الشهيد محمود عليان: نهاية عطش الولادة بارتواء الشهادة
عناتا – وطن – نزار حبش : في داخل بيت عزاء الشهيد محمود عليان ببلدة عناتا قضاء القدس المحتلة، تسترق والدة الشهيد لحظات من الزمن، تدخل خلسة غرفة ابنها وحيدة ثكلى، كي تنير عتمة قلبها وتغتال قهرها بقهر آخر، تشتّم ما تبقى لها من رائحة محمود علها تستعيد شيئا من ذكراه الخالدة.
ثلاثون عاما والحلم يسكن رحمها عله يحتضن جنينا .. حتى كان محمود، ذاك الجنين الحلم الذي جاء على عطش للأمومة، فنما كما يقول الفلسطينيون "كل شبر بنذر" حتى استقام على عوده وبات شابا مليئا باحلامه واحلام امه، لكن رصاصة بحجم عقلة الاصبع انتزعت كل الأحلام والآمال.
والدة الشهيد نظمية عليان قالت لوطن إن " قمصانه وملابسة لازم تتعلق في المتحف ولازم ينحطوا تاج على راس كل إنسان بدو يخون فلسطين ويبيعها أو يتنازل للإسرائيليين عن المقدسات".
مضيفة : 30 سنة ما ضل ولا دكتور في الضفة أو الاردن أو البرازيل الا وذهبنا اليه لتلقي العلاج، زرعت أول مرة وما زبط والمرة الثانية زبطت".
الشهيد محمود يتيم الأب ارتقى بعد اصابته أمام مستوطنة بيت ايل شرق رام الله في ذكرى اغتيال الشهيد القائد ياسر عرفات، طالب في الكلية العصرية يدرس التمريض في سنته الأخيرة قبل التخرج.
الكلية أعلنت الحداد على روح محمود وغاب الطلبة عن الدوام الجامعي، باستثناء محمود .. الذي بقي صورة أبدية على مقعده الدراسي.