بالفيديو.. هكذا يرى إعلام الاحتلال تكليف اشتية بتشكيل الحكومة ويحرض على الأسرى والشهداء

13.03.2019 03:20 PM

رام الله- وطن: بعد مرور أيام قليلة على تكليف عضو مركزية فتح د.محمد اشتية بتشكيل الحكومة، بدأ إعلام الاحتلال بشن حملة تحريضية ضده في محاولة لإفشاله في أي مواجهة سياسية قادمة.

يقول الإعلامي والمختص بالشأن العبري عصمت منصور لـوطن، إن إعلام الاحتلال تناول تكليف اشتية بكثير من الاهتمام، حيث قامت جميع المحطات التلفزيونية الإسرائيلية بتغطية الحدث، وقامت بالتركيز على الكثير من القضايا المتعلقة بتصريحات مواقف سابقة له، خاصة التي يعتبرها الاحتلال "معادية"، مثل مواقفه من قضايا الأسرى والشهداء.

وفيما يتعلق بالتحريض الاحتلال ضد الأسرى والشهداء، يوضح منصور أن إعلام الاحتلال ركز على موقف اشتية من العمليات مثل عملية "ميونخ" وامتداحه لعضو ثوري فتح الراحل محمد داود عودة "ابو داود" وشهداء فلسطينيين، وتصريحات نسبها الاحتلال له باعتباره اليهود ديانة وليس شعب، حيث حاول إعلام الاحتلال الإيحاء بأنه "معادٍ للسامية".

كما ركز إعلام الاحتلال على انسحابه من المفاوضات وتصريحاته الرافضة للاستمرار فيها لعدم وجود جدوى بها، حيث حاول إعلام الاحتلال الإيحاء بأن اشتية لا يؤمن بالمفاوضات كحل وحيد في الصراع مع الاحتلال.

ويشير منصور إلى أنه بالرغم من أن إعلام الاحتلال أشار إلى أن اشتية شخصية منفتحة، إلا أن إيحاءاته تمهد لشيطنته وفيها "اغتيال للصورة"، لمحاولة الضغط عليه واستباقاً لأي مواقف مختلفة من الممكن أن يتخذها خاصة بما يتعلق بموضوع الأسرى وأموال المقاصة والهجمة على القدس والأقصى وغيرها.

ويضيف أن الاحتلال يتوقع أن تتخذ حكومة اشتية مواقف مختلفة، وبالتالي "اسرائيل" تستبق ذلك بحملة تمهيداً لمحاربته وافشاله في اي موقف او اي صدام سياسي او قانوني على الملفات المثارة الآن.

وتشهد عائلات الاسرى والشهداء حملة تحريض واسعة من قبل مسؤولي الاحتلال، خاصة في ظل الحملة الانتخابية الحالية، حيث طالب بعضهم بإبعاد عائلات منفذي العمليات إلى غزة، إضافة لذلك أقدم الاحتلال الشهر الماضي على اقتطاع جزء من أموال المقاصة الفلسطينية بذريعة أن السلطة تقوم بدفعها لعائلات الأسرى والشهداء والجرحى.

وكان اشتية قد طالب خلال إضراب الأسرى عام 2017، إلى طرح قضية إضراب الأسرى في مجلس الأمن كما طالب إرسال لجنة لتقصي الحقائق في هذا الشأن.

وطالب أيضاً بمحاكمة "إسرائيل" ومعاقبتها على الجرائم التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني، عقب قتل الاحتلال 16 مواطناً خلال المظاهرات السلمية المطالبة بإنهاء الاحتلال، ورفع الحصار في غزة العام الماضي.

وكان الرئيس كلف رسميا، الأحد، اشتية بتشكيل الحكومة الجديدة، خلفاً لرئيس الحكومة المستقيلة رامي الحمدالله.

ويأتي تكليف اشتية في ظل تحديات عديدة تواجه القضية الفلسطينية، أهمها الانقسام والهجمة الإسرائيلية الشرسة على القدس والأقصى، والانتهاكات المتزايدة بحق المواطنين والمدن والقرى في الضفة، وحصار غزة، واحتجاز أموال المقاصة، وعمليات القمع بحق الأسرى، والتغول الاستيطاني وغيرها.

من هو محمد اشتية؟

محمد ابراهيم اشتية سياسي واقتصادي فلسطيني ولد في قرية تل بمحافظة نابلس عام 1958، وأنهى دراسته المدرسية فيها، ثم انتقل الى جامعة بيرزيت ليحصل على درجة البكالوريوس في تخصص الاقتصاد وإدارة الأعمال عام 1976.

وحصل اشتية  على درجة الدكتوراه في دراسات التنمية الاقتصادية من جامعة سسكس في بريطانيا.

وشغل اشتية عدة مواقع قيادية سياسية واقتصادية ومهنية في فلسطين أبرزها: محررا في جريدة الشعب، وأستاذا وعميدا في جامعة بيرزيت، ورئيسا للمجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار (بكدار)، ووزيرا للأشغال العامة والإسكان، وانتخب عضوا للجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح-عامي 2009 و2016.

ويشغل مجموعة من المواقع الاكاديمية والأهلية أبرزها رئيسا لمجلس أمناء الجامعة العربية الأمريكية، وعضوا في مجلس أمناء جامعة القدس، وعضو مجلس أمناء جامعة الاستقلال، ورئيسا لمجلس إدارة قرى الأطفال SOS ، ومحافظا للبنك الإسلامي للتنمية، ورئيس جائزة حسيب الصباغ وسعيد خوري للهندسة.

اشترك اشتية في العديد من المبادرات السياسية والتنموية واسندت إليه معظم البرامج التنموية وبرامج إعمار فلسطين، إضافة إلى مشاركته في تأسيس صندوق التنمية الفلسطيني ومجلس الإسكان الفلسطيني، والمعهد الوطني لتكنولوجيا المعلومات" للمساهمة في تطوير المهارات المحلية ومواجهة الاحتياجات التنموية الفلسطينية، كما أسس المركز الفلسطيني للدراسات الإقليمية والمعهد الوطني للإدارة" لتدريب كوادر السلطة وتحسين الأداء والمساهمة في عملية الإصلاح، وكان عضوا في وفد منظمة التحرير الفلسطينية إلى مفاوضات مدريد ومباحثات واشنطن، ومثل فلسطين في اجتماعات الدول المانحة والبنك الدولي.

وترأس اشتية الوفد الفلسطيني للمفاوضات المتعددة الأطراف المتعلقة بالتعاون الاقتصادي والإقليمي والتي تتناول مواضيع التجارة والمالية والبنية التحتية والسياحة في منطقة الشرق الأوسط، كما ترأس اجتماعات المؤتمر الاقتصادي والاجتماعي لمجموعة ال 77 والصين عام 2019.

أصدر د. اشتية مجموعة من الكتب والدراسات الاقتصادية والتنموية والسياسية كان آخرها: فلسطين من منظور تنموي، وموسوعة المصطلحات الفلسطينية، والمختصر في تاريخ فلسطين، وتآكل حل الدولتين، وكتاب حول البلديات وهيئات الحكم المحلي ودورها في التنمية الاقتصادية. إضافة الى نشر مجموعة قصص قصيرة بعنوان " إكليل من شوك".

تصميم وتطوير