أبو بكر لوطن: الأسرى يتعرضون لقمع الاحتلال بشكل غير مسبوق ويدعو لحشد الدعم لقضيتهم، والمحرر حمارشة يروي المعاناة

12.03.2019 10:44 AM

رام الله- وطن: قال وزير شؤون الاسرى والمحررين قدري أبو بكر، إن الأسرى يتعرضون لجملة انتهاكات وعقوبات، تفرضها إدارة السجون بحق الأسرى، كان أخرها تركيب أجهزة تشويش في سجن النقب ويجري تركيبها في سجن مجدو، وتسبب صداعا للأسرى وتضر بصحتهم.

واضاف أبو بكر خلال حديثه في برنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه الإعلامية ريم العمري، إن "الأسرى يتعرضون للتنكيل والعزل وغرامات مالية بشكل لم نشهدها من قبل، كما حدث في معتقل عوفر مؤخرا، واقتحام وحدات القمع للمعتقل ووقوع اصابات بين الاسرى".

وأوضح أبو بكر أن الأسرى في السجون يتعرضون منذ 1968، للهجمات والقمع، حيث لا تكتفي سلطات الاحتلال بالأحكام الصادرة بحقهم، ومطاردتهم وهدم بيوتهم، بل تستمر في سياسة "التنغيص" على حياتهم، وكأنهم يعيشون في "جهنم".

 

رفض الافراج عن الاسير ابو دياك رغم وضعه الصحي الحرج

وقال أبو بكر إن الأسرى المرضى يعانون جراء الإهمال الطبي، حيث رفضت محكمة الاحتلال العليا الإفراج الفوري عن الأسير المريض بالسرطان سامي أبو دياك.

وأكد أبو بكر أن الأسير أبو دياك في وضع صحي حرج، وتم نقله إلى المشفى لتلقي العلاج، بعد تطورات صحية تتعلق بتكسر في الصفائح الدموية، مشيرا إلى تواصل الهيئة مع جهات مختلفة والصليب الأحمر للضغط على الاحتلال لإطلاق سراحه.

وأشار أبو بكر إلى أن الهيئة تدخلت وتواصلت مع الصليب الأحمر حيال الوضع الصحي للأسيرة اسراء الجعابيص وتم إجراء عدة عمليات لها.

وكان الصليب الأحمر قد بلغ هيئة شؤون الأسرى والمحررين مسبقاً، أن زيارات ذوي الاسرى ستتم لمرة واحدة في الشهر وليس لمرتين، وأوضح أبو بكر بان الهيئة أتمت معظم الاجراءات لتغطية نفقات الزيارة الثانية وأجرت الترتيبات الأمنية اللازمة للسماح بالزيارة الثانية.

وأشار أبو بكر إلى أن سلطات الاحتلال تتعمد في الآونة الأخيرة إلى قطع الزيارات، وإرجاع ذوي الأسرى ومنعهم من زيارة أبنائهم.

 

حشد الدعم للأسرى

ووصف أبو بكر الحراك التضامني مع الأسرى ودعهم بـ"الخجول" ولا يرقى للمستوى المطلوب، مضيفاً أن قضية الاسرى بحاجة لوقفة جماهرية، وتضامن شعبي كبير على مختلف المستويات.

وأوضح أن الاحتلال يستغل ضعف التضامن ليتغول أكثر في إجراءاته للتنكيل بالاسرى وذويهم، آخرها القرار الاسرائيلي باقتطاع أموال الضرائب الفلسطينية، في محاولة لتجريم النضال الشعبي الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن آلاف الأسرى يقبعون اليوم في معتقلات الاحتلال، وسيتم الاهتمام بهم وبعائلتهم وتقديم ما يلزم، وعدم الرضوخ للضغوطات الاسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة.

وأكد أبو بكر إلى أن الهيئة تعمل على تدويل قضية الاسرى والمشاركة في مؤتمرات دولية، لإيصال صوت الاسرى ومعاناتهم. مشيراً إلى إن الهيئة ستشارك في مؤتمر في القاهر وتركيا ودول مختلفة خلال الفترة القادمة.


توقيع اتفاقية بشأن امتحان الإنجاز للأسرى

وبخصوص امتحانات الثانوية العامة "إنجاز"، قال أبو بكر إنه يوم الأحد الماضي بدأت عملية استقبال طلبات التقدم للثانوية العامة للأسرى للعام 2019، للفرع الأدبي، حيث ستستمر حتى نهاية الشهر الجاري. مشيراً إلى إن 900 أسير يستعدون العام لتقديم الامتحانات.

وأوضح أبو بكرة إلى أن الهيئة وقعت اتفاقا مع وزارة التربية التعليم والقدس المفتوحة، لدراسة الاسرى البكالوريس في الجامعة، حيث تغطي الجامعة 25%، وتتحمل الهيئة بالاتفاق مع وزارة المالية 75%، من الأقساط.

وأكد أبو بكر أن الهيئة تدعم الاسرى وتقدم قروضا للمشاريع الصغيرة (10-20 ألف دولار)، حيث بلغ مجموع القروض المقدمة 15 مليون دولار.

 

المحرر المقعد حمارشة يروي المعاناة

تحدث الاسير المحررعدنان حمارشة والد الاسيرين عمر وانس، عن معاناة زيارة الاسير وزيارة نجليه الاخيرة والتي كانت اول امس، حيث منع الاحتلال زوجته ريم من الزيارة وسحب تصريحها.

وقال حمارشة الأب إن عمر والذي يبلغ من العمر (27 عاما)  ينتظر محاكم الاحتلال، أما انس(18 عاما) محكوم بالسجن عامين، ويعاني من مرض نادر وهو تآكل العظم، حيث تعرض لتحقيق قاسٍ لدى الاحتلال، الأمر الذي فاقم من مرضه.

وأضاف،" المعاناة تبدأ منذ لحظة الحصول على التصريح، وتبدأ عندما تريد معرفة اين الابن وفي اي سجن، فتتصل باكثر من عشر مؤسسات وهذا الاجراء يأخذ اشهر، عدا عن ذلك اي شخص يتم اعتقاله لايجوز له ان يقدم التصريح الا بعد قضائه اربعة شهور، بمعنى ان الزيارة الاولى تأتي بعد نصف سنة ان لم تكن بعد ذلك الوقت ايضا".

وتابع "بعد ان الحصول على التصريح تصل الى الحاجز وهناك تجد آلاف الاشخاص يوميا، حالتهم النفسية سيئة بسبب البوابات والتفتيش المهين والفحص والوقوف امام احتمالية الرفض والقبول للزيارة، كما حصل مع ريم زوجتي عندما ارجعت عن المعبر ومُنعت من زيارة انس وعمر".

وأوضح "بعد ذلك تبدأ الرحلة  بين حاجز الجلمة وسجن مجدو وتستمر لـ17دقيقة، لكن هذه الفترة داخليا لكل انسان تستغرق وقتا اطول، فباص الصليب يضم 60 شخصا من اهالي الاسرى وتكون 6 باصات للزيارة الواحدة، لاتجد همسًا، الكل يفكر ماذا سيحدث ابنه واسيره وماذا سيقول، وهل سيراه ام سيمنع من الزيارة، كل هذه التساؤلات تتفاعل بداخل الشخص، عندما نصل الى "مجدو" نقف خلف في الخارج لا نعرف هل سيسمح لك بالدخول ام لا، وعندما يسمح لك تدخل وتجلس في قاعة على مقاعد حديدية لاتكفِ لنصف الاسرى والباقي يقف، وهناك ضابطة زيارة سيئة جدا".

 

معاناة عائلة حمارشة هي معاناة عوائل الاسرى

وأضاف حمارشة، "عندما اتحدث عن معاناة عائلة حمارشة انا اتحدث عن معاناة الاف عائلات الاسرى التي تتشابه بهذه المعطيات بشكل عام".

وتابع "ماحصل مع زوجتي، هو ان العائلة كلها ذهبت للزيارة، ومع العلم ان الاحتلال عندما يمنح التصريح للزيارة يعلم ان غالبية افراد العائلة اعتقلوا سابقا، وبحسب اتفاق مع الصليب الاحمر والاحتلال فإنه يجوز للاسير بعد ان يخرج من السجن ان يقدم التصريح ويأخذ تصريح امني، وهذا التصريح معاناة اخرى، وهو ما اخذته زوجتي التصريح الامني، وتم سحبه منها وقت الزيارة، هم يعرفون الوقت الذي ستصل فيه ومتى سيقولون لها "ارجعي"، عادت ريم مع عشرات الامهات والاطفال.

 

عودة ريم للمنزل بعد منعها من زيارة انس وعمر استغرقت 3 ساعات رغم قرب المسافة

وحول الجانب الانساني من معانتهم كعائلة خلال زيارة نجليه، يردف: "بين بيتنا وحاجز الجملة ساعة الا ربع بالسيارة، لكن ريم تأخرت اكثر من 3 ساعات، لم استطع فعل شيء سوا الانتظار فأنا مقعد ومركبتي صادرها الاحتلال ايضا، وعندما عادت اخبرتني وعيونها صامتة وقلبها يبكي، عادت مشيا لمسافة اكثر من 10 كم وهي لاتدري انها تمشي فقط الدموع تبلل وجهها والحياة امامها سوداء، لايوجد سوا انس وعمر وهما يبتعدان عنها اكثر".

وأشار إلى أن تصريح الزيارة الذي يحصلون عليه هو تصريح واحد خلال 6 شهور، و 45 دقيقة  هي مدة الزيارة تتوزع بين 7 من افراد العائلة على انس وعمر.

وأضاف "انا كنت مع عمر وانس في السجن وكنا نخرج الثلاثة مقابل 7 افراد من العائلة لانجد سوا دقيقتين لكل فرد ليتحدث".

وقال "كنا نكتب نقاطا صغيرة على يدنا بقلم خفي لنتذكر ماذا نريد ان نسأل عند الزيارة لقصر الوقت ولأن لهفة اللقاء تنسينا ايضا كل شيء".

وروى حمارشة حادثة محزنة في ذات الوقت حصلت مع صغيرته ساجدة عندما زارته في مرة من المرات خلال العيد، حيث طلبت من امها ان تبتعد عن الشباك وطلبت مني ان اضع يدي على الزجاج حتى تقبلها، هذه هي المعاناة والحرمان، حيث وضع الاحتلال شباكا خلال الزيارة حتى لا تلتقي الاصابع. مشيراً إلى أنه كان سابقا يسمح لنا بلمس الاصبع من خلال شبك الزيارة في عام 1996 استبدلوه بالزجاج، بهدف ألا يرى الأسرى الحب والحياة والعيش بسلام.

تصميم وتطوير