الطفل شراكة.. وقعت حقيبته أمام جندي فحرمه من ساقيه

16.11.2015 04:56 PM

وطن- وفاء عاروري: بين جدارن أحد البيوت المظلمة في مخيم الجلزون شمالي رام الله، يقضي الطفل عطا شراكة (15 عاما)، جل وقته متنقلا بين حاسوبه وطيوره، بعد أن أفقده جنود الاحتلال ساقيه، فبات وحيدا متعبا حبيس بيته.

وطن زارت عطا في منزله، فروى معاناته من صعوبات شديدة لدى تنقله بين بيته ومدرسته، فهو يحتاج أن يحمله والده كل صباح بين ذراعيه، والنزول به إلى باب البيت، ليتجه بعد ذلك على كرسي متحرك إلى مدرسته.

وأضاف عطا أن أصدقائه يعيدونه إلى البيت يوميا، بعد انتهاء الدوام المدرسي، حيث يشغل نفسه بعد ذلك بالدراسة، وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، فلم يعد بإمكانه لعب كرة القدم يوميا مع رفاقه كما كان.

بصعوبة وافق محمد نخلة "16 عاما"، صديق عطا الذي كان يرافقه وقت الحادثة، أن يستعيد شريط ذاكرته، ليروي كيف فقد صديقه ساقيه، قبل ثلاث سنوات من الان، إبان عودتهما إلى بيتهما، حيث كانا يلهوان بحقيبته المدرسية، فوقعت عن طريق الخطأ بين يدي جنود الاحتلال، فطلب شراكة منهم أن يعيدوها له، إلا أنهم رفضوا ذلك، وعاقبوا هذه الطفولة البريئة بجريمة بشعة، حالت دون ان يقف عطا مرة اخرى على ساقيه!

جدة عطا لم تستطع تمالك نفسها خلال حديثها مع وطن، رغم مرور قرابة ثلاث سنوات على الحادثة، إلا أنها بدموعها ودعواتها وغصة حشرتها بقلبها، تحدثت عن المعاناة الشديدة التي يعانيها عطا بعد إصابته، فمن طفل تربى بين أزقة وحارات المخيم إلى مصاب بشلل نصفي، هكذا تحولت حياته بين عشية وضحاها.

رغم كل ذلك، فإن عطا يصر على أن يتم دراسته الثانوية والجامعية بتخصص المحاماة، فحلمه بأخذ حقه من الجندي الذي سلبه قدميه دون وجه حق، سيبقى معلقا إلى حينها.

تصميم وتطوير