ريشه فنان ترسم فلسطين بخط كوفي
بيت لحم- وطن للانباء: لا غيابَ لاسمِ الوطنِ بينَ أبنائِه، ففلسطين حاضرةٌ في ذهنِ كلِّ فلسطيني، وهو حاملٌ لاسِمها ورسالتِها بإبداعِه وفنه، فالقضية "نبضُ شاعرٍ وريشةُ فنان وقلمُ كاتب" .
في هذا المعرض، الذي حملَ اسمَ "فلسطين وطني" ونظم في متحف بيت لحم تحت رعاية وزير الثقافة وسيستمر حتى الرابع والعشرين من نيسان جسدَ الفنان محمد شلبي التمسكَ بالأرض، وحقِّ العودة، وتوحيدِ الهُويةِ الثقافيةِ الفلسطينية، ونشرِ كلمتي فلسطين والقدس، من خلالِ لوحاتٍ خطيةٍ مبتكرةٍ بطريقةٍ عصرية، خطَّها بتصميماتٍ جماليةٍ متنوعةٍ بالخطِّ الكوفي .
ويقول الفنان شلبي : "يحمل هذا المعرض أربعين لوحة فنية، خطت بطريقة تكوينات هندسية وتصميمات جمالية، والخط الكوفي كما هو معروف، هو أقدم الخطوط جميعاً وهو شيخ الخطوط، وهو الذي خط به القرآن الكريم لمدة خمسة قرون متتالية، فلذلك أحببت ربط العلاقة التاريخية ما بين الخط الكوفي والبعد التاريخي لفلسطين في بعد واحد" .
الحاضرونَ هنا، من مؤسساتٍ رسميةٍ ومواطنين، أبدوا إعجابَهم باللوحاتِ المعروضة، ورأوا فيها تعبيراً يمزجُ الثقافةَ الفلسطينيةَ بعروبتها، وتأكيداً على تجذرٍ بالأرض والهوية .
ويقول وزير الثقافة إيهاب بسيسو: "المعرض يمثل حالة من حالات الثقافة الفلسطينية الهامة، والتي تندرج في إطار الملائمة والمواءمة ما بين الهوية الوطنية والخط العربي، نحن أمام عدد من اللوحات التي تتنوع فيها الرؤى الفنية، ولكن تبقى الكلمة هي فلسطين، وفي هذا رسالة للتأكيد على عروبة فلسطين وعمق الانتماء للأرض والمكان" .
أما الموظفة في متحف بيت لحم كارول العلي، فتقول: "المعرض كان كثير حلو، الخط العربي الكوفي يدل على الثقافة العربية والانتماء للوطن، هو ربط القدس وفلسطين، وإذا انتبهنا على جميع الصور يلاحظ هذا، وهذا يربطنا ويعزز الثقافة وارتباط الإنسان بأرضه، وحق العودة للاجئين شدد كثير عليها" .
العلاقةُ التاريخيةُ والأخويةُ بين الأديانِ هنا، كانت حاضرةً في لوحاتِ الشلبي، فتعانقت الحروفُ والرموز، ونسجتْ اسمَ فلسطين، بوصفِها "بوابةَ الأرضِ للسماء" .
ويقول المطران عطا الله حنا : "أعتقد أن هنالك أبعاداً وطنية وإنسانية وتاريخية وحضارية لهذا المعرض، لاسيما أن اللغة العربية هي قاسم يجمعنا جميعاً، كأبناء لهذا الوطن الواحد، وأبناء لهذه الأمة العربية الواحدة، هنالك أيضاً أبعاد وحدوية، التعانق والتلاقي الإسلامي المسيحي، وأعتقد أن هذه هي رسالة فلسطين" .
