عباس زكي لوطن: الزعامات العربية تريد التخلص منا.. وأنا رفضت اتفاق "أوسلو" وهددت بالقتل!

26.06.2019 01:06 PM

زكي : أضعنا الفرص ولكننا لسنا خائنين كالاخرين ..و أهداف ورشة البحرين لن تتحقق

" لو اننا نملك عروبة حقيقية لما خضعنا للاحتلال لـ 71 عاما"

رام الله - وطن: أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عباس زكي، لوطن بأنه كاد أن يدفع حياته ثمناً لمعارضته اتفاقية أوسلو، مؤكداً أن ورشة "البحرين" هي انعكاس لسياسة نتنياهو التي تتمثل بـ" قضم" الأرض شيئا فشيئا والتحكم بمصير الفلسطينيين، وخلق واقع جديد من خلال طرح فكرة "السلام الاقتصادي" الهادفة لتحقيق الحلم الصهيوني في المنطقة.

وعن أهداف "ورشة البحرين"، قال عباس زكي في حديث لبرنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه ريم العمري: "في البداية لنطرح هذا التساؤل: "هل يمكن أن يتحقق ازدهار وتنمية في ظل احتلال؟". وأضاف واصفاً الورشة من عنوانها الذي يدل "على أن أمريكا امتلكت الأدوات وكذلك الشخوص لتحقيق أهدافها رغم شعورها بالارتباك، ولكن الجهات المشاركة لا تمتلك الشجاعة وهي غير مكترثة ولا تشعر بالخجل من المشاركة في الورشة".

وأضاف زكي: "الذين يخططون لصفقة القرن فاشلون تماما، ولن يحققوا أهدافهم، ويشاركون فيها لتعزيز التطبيع العربي مع الاحتلال"، وأكد أنه "لو كان لدينا عروبة حقيقية لما بقينا تحت الاحتلال 71 عاما، وهم بمشاركتهم هذه قد اسقطوا أقنعة كانوا يرتدونها طيلة تلك السنوات".

وأوضح زكي بأن أحد اهداف "خطة ترامب" تجاوز مبادرة السلام العربية، وبالتالي تجاوز كل ما له علاقة بحقوق الشعب الفلسطيني، وفرض التطبيع على الدول العربية قبل أن يتم إنهاء الاحتلال"، قائلاً إن الخطة تهدف إلى إسقاط حق العودة، من خلال تقديم الدعم المالي للدول العربية. وهنا أتساءل: هل هناك زعيم عربي سيجلب أي فلسطيني إلى أرضه؟ في ظل موقفنا الواضح برفض التوطين؟"

وأكد زكي أن "الدول المشاركة في الورشة لا تمتلك الحصانة كي تقول (لا)، لكن في مقابلهم هناك المناضلين وأصحاب الكرامة وهؤلاء لن يمرروا الصفقة."

وأوضح زكي أن من أهداف الخطة "دفع عجلة التخلي عن القضية الفلسطينية، خاصة وأنها تشير بشكل واضح إلى أن رجال الأعمال هم من سيستثمرون ويكبرون مشاريعهم، ونحن لا نعلم ماذا سيحدث طوال السنوات العشر القادمة".

وردا على من يقول أن الفلسطينيين قد أضاعوا الفرصة برفضهم المشاركة في ورشة البحرين، قال زكي: "أضعنا الفرص ولكن لم نكن خوناً كالآخرين، ولا يمكن أن نضيع وطناً بسبب بضع لذات، أو رخاء ، أو لقضاء لحظات للتعايش مع الجلاد (الخبيث)".

وأضاف: "خطة المنامة أيقظتنا، وحققت صحوة عربية، وتغلغلت القضايا الجديدة في مسامات الأوفياء للأمة وأصحاب الوجدان، وقد شهدت شوارع الدول العربية مظاهرات حاشدة ضد صفقة القرن".

وأكد زكي أن "على الشعب رغم ما تعرض له من خذلان أن يبقى كما هو صامداً، وأن ينتمي لبلاده، خاصة وأن الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج تقف معه ومع قضيته".

وأضاف: "علينا أن لا نفقد الثقة لا في أنفسنا أو بشعبنا، وأن لا نستسلم للحماقات وأن لا نراوح مكاننا، لا سيما وأن حركة فتح قد صنعت من اللاجئ مقاتل ومن الضياع هوية وكيان، ولنأتي مرة أخرى بشيء جديد أو أن نحمل الراية البيضاء ونقف أمام العدو".

وشدد زكي على ضرورة وضع خطة استراتيجية جديدة في ضوء ما يطرح من مخططات إسرائيلية وأمريكية من اجل تمرير "صفقة القرن"، مضيفاً "نحن نؤمن بقرار التقسيم (181)، ودون حسم القرار باهدافه الكبرى، ستبقى الفصائل أكبر من الوطن، والشخوص أكبر من الفصائل، وسنرواح في مكاننا، وعليه لا بد من وضع استراتيجية جديدة في ضوء ما قدمناه من محاولات لتحقيق السلام في كل شيء، ولم نحصل على أي شيء يريدوننا (خون)".

زكي: نحن لسنا ضد ايران 

وحول ما يجري من اصطفافات وتحريض من بعض الدول العربية على إيران قال زكي "نحن لسنا ضد إيران، وهي طرف منتصر، فأنا تربطني بالعرب القومية، وبإيران العقيدة والدين ونحن بحاجة لكلا الطرفين".

وأضاف: "على العرب أن لا يفرحوا لأن امريكا جلبت كل الاسلحة وفي المقابل قالت ايران لا لن نتغير".

وتابع: "نحن لسنا ضد إيران التي تواجه أمريكا، ولكن نحن مظلومون في قضية اللاجئين، ففي الكويت مثلا لم نرتكب خطأ، وقد وقفنا في مواجهة أمريكا عند ضربها للعراق، حتى أن أبو عمار كان يرجو صدام حسين بعدم دخول الكوبت" في إشارة منه إلى الموقف الإيجابي للكويت تجاه القضية الفلسطينية والتي رفضت المشاركة بشكل رسمي في مؤتمر البحرين.

وفي نهاية حديثه قال: "نحن أيتام على موائد اللئام، ونحن نعرف نقطة ضعفنا والفلسطينون مشتتون، والزعامات العربية تريد التخلص منا".

زكي: "لقد رفضت اتفاق السلام.. وهددت بالقتل"

وحول مستقبل عملية السلام، بعد 25 عاما على أوسلو قال زكي: "لقد رفضت اتفاق (السلام) منذ توقيعه، وقيل لي بأنك ستخسر منصباً كصانع قرار، وبأنك ستقتل، ولن تكون يوما ما بمنأى عن الغدر .. رغم ذلك قلت موافق واستمريت.. ورفضت الاتفاق، حتى أن بعض القياديين قالوا لي ستخسر الـvip"، مشيرا إلى أن القيادة الفلسطينية كان لديها شكوك في سير اتفاق (السلام)".

واستذكر زكي حديثه مع الرئيس الراحل (أبو عمار) حينما كان محاصراً في المقاطعة، قائلاً: "قال لي أبو عمار: أنت شايف اللي مش شايفه أنا، وقلت له: أنت كنت شايف كل شيء.. ورد علي: لو كنت مقتنع بالاتفاق ما كان وضعك هيك".

واستكمل حديثه موضحاً بأن لكل زمن فلسفته، حيث كان قديماً يطرح فكرة "تحرير كامل التراب"، وكانت الأرواح "ترخص" من أجل تحقيق الكرامة والحرية، لكن الفلسفة اليوم اختلفت بفعل عوامل كثيره قائلاً: "اليوم، تم اقناعنا بأن ننزل من (ثورة حتى النصر) إلى السلام الذي أصبح وهما، ويروج لفكرة بأن السماء ستمطر سمناً وعسلاً، ومن لا يقل (لا) هو شاذ عن الآخرين".

وأضاف: "اليوم علينا أن نرفع راية واحدة في مواجهة عدو واحد، وأن نخرج من قوقعة عشنا بها طوال 26 عاما، بأن نحصل على مواقع كبيرة دوليا وفي (الامم المتحدة، منظمات دولية، ودولة مراقبة...) بإسلوب "تمسكن حتى تتمكن".

تصميم وتطوير