عرابي: الإعلام جزء أصيل من أدوات مقاومتنا للاحتلال

25.11.2015 05:26 PM

رام الله – وطن:بحضور وفد دولي رفيع من الاتحاد الدولي للصحفيين، نظمت نقابة الصحفيين مؤتمرا في مدينة رام الله بعنوان "دور الاعلام في الصراع".

وقال مدير عام تلفزيون وطن معمر عرابي في كلمته حول السياسات التحريرية إنه كان من المفترض أن يكون اسم المؤتمر "دور الإعلام تحت الاحتلال" وليس "دور الإعلام في الصراع" لأننا الشعب الوحيد الذي يرزح تحت الاحتلال في التاريخ الحديث ويواجه قوة احتلالية غاشمة تحتل أرضنا منذ سبعين عاما".

وأضاف عرابي "كلمة صراع مصطلح اسرائيلي وغربي يتعامل مع الصراع وكأنه طرفين يتصارعان على الشيء ذاته، والحقيقة أننا شعب أعزل تحت الاحتلال سلبت أرضنا وتشردنا في أصقاع الأرض المختلفة".

وأكد عرابي أن الإعلام الفلسطيني منظومة مستهدفة من قبل الاحتلال، مشيرا إلى استهداف الإذاعات الفلسطينية في الخليل والمؤسسات الإعلامية الأخرى كتلفزيون وطن الذي لا زالت أجهزته محتجزة لدى الاحتلال عدا عن الانذارات الموجهة لـوطن من أجل وقف البث.

وأكد عرابي أن الإعلام الفلسطيني جزء أصيل من أدوات مقاومتنا للاحتلال، ولا يجب أن يكون إعلاما محايدا، وإنما أداة تعبوية جماهيرية منحازة لشعبنا الذي يرزح تحت الاحتلال.

وقال عرابي: ليس مطلوبا من الإعلام الفلسطيني أن يكون صليب أحمر .. يجب أن لا نكون أسرى الإعلام الإسرائيلي وأن لا نردد الرواية الإسرائيلية، داعيا إلى ضرورة نشر الرواية الفلسطينية الحقيقية إلى العالم أجمع بأننا لسنا ضحايا فقط وإنما مقاتلين من أجل حريتنا.

واستشهد عرابي بمقولة غسان كنفاني: يجب أن نقاتل إسرائيل على جبهة الإعلام والفكر والثقافة وليس بالسلاح وحده. 

وختم عرابي قائلا: قضيتنا عادلة ويجب أن لا يكون المحامي فاشلا ونحن كإعلام يجب أن نقدم الرواية الفلسطينية المنسجمة مع عدالة قضيتنا.

يشار الى أن وفد الاتحاد الدولي للصحفيين سيبدأ في توثيق ودراسة الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحفيين الفلسطينيين، من أجل إعداد ملفات قانونية يشارك بها خبراء في القانون الدولي، كي تقدم لاحقا للمحاكم الدولية، وتشكل رادعا لاستهداف الصحفيين على أيدي قوات الاحتلال.

وقال رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين جيم أبو ملحة، إن الاتحاد يقدر العمل الجاد والجهد الذي يبذله الصحفيون الفلسطينيون خلال تغطيتهم للأحداث.

وأشاد بالجهد الذي تبذله النقابة في سبيل حماية الصحفيين وتوفير عوامل السلامة لهم، واستثمار عملهم بالرغم من الصعوبات والتوحش، منوها للشجاعة الكبيرة التي يتمتع بها الصحفيون الفلسطينيون في عملهم، مشددا على أهمية توثيق الاعتداءات على الصحفيين.

وأشار الى ضرورة حماية الصحفيين، وتوثيق الاعتداءات لأخذها إلى الأروقة الدولية، مشيرا إلى أنه تم مناقشة الإفلات من العقاب في نوفمبر الماضي، وكانت فلسطين متصدرة النقاش وبينت النقابة خطورة الإفلات من العقاب.

وأكد أن الاتحاد لن يكل عن القيام بمسؤولياته لتوفير الحماية للصحفيين في فلسطين، مشيرا إلى ضرورة العمل سويا لإنهاء الظلم والعشوائية والانتهاك بحق الصحفيين.

ووفقا لنقابة الصحفيين الفلسطينيين فقد نفذ الاحتلال مئة وثلاثين انتهاكا بحق الصحفيين الفلسطينيين في شهر اكتوبر الماضي، فيما استشهد سبعة عشر اعلاميا خلال عام 2014، في حين يقبع 17 صحفيا داخل معتقلات الاحتلال.

وقال نقيب الصحفيين عبد الناصر النجار إن النقابة قررت التحرك خاصة بعد أن قدمنا 17 شهيدا في غزة في العام الماضي، وكان من بينهم الصحفي البريطاني، وبناء عليه قمنا بإنجاز ملف قانوني بالتعاون مع وزارة الإعلام ونقابة المحاميين، من أجل التحرك لمحاكمة هذا الاحتلال، وانتزاع قرار دولي من أجل توفير الحماية للصحفيين.

وتابع: سنتوجه إلى الأمم المتحدة لإيداع ملف ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية، من أجل الحفاظ على حياتنا الحقوقية والأهلية، ولا شك بأن التوثيقات الميدانية للإعدامات التي مارسها جنود الاحتلال والمستوطنون ستظل شاهدا، مؤكدا ما تبذله النقابة لحماية الصحفيين وتوثيق الانتهاكات بحقهم.

يذكر أن المؤتمر تناول عدة مواضيع أبرزها السياسات التحريرية في ظل الاحتلال، والعنف الممارس ضد الصحفيات، كما عرض فيلما يوثق بعض الجرائم الاحتلالية بحق الصحفيين.

تصميم وتطوير