخاصة

وعن طاقم العمال في المصنع، أكد أبو راس اعتمادهم في الشركة على طاقم عمل فلسطيني، فشركة القصراوي توظف قرابة 250 موظفا، وتشغل ما نسبته 8% من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذه مسؤولية اجتماعية من المصنع تجاه هذه الفئة التي من حقها العيش بكرامة والعمل.

إضافة إلى أن المصنع يوظف 10 موظفات من فئة الصم والبكم، وكانت فكرة تشغيلهم بمثابة تحدٍ كبير للشركة، وبداية تبنّت جمعية رعاية الصم والبكم في الخليل الفكرة والصعوبات، وكانت تجربة ناجحة. ووجهة أبو راس نصيحة للمصانع والشركات الوظنية، داعياً إيها لتشغيل فئة ذوي الاحتياجات الخاصة لإنتاجهم العالي والممتاز.

 

تصميم وتطوير