موازنة وزارة الثقافة هي الاضعف وتساوي واحد بالألف من الموازنة العامة

وزير الثقافة عاطف ابو سيف لوطن: خطتنا لعام 2020 تركز على تفعيل دور الثقافة في المخيمات والمناطق المهمشة

10.11.2019 10:37 AM

رام الله - وطن: عبر وزير الثقافة عاطف ابو سيف عن أسفه كون موازنة وزارته من اضعف الموازنات في الميزانية العامة، حيث تساوي (واحد بالألف) على الرغم من ان الثقافة تساهم في الاقتصاد الوطني اكثر من ذلك، من خلال تنظيم المهرجانات التي تُحدث نشاطا السياحة وحجز الفنادق والمطاعم ويتخللها تنظيم نشاطات فرعية في القرى والمدن.

وطالب ابو سيف خلال استضافته في برنامج " شد حيلك ياوطن" الذي تقدمه ريم العمري، رئيس الوزراء د.محمد اشتيه، برفع موازنة الوزراة، لتمكين الوزارة من  إقامة المراكز الثقافية التي تفتقر لها محافظات الضفة والقطاع.

وشدد ابو سيف على اهمية ودور وزارة الثقافة باعتبارها سفارة فلسطين إلى العالم، بصفتها الجين الوراثي للهوية الفلسطينية والوجه الحضاري لفلسطين لشعوب العالم، قائلاً "تنبع اهمية الثقافة من أن الصراع على الارض هو صراع رواية وحكاية، لذا لا يمكن حصر الثقافة في اطار الجغرافيا، فالثقافة فعل عابرة للحدود واينما وجد الفسلطيني هناك حكاية وموروث وتقاليد فلسطينية، وهذا يتطلب منا في وزراة الثقافة جهد اضافي، فنحن لانقدم خدمة للناس وانما نقدم رسالة، الثقافة هي القوة الناعمة لتعزيز حضور الشعوب والدول".

وفي حديثه عن خطة الوزراة لتفعيل الاستثمار في قضايا الثقافة الوطنية الفلسطينية، خاصة في ظل نشاط الاحتلال المتزايد لسرقة الموروث الثقافي الفلسطيني، قال ابو سيف "هناك جهد كبير تضعه دولة الاحتلال لسرقة الثقافة والهوية الفسلطينية وتغيير معالمها، وبالتالي مهمتنا تعزيز الثقافة كأداة من ادوات المقاومة، ولذلك فالوزراة تؤمن ان مهمتها وطنية في الاساس، بان تكون جزءًا من بناء الذات الفلسطيني وتحصينها".

واضاف ابو سيف "هناك سرقة كاملة من الاحتلال للثقافة والرواية الفلسطينية، ومهمتنا ان نحافظ على الحكاية الفلسطينية في نفوس الجيل القادم، لانه يجب ان لاتندثر الحكاية الفلسطينية من عقول ابناءنا، وبالتالي فان دورنا ان نحمي الذاكرة الوطنية والحكاية، وان نعزز من تنشيط واقع الثقافة في المخيمات، التي لايجب حصرها في شوراع المدن ومؤسساتها".

وعن خطة واستراتيجية الحكومة للعام المقبل كشف ابو سيف ان ن خطة الوزراة في عام 2020، ستتركز في محورين أساسين هما، "تفعيل دور الثقافة في المخيمات، لان اصل الحكاية هي اللجوء، وتفعيل الواقع الثقافي في المناطق المهمشة وتحديدا المحاذية لجدار الفصل العنصري والمناطق القريبة من الداخل المحتل، وهذه رسالة للمحتل اننا شعب نقاتل من اجل ان نحيا".

ولفت ابو سيف الى ان الشباب سيكون لهم نصيب كبير  في التعديل الهيكلي الجديد للوزارة، قائلا "طالبت بإدماج دائرة للابداع الشبابي في الوزارة، لايماننا ان الاوطان تُحمل على اكتاف الشباب، في ظل الواقع المعاصر والاعلام الرقمي الجديد الذي نعيشه، لادراكنا تأثير ذلك على الابداع والفن المعاصر ما يستدعي  ايلاء اهتمام كبير للشباب".

وتابع  "علنيا ان نضع خطة وطنية لحماية شبابنا وهذا يقع على عاتق الحكومة واجهزة الدولة، سأعمل كل مافي جهدي لتفعيل الابداع الشبابي."

واكد ابو سيف، على ضرورة واهمية تطوير المنظومة القانونية والتشريعية، قائلاً "نحن نفتقر لقانون الملكية الفكرية وقانون حماية التراث غير المادي (اغاني الجدّات) اذ لا يوجد لدينا قانون لحمايتها".

وحول الواقع الثقافي في مدينة القدس، والذي يبدو ضعيفا، رغم اختيار القدس عاصمة للثقافة الإسلامية في 2019،  والذي لم نشعر به ، شدد ابو سيف على ضرورة التدخل والعمل بشكل عاجل وطارئ لتنشيط الواقع الثقافي في القدس، قائلا "نحن نريد لاهلنا في القدس وجمعياتها ان تبقى فاعلة وعاملة، يجب تطوير برامج ثقافية لتعزيز صمود المؤسسات الكبرى والصغرى".

وفي الوقت الذي تولي وزارة الثقافة في دولة الاحتلال موازنات كبيرة جداً لدعم الاستيطان ولدعم فكرة الوجود الاستيطاني، أشار ابو سيف الى ان وزارة الثقافة  بصدد عقد مؤتمر "فلسطين الكنعانية"، قائلاً "في ظل وجود العديد من علامات الاستفهام حول معرفة جامعاتنا واكاديميينا وطلابنا بالتاريخ الكنعاني والتاريخ بشكل عام، في الوقت الذي تركز فيه الجامعات العبرية على تدريس التاريخ التوراتي من خلال 9 مساقات تدريس على الاقل".

وتابع، "علينا تعزيز دور الثقافة في النضال الوطني الفلسطيني، الثقافة هي حماية الذات الفلسطينية في عملية النضال التحرري، الاحتلال قبل ايام اقر موازنة لدعم الثقافة في المستوطنات لتجميل وجهه القبيح، يريد ان يوطن هذا الاستيطان، لذلك يجب ان نعود لاصل الامر وهو اللجوء الفلسطيني والشتات الفلسطيني".

واشار ابو سيف الى ان المهجر (فلسطينو امريكا اللاتينية) لم يكونوا يوما ضمن رؤية الوزارة سابقا، ولذلك وخلال احتفالنا العام المقبل ببيت لحم عاصمة للثقافة الاسلامية العربية 2020، سنحرص على ان يحتفل الوطن كله والفلسطينيون اينما وجدوا  ببيت لحم ليس كمكان وانما بما تمثله المدينة من قيم وتنوع كتعبير ذاتي عن الثقافة الفسلطينية.

وكشف ابو سيق ان خطة الوزراة بأن يُطلق يوم الثقافة الوطني من احد مخيمات لبنان، لان الثقافة الوطينة ليست غزة والضفة فقط، على المخيمات والشتات ان يحتفل ايضا بيوم الثقافة الوطني.

تصميم وتطوير