لو لم يستشهد محمد...!

18.11.2015 04:06 PM

وطن- وفاء عاروري:استشهاد محمد حقيقة تأبى أخته الصغرى "اسراء" تصديقها، منذ سماعها خبر استشهاده البارحة، على مفترق الطرق بين قريتي سنجل وترمسعيا، رصاصة أطلقها جنود الاحتلال عليه من مسافة الصفر، فعانق على أثرها الارض التي حملته أربعة وعشرين عاما، ورد جميلها عليه دما وروحا.

وكانت قوات الاحتلال أمس ادعت أن الشهيد محمد منير حسن صالح، نفذ عملية اطلاق نار على جيب عسكري، برفقة اثنين آخرين من أصحابه، والذين تم اعتقالهما فور الحادثة.

أما والدته فيكاد عقلها لا يستوعب أن ابنها البكر رحل دون ان تزفه عريسا أو حتى خريجا، حيث لم يتبق على انتهاء دراسته في جامعة القدس المفتوحة تخصص "علوم مصرفية" الا شهور معدود، كانت تنوي العائلة بعدها تزويجه في بيته الذي قضى حوالي أربع سنوات في تعميره.

وخلال مقابلة لها مع وطن، أكدت أمه ان ابنها كان خارجا للاتفاق مع أحد زبائنه، حيث مهنته كعامل "دهان" والتي تعلمها من والده، كان يستغل مردودها في بناء بيته واتمام دراسته، فاستحم وحلق ذقنه وصلى ثم خرج يتلقط رزقته، إلا أن جنود الاحتلال قطعوا عليه الطريق، فألقوه طريح أرضه.

وكعادة الاحتلال يفعل فعلته ثم يبدأ بتلفيق التهم واختلاق الحجج والمبررات، وفي حادثة قتل محمد تحديدا فقد برعت وسائل الاعلام الاسرائيلية في صنع رواياتها، ما دعى خاله نعيم عبود الى تفنيد هذه الرواية، والتأكيد على أن ابنهم قتل بدم بارد.

وطرح أحد أقاربه، منتصر بكر، عددا من الأسئلة التي استخدمها في الرد على ادعاءات الاحتلال، حيث قال: "الصور تظهر أن شبابيك السيارة كلها كانت مغلقة، بعلامة أن أحد النوافذ كسرته رصاصة الاحتلال، فلو كان بالفعل ينوي تنفيذ عملية، ماذا عن النوافذ المغلقة؟! وماذا بالنسبة لنوعية المسدس التي أعلن عنها الاحتلال، والتي لا تصلح أساسا لتنفيذ عملية، وأيضا وضعية الرصاصة حيث كانت في فوهة المسدس، أي أنها لم تطلق بعد!".

وأضاف: كل ما قيل في وسائل الاعلام الاسرائيلية هي تهم ملفقة لا أساس لها من الصحة، لو كان محمد ذاهبا لتنفيذ عملية فلنا الفخر في ذلك، ولكن نحن نعلم جيدا أنه لم يكن.

وحال اعلان استشهاد صالح عمت حالة من الغضب والألم والحزن واغلاق المحال التجارية وتعطيل المدارس، حيث لا يزال جثمان الشهيد محتجزا لدى الاحتلال حتى اشعار آخر!.

تصميم وتطوير