"التربية" لوطن: الواجبات البيتية غير مفيدة ورياض الاطفال ومنهاجها سيكون الزاميا

17.03.2019 11:07 AM

رام الله - وطن: قال مدير عام المتابعة الميدانية والاشراف في وزارة التربية والتعليم ايوب عليان، أن المنهاج الفسلطيني بحلته الجديدة الذي اطلق قبل 3سنوات ركز على مفهوم التعلم النشط في الصف الدراسي والذي يكون فيه الطالب محور العملية التعليمية.

نتجه نحو التعلم الذكي

ولفت عليان الى ان وزارة التربية اطلقت قبل عامين، سلسلة من مدارس التعلم الذكي .

واشار عليان الى ان الوزارة تعمل في الوقت الراهن وفق استراتيجية من عدة محاور وهي: التعلم الذكي، رقمنة التعليم، ودمج التعليم المهني والتقني، وهذا من افضل المواضيع التي تطبق في الوزارة نظرا لعدد الخريجين الفائض في التخصصات الاكاديمية وللحاجة الى تخصصات تقنية.

واضاف "لدينا توجه بأن يكون التعلم النشط محور العملية التعليمية، ولذلك نحن لا نستطيع تغير كل شيء في خطة مدتها عام او عامين، بل نحتاج لخمس او 6 سنوات لتغيير وجه التعلم التلقيني الى التعلم الذكي".

لا فائدة من الواجبات البيتية

وأكد عليان في حديثه خلال برنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه الاعلامية ريم العمري، أن قرار الغاء الواجبات الدراسية وتحويل نمط التعليم في المدارس، تم دراسته بشكل جيد من قبل وزارة التربية والتعليم، ولم يؤخذ جزافًا لافتا الى وجود دراسات دولية وعربية وفلسطينية اكدت ان لا فائدة من الواجبات البيتية.

وحول ان كان القرار سيلغي دور الاهل التعليمي في متابعة اولادهم الطلبة، قال عليان:"نحن في قرارنا لم نلغ دور الاهل في المتابعة، قرارنا هو إلغاء الواجبات البيتية وهذا لايعني اننا طلبنا من الاهل عدم متابعة ابناءهم، ولذلك بدأنا بارسال نموذج للاهل لما يُعطى في الغرف الصفية".

واضاف،" لم نلغِ مهارة النسخ ولا الحفظ، بل الغينا حل اسئلة الكتاب المقرر، لان حلها يقوم على التعلم النشط ، والافضل ان يتم في الصف، بمتابعة من ولي الامر"، لافتا الى ان العمل بالقرار بدأ في المدارس الحكومية والخاصة ومدارس الوكالة.

واشار عليان الى ان الكتاب المقرر المعتمد في المرحلة الاساسية يعتمد على التعلم النشط، قائلاً: "لدينا دراسات لما يُعطى في العملية التعليمة للصفين الاول والثاني، والتي اشارت الى أن ما نسبته 40% من وقت الحصة الدراسية يضيع على الطالب بسبب الاعمال الكتابية، ولذلك يجب ان يعطي المعلم 100% وليس 60% فقط من وقت الحصة".

وحول أعداد الطلبة في الصفوف الدراسية، أكد عليان "أن متوسط اعداد الطلبة في الصفوف الحكومية هي من27-28طالب لكل شعبة دراسية"، لافتا الى ان الوزارة تقوم بفتح شُعب دراسية جديدة في حال وصل عدد الطلاب في الصف الدراسي الى 40 طالبا.

التعليم في فلسطين الافضل في الشرق الاوسط

وحول تقرير البنك الدولي الذي نشر نهاية العام الماضي، والذي تطرق الى التعليم في منطقة الشرق الاوسط وافريقيا، وكشف عن تأخر كبير في واقع التعليم في المنطقة من ضمنها فلسطين، بمقدار 3 سنوات تقريبا، قال عليان: "نحن نؤمن ان التعليم في فلسطين جزء كبير منه يقوم على التلقين، ولذلك خطت وزارة التربية خطوات في هذا السياق وبدأت بسياسات تطويرية كبرنامج رقمنة التعليم والتعلم الذكي، وطورت ملف امتحان الثانوية العامة(الانجاز)".

واضاف عليان " ان فلسطين تتميز عن المحيط العربي، فهناك تقرير نشر قبل عدة شهور على لسان نائب مدير البنك الدولي تحدث فيه عن ان نظام التعليم الفسلطيني هو الافضل في منطقة الشرق الاوسط، فلسطين في المحافل العربية ودائما تحقق الوزارة جوائز عربيا وعالميا".

وفي سياق الحديث عن مشكلة انخراط الخريجين في سوق العمل، قال عليان "ان المشكلة تكمن في تنمية المهارات سواء في المدرسة او الجامعات ومن هنا كان القرار الاخير بالغاء الواجبات البيتية من الصف الاول الى الرابع" اما فيما يتعلق بتنمية المهارات فقد قررنا تخفيف الواجبات والتركيز على المهارات للصفوف من الخامس الى التاسع، على ان نذهب الى تنمية ملفات الانجاز لدى الطالب والتركيز على التعلم بالمشاريع، من خلال مهارات البحث العلمي لطلبة المرحلة الثانوية.

رياض الاطفال ستكون الزامية

وحول خطة وزارة التربية والتعليم بشأن رياض الاطفال قال عليان إن "وزارة التربية تنبهت في الفترة الاخيرة الى رياض الاطفال، ما دفعها الى اطلاق منهاج رياض الاطفال في العام الماضي، الامر الذي حظي بتقدير من البنك الدولي بعد ان دُرس بعناية"، لافتا الى ان تقرير البنك الدولي حول المنهاج  اكد ان 70% منه ضمن الاسس والمعايير العالمية.

واكد عليان أن وزارة التربية اخذت على عاتقها انشاء رياض اطفال حكومية في المناطق المهمشة والنائية، فانشأت 4 مراكز في جنين، نابلس، بيت لحم، بير نبالا، واثنتين في غزة، تحوي صف بستان و3صفوف تمهيدي وصف لتعليم وتأهيل معلمات رياض الاطفال.

ولفت عليان الى انه تم اضافة اكثر من 204 صفوف تمهيدية ملحقة بالمدارس الحكومية في المناطق المهمشة والنائية ايضا، من منطلق ان الاهل في هذه المناطق لايستطيعون ارسال ابنائهم الى الروضات بسبب ظروف المعيشة الصعبة.

واشار عليان الى وجود خطة سنوية لدى التربية والتعليم لاضافة نحو 60-70 شعبة للمدارس الحكومية، مؤكدا ان نسبة الالتحاق برياض الاطفال في فلسطين هي الاعلى في  دول العالم العربي.

وشدد عليان على ان مرحلة رياض الاطفال ستكون مستقبلا الزامية لكل الطلبة، لافتا الى ان خطة الوزارة تقوم على "توفير مقعد دراسي لكل طالب في هذه المرحلة من الان وحتى عام 2022"، كون مرحلة رياض الاطفال هي الاخطر من ناحية ما يكتسبه الطفل  من مهارات وتعلم".

من جانبه، أشار رئيس قسم الإعلام في جامعة القدس- ابو ديس نادر صالحة، الى أن قضية المخزون اللغوي للطفل العربي والفلسطيني مقارنة بالأطفال في دول العالم الأخرى لا يتجاوز ( 7 ألاف كلمة)  بعمر ( 7 سبع سنوات ) أو ( 8 ثماني سنوات )، ولكن في دول أخرى من العالم يتجاوز مخزون الطفل ( 18 ألف  وأحياناً 20 ألف كلمة وأحياناً يتجاوز 22 ألف كلمة ). 

وأوضح أن طبيعة المادة التي يتعرض لها الطالب خلال السنوات التحضيرية ما قبل الصف الأول وأيضاً من الصف الأول وحتى الصف السادس، مرتبطة بعملية التفكير وفعالية عملية التفكير وعملية التفكير الإبداعي، وأن هناك مشكلة حقيقية لأنه يعتمد على التلقين والثقافة السمعية وثقافة الحفظ  ومن الضروري علاجها بطرق متعددة.

المعرفة لاتقاس بكم المعلومات التي يحفظها الطالب

وبيّن صالحة أن قياس مدى المعرفة لدى الطلبة هو ليس قياس لكم المعلومات التي يحفظها، وإنما تقاس بطريقة التفكير النقدي الخلاق المبدع.

وأكد في حديثه على ضرورة التركيز الكبير على ثقافة الوثائق، حيث إن الطالب يذهب إلى المدرسة والجامعة وهو يتبنى ثقاقة الشهادة، ومتطلبات السوق أحياناً تحتاج إلى مؤهل علمي، والمؤهل هو الشهادة، وبالتالي الشهادات لا تعكس كم المهارات والمعارف في مجمل العملية التعليمية كما هو متوقع، وهذا نشهده من خلال كمية الشهادات الموجودة.

وأضاف: نحن حقيقة أكثر أهل المنطقة تعلماً ولكن هذا التعلم وهذا الكم من المعارف غير منعكس على طبيعة أدائنا المجتمعي.

وأشار الدكتور صالحة، إلى افتقاد الطلبة في فلسطين إلى الكثير من المهارات عند إجراء مقارنة لمهاراتهم مع مجموعة من  طلبة دول مثل فيتنام وكوريا أو تركيا أو دول أخرى من دول الإقليم، وأنه لا بد من ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الظروف الموضوعية والظروف السياسية، ولكن أجمالاً بالمقارنة مع دول اخرى لا تخضع لاحتلال أو تضييق أو ظروف مشابهة هي ثقافة موجودة وهي ثقافة القياس بالعلامات وليس بالمهارات، وطرق القياس هي إجمالاً تعتمد على أذكر واشرح وعدد وليس على طرق أخرى مثل البحث العلمي والتحليل وإبداء وجهة النظر .

الغاء الواجبات البيتية يجب ان يعوض بدوام اضافي

واعتبر صالحة أن إلغاء الوظائف المنزلية للطلبة في الصفوف الأسياسية الدنيا من الصف الاول حتى الرابع، يجب أن يتم تعويضه بدوام إضافي أو حصص إضافية بعد نهاية الدوام، واوضح أنه من الممكن مثلاً استكمال العملية التعليمية لمدة ثلاث ساعات وهذا ما يسمى التعليم المساند، وأيضاً يتم تأدية الوظائف خلالها وحل الواجبات داخل المدرسة ولكن في إطار وفي ظل أجواء أكثر أريحية بالنسبة للطلبة، وبحضور أساتذة خبراء وبطريقة غير مملة وفيها بعض المرح بخاصة في هذه المرحلة العمرية ( مرحلة الصفوف الأساسية الدنيا ).

وأكد الدكتور صالحة أن الطالب في هذا العمر بحاجة إلى تنمية المعارف والمهارات وتعزيزها قبل أن يذهب إلى البيت،  وبحاجة أيضاً إل ىتعزيز مهاراته الشخصية والاجتماعية ومهارات التواصل لديه، ومهارات اللعب أيضاً.

وأضاف أن القرار يجب أن يكون مرتبط بخطة تكون معروفة للأهل وللطلبة وللمنظومة التعليمية بشكل كامل، وتوضيح كيف سيتم تعويض هذه الجرعة التعليمية والمهاراتية في إطار المدرسة.

وسجل الدكتور صالحة في نهاية مداخلته واحدة من أهم المشكلات التي تواجه التربويين، وهي قضية اللغة الام والمقصود اللغة العربية، لأن الكثير من طلبتنا لا يستطيع أن يفكر أو يعبر بلغته الأم (باللغة العربية الفصحى)، وحسب الدكتور صالحة فإن طلابنا يقرأون باللغة العربية، يقرأون بعض النصوص من الكتب ولكن لا يفهمون ما يقرأون وهنا يجب التركيز على اللغة العربية الفصحى بشكل أساسي، كونها الخزان الفكري التي يعبر الطالب  من خلالها عن نفسه.

تصميم وتطوير