وزير الثقافة لوطن: نريد من الأجيال أن تستذكر هؤلاء الرجال العظام.. ورسالتنا هي حماية الذاكرة لأن الصراع مع المحتل على الرواية

"الوحش " محمد أبو النصر.. الكاتب المقاتل

09.12.2019 07:56 PM

أريحا - وطن - فارس المالكي: تمر علينا هذه الأيام الذكرى الثانية والثلاثين لاندلاع انتفاضة الحجارة التي انطلقت أولى شرارتها عام سبعة وثمانين من القرن الماضي، نتوقف ونستذكر رجالا تركوا بصمة في تاريخ القضية الفلسطينية.

بقلمه وكتاباته الأدبية المتنوعة، حاول الكاتب الأديب محمد أبو نصر أن يجسّد حياة الفلسطينيين في مواجهة المحتل.

أبو النصر ابن بلدة الشجاعية في قطاع غزة درس آداب اللغة العربية في جامعة بيرزيت، لكنه لم يكمل دراسته بسبب التحاقه في صفوف الثورة، كتب القصة القصيرة ونُشر له كتابان: رجال وقضبان وهي مجموعة قصص قصيرة ، وكتاب دراسات في ادب غسان كنفاني كما كتب رواية بخط يده أثناء الاعتقال، وأخرجها معه من السجن بعنوان "الطامحون".

ولأنّ الثورة كانت مشتعلة في عروقه لم يكتفِ الأديب أبو النصر بدور الكاتب المثقف في مواجهة المحتل، إنما انطق للعمل الميداني وناضل وقاتل برفقة محمد الأسود (جيفارا غزة ) في مقاومة الاحتلال، فتعرّض للمطاردة، حتى اعتقله الاحتلال وحكم عليه بالسجن المؤبد عام سبعين، وتحرر من الأسر بعد خمسة عشر عاما من الاعتقال في عملية تبادل للأسرى عام خمسة وثمانين، وهو الذي عرف بترأسه لمجموعات "النسر الأحمر" الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ليستشهد في الثامن والعشرين من حزيران عام الفٍ وتسعمئةٍ وتسعةٍ وثمانين بعد اشتباكٍ اسطوري مع الاحتلال.

ولأن الشهيد كانت له بصمة في العمل الأدبي والثقافي، أطلقت وزارة الثقافة، ملتقى "المبدعين الشباب" في مدينة أريحا، الذي حمل اسم الشهيد أبو النصر، وهو ملتقى جاء ليبث روح ثقافة المقاومة في صفوف الشباب، واستعراض قصص وكتابات الشهيد (الوحش).

وأكد وزير الثقافة عاطف ابو سيف لـوطن أن هذا الملتقى يُطلق في الذكرى الـ32 للانتفاضة الأولى، ويحمل اسم الشهيد أبو النصر، حيث يحتضن مجموعة من الكتّاب والمثقفين ليتم تبادل الخبرات والتجارب ومناقشة الإبداعات المختلفة من أجل تعزيز وتمكين الشباب في قطاع الثقافة.

كما أكد أبو سيف أن الشهيد الأديب محمد أبو النصر والملقب بـ"الوحش" والذي حمل ملتقى المبدعين الشباب اسمه، هو الكاتب الوحيد الشهيد في الانتفاضة الأولى، وكان مقاوما وفي نفس الوقت كاتباً، و كان يقوم بهذه الرسالة الخالدة في الدفاع عن شعبه، كما كان فاعلاً في الحقل الثقافي في غزة إبان الانتفاضة الأولى، كأحد الكتاب الذين برزوا في أدب السجون.

كما وأوضح أبو سيف أنه من المهم للأجيال أن تتذكر هؤلاء الرجال العظام، وهو حق تجاههم "وجزءٌ من رسالتنا في الوزارة حماية الذاكرة الفلسطينية لأن الصراع على هذه الأرض اليوم يدور على الرواية والحكاية، ومن الضروري أن نذكّر بهؤلاء الكتاب، من أجل أن نُذكّر الشباب بمهمة الكاتب الفلسطيني الإساسية، وهي أنّ الكتابة من أجل فلسطين نضال ربما يكون أكثر ضراوة من اشكال المقاومة المختلفة، وبالتالي هناك مهمة خالدة ومقدّسة للكاتب: أن يكون جنديا للدفاع عن هذه الأرض".

أبو النصر الذي لقب بالوحش لتمتعه بشخصية قوية وصارمة، شكّل نموذجا للشباب الذين تجمعوا اليوم في مدينة الأمل بأريحا، مستذكرين مواقفه وبطولاته وشجاعته في مواجهة المحتل وليمثل عنوانا للمتلقى.

أبو النصر أو الوحش، واحد من آلاف الرجال الذين أصروا على مواجهة المحتل بالرواية والدماء والسلاح، وسيبقى الوحش برأي الكثيرين منارة لكل الذين يبحثون عن طريق الحرية في زمن التراجع والخذلان.

تصميم وتطوير