مجزرة الحرم الابراهيمي .. دم الفجر الصاعد الى السماء

الخليل – وطن - دعاء الأطرش : ارتكبت اسرائيل على مدى 67 عاما سلسلة لا تحصى من المجازر بحق الفلسطينيين على يد العصابات الصهيونية قبل عام 1948 وبعده، وفيما بعد على يد جيش الاحتلال الاسرائيلي اضافة الى يد المستوطنين الذين افلتت عقالهم في الضفة الغربية.

اثنان وعشرون عاما تفصل الخليل عن أحد تواريخها الأليمة، العصية على النسيان، حيث صادف الخامس عشر من رمضان من العام 1414 هـ  مجزرة الحرم الإبراهيمي، ذلك اليوم الذي وثقت أحداثه جيداً وحفرت في العقل الفلسطيني كأحد المجازر التي اختلط بها الدم الاحمر الفلسطيني الذي سال فوق المصاحف والصاعد مع صوت الاذان الى السماء. 

باروخ غولدشتاين، ذلك القاتل الإسرائيلي، الذي يرتبط اسمه وشكله بإلاجرام  والقتل لا يمكن أن يزول من ذاكرة من نجوا من المجزرة، حين دخل بلباسه العسكري وفتح سلاحه الرشاش على المصلين، ما أدى إلى استشهاد 29 مصلياً ،وجرح اكثر من 200 آخرين .

وفي ظل احتلال نهب الارض وشرد السكان، لا يعاقب المجرم على جريمته بل يكافيء، في وقت تعاقب به الضحية. أمر اعتاد  عليه الفلسطينيين من احتلال اسس دولته على دماء وجثث الفلسطينيين ، وهو ما حدث بعد مجزرة الحرم الابراهيمي حين تم تقسيم المسجد، حيث سيطر الاحتلال على 54% من مساحته، والفلسطينيين على 46%، والتي تغلق في وجههم بشكل كامل فترة الأعياد والمناسبات اليهودية .

كما نتج عن المجزرة اغلاق شارع الشهداء الذي يعد الشريان الرئيس لمدينة الخليل، حيث يربط شمال المدينة بجنوبها، الى جانب اغلاق مئات المحال التجارية، ووضعت البوابات الالكترونية للتفتيش والتضييق على الفلسطينيين أثناء عبورهم بوابات الحرم، بالإضافة لوضع كاميرات المراقبة وغيرها من وسائل ومحاولات تهويد المنطقة بشكل كامل

 غودلشتاين الذي اراد من خلال جريمته  إنهاء الوجود الفلسطيني في البلدة القديمة في الخليل، مظهرا شهوته للقتل كما مئات المستوطنين الذين تفشوا كالسرطان في جسد المدينة، فشلوا في ذلك في ظل اصرار الفلسطينيين على تمسكهم بحقهم في مسجدهم هذا.

واطلق نشطاء اليوم حملة " قاوم بصلاتك "  لتعيد إحياء البلدة القديمة في الخليل، وتعزز من قيم التمسك بأحد أهم المقدرات الإسلامية الفلسطينية الحرم الإبراهيمي، حيث تمت دعوة أهالي الخليل بشكل مكثف للصلاة فيه وتوحيد اللباس الأسود حدادا على أرواح من سقطوا في المجزرة .