وطن تتابع من دير قديس

بالفيديو.. رئيس المجلس القروي لوطن: أعتذر للشعب الفلسطيني.. والمواطنون: ما حدث كان جهلاً من بعض الشباب

17.06.2019 03:39 PM

رام الله – وطن - بدر أبو نجم: "تفاجأتُ من حمل المستوطنين على الأكتاف في حفل نجلي، ولم أقم بدعوتهم، وطلبت من المغني أن يوقف العرس فوراً"، هذا ما قاله رئيس مجلس قروي "دير قديس" راضي ناصر، خلال حديثٍ خاص مع وطن في أعقاب انتشار فيديو لمجموعة من المستوطنين يُحملون على الأكتاف في حفل زواج نجله أسعد، داخل القرية الواقعة غربي مدينة رام الله.

وتابع راضي ناصر قوله لوطن بأن حضور المستوطنين إلى الحفل كان من تلقاء أنفسهم ومن دون أية دعوى مني أو من نجلي أو حتى من أي شخص من أهالي القرية.

واستهجن ناصر حمل المستوطنين على الأكتاف من قبل بعض الأشخاص الذين تم تسليمهم إلى الجهات الأمنية.

وحول مسؤوليته كرئيس للمجلس القروي، قال راضي ناصر: "أتحمل كامل المسؤولية كرئيس مجلس لكن ما حدث كان خارجاً عن إرادتي الشخصية".

وقدّم ناصر اعتذاره للشعب الفلسطيني عامة في الداخل والشتات، عما حصل في الحفل.

كاميرا وطن تجولت في قرية دير قديس وأجرت بعض المقابلات مع المواطنين حول ما جرى:

ويروي المواطن حميدان دار أسعد لوطن أن علاقة الأهالي هنا مع المستوطنين علاقة متبادلة في العمل، حيث تكثر محال تصليح السيارات وبعض المحال التجارية التي يقوم  "الإسرائيليون" بالتوجه إلينا بسبب أنهم يجدون الأسعار أقل من النصف مقارنة بالداخل، ما جعل دخولهم للقرية أمرا طبيعيا، وأضاف أن بعض الشبان بالقرية "تصرفوا بجهل لأن المستوطنين في نهاية الأمر يعتبرون أعداءً لنا.

أما المواطن رمضان عدنان فقال لوطن بأن المستوطنين دخلوا فجأة على الحفل، وعلى الفور، طلب والد العريس إيقاف الحفل فوراً، معبراً عن امتعاضه من مشهد حمل المستوطنين على الأكتاف.

عددٌ من المواطنين في قرية دير قديس استهجنوا ما حدث في القرية خلال حديثهم لمراسل وطن، لكنهم رفضوا الحديث أمام الكاميرا لأسباب خاصة.

وخلال تجوالنا وإجرائنا لمقابلات مع أهالي قرية دير قديس، تقدم أحد المستوطنين الذي كان متواجداً في المكان أثناء إعدادنا لهذه المادة الصحفية وأقحم نفسه عنوةً أمام الكاميرا، وبدأ بالحديث فجأة، مؤكداً أنه يزور القرية باستمرار ويتعامل مع بعض محال تصليح السيارات.. وقال المستوطن الذي عرف نفسه باسم "آفي" أن علاقته ببعض المواطنين في قرية دير قديس علاقة عمل وهو يرحب دائما بأن يحضر الأعراس والأفراح الفلسطينية، وبحسب قوله فإنه تلقى دعوة لحضور عرس نجل رئيس المجلس القروي لدير قديس إلا أنه اعتذر عن الحضور كون العرس كان يصادف يوم السبت وهو يوم عيد بالنسبة له.

وأضاف آفي أن كثير من المواطنين في القرية يعرفونه جيداً منذ 40 سنة، وأن الفلسطينيين في القرية أفضل من أبناء جلدته اليهود، واعتبرهم أخوة له!

وأضاف: أقيم علاقات كثيرة مع الفلسطينيين ليس فقط في دير قديس بل في أماكن وقرى فلسطينية كثيرة.

ويتابع قوله: أجذب للناس هنا الكثير من الأعمال التي تعود عليهم بالفائدة، لأنهم يسعون للقمة العيش.

يشار إلى أن مجموعة من النشطاء تبادلوا فيديو مسجلاً لحفل زفاف نجل رئيس مجلس قروي دير قديس مساء الأربعاء الماضي، ويظهر به تواجد للمستوطنين في حفل "سهرة" نجل راضي ناصر وهم يرقصون مع المواطنين في السهرة، مرفوعون على أكتاف الشباب.

فيما أكدت عائلة ناصر في بيان توضيحي بأن ما يجري تداوله هو عار عن الصحة، حيث لا علاقة لراضي بما حدث في الحفل، وقالت أنه قام بطرد المستوطنين بعد معرفته بوجودهم، وأوقف الاحتفال.

وعلى إثر الحادثة، طالبت القوى الوطنية والإسلامية عبر وطن بمحاسبة كل من قام باستجلاب ودعوة المستوطنين لحفل زفاف أحد أبناء رئيس مجلي قروي دير قديس.

(للاطلاع على رأي القوى الوطني والإسلامية.. اضغط هنا)

فيما استهجن الناطق باسم وزارة التربية والتعليم عير وطن، صادق الخضور، ما شهده حفل زفاف نجل رئيس مجلس قروي دير قديس راضي ناصر، والذي يعمل مدير الدائرة الإدارية في مديرية التربية والتعليم بضواحي مدينة القدس، وأوقفته عن العمل فوراً.

(للاطلاع على تصريحات الناطق باسم التربية.. اضغط هنا)

وكانت حركة "فتح" أيضاً قد اتخذت عدة قرارات على إثر حادثة العرس، في مقدمتها فصله من الحركة بشكل قطعي، وقررت الحركة أيضا العمل على حجب الثقة عنه في المجلس القروي لانه مرشح "فتح" للمجلس، كما أحالت الحركة أسماء الذين شاركوا في الزفاف مع المستوطنين في دير قديس إلى الجهات الأمنية المختصة لأخذ المقتضى القانوني بحقهم.

(للاطلاع على موقف حركة فتح.. اضغط هنا)

كما اثارت القضية الشارع الفلسطيني وشغلت الرأي العام وأكد عدد من الكتاب والمحللين السياسين عبر وطن بأن ما جرى في قرية دير قديس من تواجد المستوطنين في حفل زفاف، وما سبقها من إفطار رمضاني بمشاركة المستوطنين في الخليل، بانه يمثّل جريمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مما يعكس انهياراً في المنظومة القيمية، وانفصاماً تاماً عن الحقوق الوطنية، ويعد مظهراً من مظاهر الانهيار الذي تمر به الحالة الفلسطينية في الوقت الراهن  .

(لمشاهدة مداخلة عمر عساف مع وطن.. اضغط هنا)

 

 

 

 

 

تصميم وتطوير