خلود القاسم.. تحدّت الصعاب وتخطت قيود المجتمع لتتقن النجارة

15.07.2019 05:16 PM

وطن: شغفها بتعلم الحرف المختلفة وصعوبة الحياة، دفعتا خلود القاسم (39 عاماً)، إلى تعلم النجارة وإتقانها حتى باتت الذراع الأيمن لزوجها النجار شادي القاسم في كل تفاصيل العمل.

تقول خلود لـوطن، إنه عندما كانت المنجرة في أسفل المنزل، كنت أذهب إليها يومياً بعدما يغادر العمال، ويبقى زوجي وحده فيها، الأمر الذي دفعني لحب المهنة لأنني في الأصل كنت أعمل خياطة، حيث طلبت من زوجي أن يعلمني مهنة النجارة، فرفض في البداية، لأنها مهنة صعبة، لكنني أصررت على تعلمها وبدأت التعليم لمدة نحو خمسة شهور حتى أتقنتها.

وتضيف أن أول العمل كان متعباً، لكنها عندما أتقنته لم تعد النجارة متعبة بالنسبة لها، وعندما لم تذهب الى المنجرة تشعر أن جزءا منها ناقص.

وفيما يتعلق بعمل المنزل، توضح خلود أن بناتها يقمن بغالبية عمل المنزل، وهي تقوم ببعض الأعمال الصعبة التي لا تقدر بناتها على عملها في المنزل.

وتؤكد خلود أنه بعد أربع سنوات من عملها مع زوجها في المنجرة، تحسّن وضعهم المادي.

زوجها شادي يوضح لـوطن، إنه كان في البداية يتهرب للعمل في أراضي 48، بشكل متقطع، ثم بعدها انتقل للعمل في منجرة ببلدته دير بلوط بمحافظة سلفيت، واستمر في العمل لمدة أسبوع دون مقابل مادي، حتى يتعلم النجارة.

ويقول إنه بدأ بعدها بالعمل براتب لمدة خمسة شهور في المنجرة، ثم فتح منجرة صغيرة له في المنزل، قبل أن يطورها وتصبح منجرة كبيرة بعد فترة.

وبشأن عمل زوجته، يوضح شادي أنها طلبت منه تعلم النجارة، لكن رفض بسبب صعوبة العمل، وبعد إصرارها على التعلم تمكنت من إتقانها وأصبح يثق بشكل تام في عملها.

ويؤكد أن وجود خلود معه في المنجرة كان له أثر كبير، حيث أصبح العمل أكثر اتقاناً، وحجم الإنتاج أكبر، والدخل المادي ارتفع.

وكان منتدى مناهضة العنف ضد المرأة قد كرم خلود وعددا من النساء اللواتي يعملن في مهن كانت مقتصرة على الرجال فقط.

تقول المسؤولة في منتدى مناهضة العنف ضد المرأة صباح سلامة لـوطن، إن تكريم خلود كان لعملها في مهنة كانت مقتصرة تاريخيا وفي الثقافة المجتمعية على الرجال، وبالتالي دخول النساء واقتحامها لهذا المجال نعتبره خطوة في سياق تأكيد أن النساء يستطعن الوصول والتقدم إذا وجدت الدعم والاسناد والتدريب.

وتوضح صباح أن التكريم كان لهدفين، الأول يأتي في سياق الحدي وإثبات الذات، والثاني يهدف لرفع مستوى الوعي المجتمعي بضرورة أن هذه المهن لم تعد حكراً على الرجال.

تم هذا الانتاج بدعم من مركز الاعلام المفتوح وبتمويل من الاتحاد الاوروبي.

تصميم وتطوير