مدارس الفرندز ... للاغنياء ام لكافة شرائح المجتمع ؟؟

31.05.2015 02:37 PM

رام الله – وطن - فارس المالكي: فيما لا يزال معظم الناس ينظرون إلى المدارس الخاصة على أنها مؤسسات تعليمية ربحية وتقدم تعليما نوعيا للطلبة إلا أن عدنان فرمند وهو أب لثلاثة طلاب يدرسون في مدارس الفرندز برام الله يبدي تذمرا حيال كلفة التعليم الباهظة والتي باتت تشكل عائقا أمام استمرار دراسة أبنائه في هذه المدارس.

فرمند يؤكد لـوطن للانباء أن رفع الأقساط الذي تطالب به الإدارة هو للسنة السادسة على التوالي ويتراوح بين 7 الى 10%، حيث أنه على مدار السنوات الست الماضية تم رفع الأقساط لأكثر من 25% وبالتالي نحن كأولياء أمور الطلبة وصلنا إلى مرحلة لا نستطيع فيها دفع هذه الأقساط، الامر الذي دفعنا إلى الاجتماع ومطالبة إدارة المدارس بعدم رفع أقساط الدراسة للعام الجديد.

من جانبها، أشارت المحامية لبنى كاتبة رئيس لجنة أولياء أمور الطلبة في مدارس الفرندز إلى أن المشاكل التي يعاني منها الطلبة في مدارس الفرندز تتجاوز قضية رفع أقساط الدراسة ، على سبيل المثال هناك إشكالية واضحة في العلاقة ما بين إدارة المدارس ومجلس الأمناء ولجنة أمور الطلبة.

كما أشارت المحامية كاتبة إلى أن لجنة أولياء امور الطلبة كانت قد طالبت منذ نحو 3 أسابيع بعد إعلان المدرسة نيتها رفع الأقساط  باجتماع مع الإدارة ومجلس الأمناء حتى يتم التوصل لاتفاق يرضي جميع الأطراف ويأخذ بعين الاعتبار الظروف الاقتصادية التي يمر بها الفلسطينيون ، لكن للأسف لم تلق آذانا صاغية من قبل إدارة المدارس.

كما أكدت كاتبة أن اهالي الطلبة لن يلتزموا بقرار رفع الأقساط وسيتم التواصل مع كل الجهات ذات العلاقة بما فيها وزارة التربية والتعليم لمناقشة الأمر.

بدوره، أكد د. صبري صيدم أحد أولياء أمور الطلبة في مدارس الفرندز أن هناك حالة غليان كبيرة جراء رفع الغير مبرر لأقساط الدراسة إضافة لوجود ظاهرة جديدة وهي رسوم الالتحاق والتي تطمح الإدارة من خلالها أن تحصل على المزيد من المال وتوقع الظلم على الطلبة الجدد وبالتالي هناك إجحاف بحقوق الطلبة الجدد الملتحقين بالمدرسة.

كما أشار صيدم بأن التوجه العام لأولياء أمور الطلبة هو عدم الالتزام بقرار إدارة المدارس برفع الأقساط والالتزام فقط بالأسعار القديمة وأن ما قدم من مبررات هو مرفوض وأن الأهل غير مقتنعين بما يقدم من تقارير مالية تعرضها الإدارة.

بدوره، أشار بسام ولويل وهو أحد أولياء أمور الطلبة إلى أن المشكلة تتمثل بشقين الأول هو أن مجلس أمناء مدارس الفرندز لا يقوم بواجبه وبالتالي على هذا المجلس إما أن يقوم بواجبه على أكمل وجه أو أن يقدم استقالته، فيما يتعلق الشق الثاني بإدارة المدارس التي تدير العمل في المدارس عن بعد وهذا يؤثر سلبا على العملية التعليمة.  وأن قرار رفع الأقساط هو قرار ارتجالي ومتعجل ويؤكد عدم وجود نظام مالي صحيح في مدارس الفرندز.

من جانبه، أشار عبد الحسيب خضير وهو أحد الأساتذة العاملين في مدارس الفرندز إلى أن الأزمة الحالية هي أزمة غير حقيقية وهي مفتعلة من قبل إدارة المدارس وهي أزمة ذات بعد اجتماعي تهدف إلى تحويل الفرندز إلى مدرسة فقط لمن يملك وللأغنياء والأثرياء وليست مدارس للجميع.

كما استهجن الكثير من اولياء امور الطلبة في تصريحاتهم لـوطن سياسة قبول الطلبة الجدد في مدارس الفرندز في ظل غياب المعايير والأنظمة التي تطبق على جميع الطلبة دون استثناء ، متسائلين هل قبول الطلبة الجدد في مدارس الفرندز مرتبط بالبعد العائلي والطبقي للطالب الجديد ؟؟

إدارة المدرسة وعلى لسان مديرها العام جويس عجلوني أكدت لـوطن للانباء أن قرار رفع قيمة أقساط العام الدراسي الجديد (2015 -2016) وبنسبة 7% يأتي في إطار متطلبات تحسين نوعية التعليم في المدارس وهذا يتطلب أن يكون المعلم في المدرسة مرتاحا ماديا أيضا حيث يوجد اتفاق بين مجلس أمناء المدرسة ومعلمي المدرسة مدته 5 سنوات وينص على "أن كل عام هناك زيادة سنوية على راتب المعلم إضافة إلى زيادة غلاء المعيشة مقابل أن يتم تمويل جزء من هذه الزيادة من خلال رفع أقساط الدراسة، عدا عن الاضافة السنوية  إلى  الكادر العامل في المدارس وتخفيض عدد الطلبة في الصف الواحد حيث وصل معدل الطلبة حاليا إلى 25 طالبا في الصف الواحد.

كما أشارت عجلوني إلى أن القائمين على مدارس الفرندز يسعون بكل الوسائل للتخفيف من العبء المادي الملقى على كاهل أولياء الطلبة، وأن إحدى رسائل المدارس هي الصمود وهو اسم أطلق على كتاب جديد أصدرته المدارس يتحدث عن تاريخ ونشأة المدارس وأهم البرامج التي تقدمها، مشيرة في ذات السياق إلى وجود مجموعة من البرامج التي أطلقتها المدارس منذ سنوات على سبيل المثال "برنامج صندوق الطالب المحتاج " وهو يستهدف ما نسبته 15% من طلبة المدارس للاستفادة من أموال هذا الصندوق حيث يحصل البعض على مساعدة بنسبة 100% من القسط المدرسي حيث يوجد لجنة خاصة تشرف على عمل هذا الصندوق، أيضا طرحنا مؤخرا على أولياء أمور الطلبة أن يتم رفع نسبة المساعدة إلى 20% وطالبنا من مجلس أولياء الطلبة المساعدة في تحفيز عائلات الطلبة التقدم للاستفادة من أموال هذا الصندوق.

كما أكد مدير عام مدارس الفرندز  أن مجلس الأمناء قدم مجموعة من المقترحات للخروج من الأزمة من بينها تخفيض قيمة القسط الدراسي على الطلبة الذين لهم أكثر من أخ في مدارس الفرندز بنسبة من 4% الى 8%، كما قدمنا اقتراحا جديدا بدفع القسط المدرسي عن طريق مجموعة من الدفعات وبدون أية ترتيبات مسبقة، أيضا قدمنا اقتراحا يستهدف عائلات الطلبة الذين يعملون في الحكومة في حال  تأخر  رواتبهم يتم تأجيل دفع الأقساط إلى حين توفر صرف الرواتب، وفيما يتعلق برسوم الالتحاق حيث تم رفعها من 2600 شيقل الى 4000 للعام الدراسي الجديد حيث أقر مجلس الأمناء  أن الطالب الذي يأخذ مساعدات مالية سيتم إعفاؤه من دفع رسوم الالتحاق وهي رسالة واضحة للجميع أن مدارس الفرندز للجميع، كما أن هذه المدارس لديها برامج خاصة تتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة حيث يوجد 60 طالبا من ذوي الاحتياجات الخاصة يدرسون في الفرندز.

ومن بين المقترحات التي تم تقديمها من مجلس الأمناء  لمجلس أولياء أمور الطلبة  كما تقول عجلوني هو زيادة عدد الطلبة في الصف الواحد من 25 طالب إلى 30 طالبا وبالتالي يتم سد العجز المالي لكن هذا المقترح تم رفضه.

كما أكدت عجلوني أن التواصل مستمر مع مجلس أولياء أمور الطلبة إن كان ذلك من خلال اللقاءات المباشرة والاجتماعات أو من خلال الرسائل المتبادلة عبر البريد الالكتروني. مشيرة في ذات السياق إلى أن معدل أقساط الدراسة في مدارس الفرندز  يعادل " 3400 دولار " سنويا، ورغم هذه الأرقام إلا أنه يوجد سنويا عجز مالي في موازنة المدارس بما قيمته 300 ألف دولار.

كما أكدت عجلوني أن مجلس الأمناء يعمل على تحسين المداخيل المادية للمدارس ليس فقط من خلال رفع أقساط الدراسة حيث يوجد حاليا حملة لجلب "وقفية للمدرسة" من خلال استثمار أملاك المدرسة مقابل مبلغ سنوي تحصل عليه المدرسة حيث يوجد حاليا أكثر من 2 مليون دولار في رصيد المدرسة من خلال وقفيتها، إضافة لوجود مشروع تجاري مشترك مع مؤسسة فاروق الشامي، حيث  سيعود بالنفع المادي على المدارس، إضافة لتأجير بعض المباني التابعة للمدارس.

يشار إلى أن مدارس الفرندز تأسست عام 1869 كمدرسة للإناث فقط وعام 1901 تم تأسيس مدرسة للذكور وعام 1990 اصبحت المدرسة مختلطة " ذكورا واناث"،  وتملكها مؤسسة الكويكرز الأمريكية، ويوجد حاليا حرميين دراسيين في رام الله والبيرة، ووصل عدد الطلاب إلى  1358، أما فيما يتعلق بأهداف المدرسة طبعا إلى جانب التربية والتعليم تهتم المدارس في بناء شخصية الطالب وتغذيتها بقيم المدرسة وهي المساواة والعمل المجتمعي والتسامح.

تصميم وتطوير