اشتية : في تيه النكبة.. لم يلحق عرفات بالناس التائهة في صحراء العرب.. بل جعل الناس يلحقون به وينضمون له في "فتح"
قيادات وطنية لوطن: ملف اغتيال "أبو عمار" لم يُقفل ونحن مستمرون بالبحث عن الحقيقة... والجاني هي "إسرائيل"
وطن- ريم أبو لبن: أكد قادة فلسطينيون بأن ملف اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات "أبو عمار" لم يقفل إطلاقا، حيث ليس من السهولة معرفة التفاصيل الدقيقة للعملية، مشيرين لاستمرارهم في البحث عن الحقيقة، ويقولون في ذكرى الـ15 لرحيله "الجاني هي إسرائيل، وهي من دست السم لأبي عمار".
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، اللواء توفيق الطيراوي، في حديث لوطن: "المواطنون في عجلة من أمرهم لمعرفة القاتل، ولكن حقيقة الأمر أن جرائم الاغتيال التي تطال الزعماء والقادة كما أبو عمار لا تقاس بالوقت".
وأضاف: "نحن نقوم بعمل دائم ودأوب من أجل الوصول إلى النتائج فيما يخص اغتيال أبو عمار، وسنصل إلى نتيجة ترضي كل أبناء الشعب الفلسطيني".
وتابع حديثه، مؤكداً على أهمية إحياء ذكرى رحيل أبو عمار كل عام: "نحيي اليوم الذكرى وفاءً لنضال القادة الراحلين ولتاريخهم ونحن تلاميذ لهم، ويجب أن تحيى ذكراهم وأن تسلم من جيل الى جيل".
هذا وقد أحيا جماهير الشعب الفلسطيني بمدينة رام الله اليوم، الذكرى الخامسة عشرة لاستشهاد الرئيس القائد ياسر عرفات، الذي نظمته مؤسسة ياسر عرفات، بحضور رئيس مجلس إدارة المؤسسة ناصر القدوة، وعدد من أعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة "فتح"، وشخصيات رسمية واعتبارية، ورجال دين وسفراء وقناصل عدد من الدول.
أما عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ، عزام الأحمد، فقد أكد خلال حديثه لـوطن بانه ليس من السهولة الوصول إلى التفاصيل الدقيقة بما يخص اغتيال "أبو عمار".
وأضاف "المسألة المحسومة هي أن إسرائيل دست له السم، كيف؟ هذا اللغز الذي نبحث له عن الحل، غير أن جميع القادة العظام الذين سبقوا أبو عمار تم اغتيالهم بذات الاسلوب ومن بينهم عبد الناصر .. ولكن من اغتاله سماً وغدرا هي إسرائيل".
وأوضح خلال حديثه بأن احياء الذكرى الـخماسة عشرة لرحيل أبو عمار حاء ليؤكد أن أبا عمار هو أبو الوحدة الوطنية، وصاحب شعار دع ألف زهرة تتفتح في بستان الثورة.. والثورة بستانها منظمة التحرير".
وأضاف "إحياء الذكرى هي فرصة لنجدد العهد، ونسير على طريق سار به عرفات وطريقه كما قال: شهيداً شهيداً. هو ورفاقه وأخوته في النضال".
وفي ذات السياق، أكدّ الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني، بسام الصالحي، على أهمية الوصول للجاني المباشر في عملية الاغتيال، مشيراً بأن المتهم الحقيقي في ارتكاب الجريمة معروف وهي دولة الاحتلال، التي عبّرت عن رغبتها أكثر من مرة بالانتقام من عرفات.
وقال في حديث لوطن: "دولة الاحتلال سعت للاستفادة من غياب أبو عمار حتى تمارس المزيد من القمع والتوغل في حقوق الشعب الفلسطيني".
وفي الحديث عن إحياء الذكرى الخامسة عشرة لاستشهاده، أوضح رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات، ناصر القدوة، بأنه من المهم إحياء ذكرى استشهاد عرفات، لما لهذا اليوم من أهمية للجمهور الفلسطيني وبه تكريس لإرث أبو عمار وتاريخه النضالي.
وقال القدوة في حديث لوطن: "أقيم إحياء الذكرى لتذكر الجيل القديم، وتعريف الجيل الجديد الذي لم يعاشر عرفات بنضالاته ومراحل حياته ومواجهته لكافة الصعاب التي أحاطت بنا في عهده، ونحن مستمرون في النضال من أجل نيل الاستقلال".
اشتية: أبو عمار جعل الناس يلحقون به وينضمون له في فتح
"في تيه النكبة لم يلحق عرفات بالناس التائهة في صحراء العرب وأحزابها السياسية بل جعل الناس يلحقون به، وينضمون له في فتح، التنظيم الجديد ذو النكهة المعطرة بالتضحية والفداء". هذا ما قاله رئيس الوزراء د.محمد اشتية خلال كلمة ألقاها أمام الحضور.
وأضاف اشتية: "أبو عمار صاغ فتح على طريقته، ليعطيها دورها ومكانتها الجماهرية والرمزية، ولم يتخرّج عرفات من مدرسة التصفية لخصومه، بل من مدرسة التمييز ما بين العدو والصديق، حيث لا تجد في قاموس أبو عمار أو أبو مازن، مصطلح الحسم العسكري مع أبناء الوطن، حيث رفضت حركة فتح هذا المصطلح، ودعت لوحدة وطنية".
وأكد اشتية في كلمته على أن ياسر عرفات وقادة حركة فتح قد رسموا الطريق من رماد النكبة وسارو على جمر الثورة، وقد حولوا قضية اللاجئين الفلسطينين إلى قضية شعب له حقوق وطنية وسياسية وحق في تقرير مصيره، وصولاً إلى دولة فلسطين وعاصمتها القدس.
وتابع حديثه قائلاً "تعلمنا من التاريخ أن القائد يمسك شمعة ليضيء بها الطريق لشعبه، وهناك قائد يمسك مرآة تعكس ضوء الشمعة، عرفات أمسك بالشمعة والمرآة معا، شمعة تضيء طريقنا إلى القدس والعودة، ومرآة عرفات نرى فيها وحدتنا الوطنية، ونراه فيها، ونرانا فيها، لأن في كل واحد منا شيء منه".
ويذكر أن احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل" أبو عمار" قد تخلله عدة فعاليات ومن بينها إعلان أسماء الحائزين على جائزة ياسر عرفات للإنجاز لعام 2019، حيث كانت تلك الجوائز من نصيب جامعة الاستقلال، ومؤسسة رواق.