في ذكرى وعد بلفور.. على بريطانيا الاعتذار والاعتراف بدولة فلسطين

24.10.2017 01:18 PM

رام الله – وطن: اكد مستشار الرئيس محمود عباس للشؤون السياسية نبيل شعث، وامين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية النائب مصطفى البرغوثي على ضرورة اعتذار بريطانيا عن وعد بلفور المشؤوم، الذي ستصادف ذكراه في الثاني من تشرين ثاني/نوفمبر المقبل، وذلك خلال لقاء صحفي نظمته دائرة شؤون المفاوضات، ظهر الثلاثاء، في رام الله.

واكد شعث ان وعد بلفور الذي خلق النكبة الفلسطينية عام 1948 والذي تبعها احتلال بريطانيا لفلسطين، شكل كارثة استعمارية غير مسبوقة، وهو لا زال مستمرا على الارض بفعل ما تقوم به حكومة نتنياهو وتنفيذه للمشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني.

وطالب شعث بريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور، والاعتراف سريعا بدولة فلسطين على حدود 1967.

وحول طرق واليات التعامل الفلسطيني مع بريطانيا قال شعث: ان القيادة الفلسطينية تقوم الان باعداد دراسة قانونية جادة، من اجل معرفة امكانية التقدم لأي محكمة لمقاضاة بريطانيا على وعدها، الى جانب اعداد خطة متكاملة هدفها الوصول للشعب البريطاني واظهار فداحة ما تسببه وعد بلفور بالشعب الفلسطيني.

وحول وجود حوار بين القيادة الفلسطينية والحكومة البريطانية، قال شعث "المطلوب من بريطانيا الاعتذار عن وعد بلفور، والاعتراف بالدولة الفلسطينية".

وتطرق عريقات في حديثه الى ملفي المصالحة الوطنية وعملية السلام، اذ كشف عن وجود اهتمام عربي واقليمي ودولي بالمصالحة الوطنية، لمسه خلال زيارته الاخيرة الى العاصمة البلجيكية بروكسل ولقاءاته مع السفراء والدبلوماسيين الاوروبيين .

واوضح شعث انه عقد اكثر من 70 لقاء مع شخصيات اوروبية، ابدت جميعها اهتماما وترحيبا بالمصالحة، باعتبارها ضرورة فلسطينية ودولية وبحث امكانية مساهمة اوروبا في حل مشكلات قطاع غزة واعادة بناء القطاع، مشيرا الى ان ما تم انجازه من خطوات كحل اللجنة الادارية ولقاء القاهرة بين فتح وحماس، وتسلم الحكومة قطاع غزة، خطوات مهمة سيبنى عليها خطوات اضافية وصولا الى اجتماع القاهرة في نوفمبر المقبل بين جميع الفصائل الفلسطينية لبحث ملفات عدة ابرزها اجراء الانتخابات خلال 6 شهور.

وعن ملف عملية السلام قال شعث ان القيادة الفلسطينية لم تتسلم حتى الان اي مشروع للسلام من الادارة الامريكية.

واضاف شعث أن أي عملية للسلام لا يمكن ان تنجح اذا ما تجاوزت ما تقوم به حكومة نتنياهو من استيطان يهدف الى ابتلاع الضفة والقدس، وسن قوانين عنصرية تهدف جميعها الى ترسيخ المشروع الصهيوني الاستيطاني، والذي تتوافق عليه ايضا المعارضة الاسرائيلية وتؤيده من خلال كتصريحات حزب العمل.

واكد شعث ان الرئيس عباس التقى الرئيس ترامب عدة مرات منذ تنصيبه، "لكننا لم نتسلم مشروع سلام من الادارة الامريكية حتى اللحظة، والتي تتعهد انها ستطرحه خلال شهرين، مشيرا الى انه لا يمكن تحقيق او الحديث عن سلام اقليمي قبل تحقيق السلام الفلسطيني واقامة الدولة الفلسطنية".

واشار شعث الى ان الحراك الفلسطيني الدبلوماسي مستمر ويستهدف توفير الحماية للارض الفلسطينية من مشاريع الاستيطان قبل ابتلاعها وقتل حل الدولتين، وتوفير الحماية الدولية، وفرض عقوبات على اسرائيل.

من جانبه، قال امين عام المبادرة الوطنية النائب مصطفى البرغوثي "ان وعد بلفور اعطى الصهاينة حقوقهم السياسية رغم انهم لم يتجاوزوا 3%، بينما نظر لـ97% من الفلسطينيين كاخرين ولم يعطهم سوى حقوقهم الدينية".

واضاف البرغوثي ان وعد بلفور اعطى واسس لنظام "الابارتهايد" الذي ينفذ في فلسطين الان، وان وعد بلفور مستمر حتى الان في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس وداخل الخط الاخضر من خلال الاستيطان والقوانين العنصرية، كما ان وعد بلفور ومنذ صدوره زعزع الاستقرار والهدوء في الشرق الاوسط.

وطالب البرغوثي بريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور والاعتراف الفوري بدولة فلسطين والغاء اي احتفالات قد تجرى في بريطانيا.

وتطرق البرغوثي الى الفعاليات الشعبية والسياسية التي ستجرى في ذكرى وعد بلفور سواء في الضفة الغربية او قطاع غزة او القدس او الداخل المحتل وفي مختلف ارجاء العالم، مشيرا الى ان لندن ستشهد اكبر هذه الفعاليات في 2 تشرين ثاني/نوفمبر، سيشارك بها احزاب سياسية وبرلمانيين ومؤسسات المجتمع المدني.

من جانبه، استعرض المنسق الاعلامي لحملة مئوية وعد بلفور محمد اللحام برنامج الفعاليات الشعبية والسياسية والتربوية التي سيتم تنظيمها في ذكرى وعد بلفور.

واوضح اللحام ان مدينة رام الله ستشهد مسيرة مركزية في 2 تشرين ثاني ستنطلق من ميدان الشهيد ياسر عرفات باتجاه المركز الثقافي البريطاني، كما سيتم تنظيم مسيرة في القدس امام القنصلية البريطانية .

واشار اللحام الى ان المساجد والكنائس والمدارس والمؤسسات الاعلامية ستشارك بالحملة بصور واشكال مختلفة .

تصميم وتطوير