طلبة في رام الله يجتازون "الصرف الصحي" يوميًا للوصول إلى المدرسة
رام الله– وطن: "عبّارة" مخصصة للصرف الصحي الناتج عن معسكرات الاحتلال، الطريق الذي سمحت به إسرائيل للطفل عبيدة ماجد، كي يسلكه يوميًا للوصول إلى مدرسة الطيرة- بيت عور الفوقا، قضاء رام الله.
وقال الطالب عبيدة لـ وطن، إن الطريق "مُذلّة للغاية بخاصة في فصل الشتاء حين تختلط مياه المجاري بمياه الأمطار".
وأضاف أن العبارة مخيفة ومعتمة خصوصًا عندما يطلق جيش الاحتلال كلابه داخل العبّارة.
ويتجرع معاناة عبيدة يوميًا، قرابة 250 طالبًا في مدرسة الطيرة- بيت عور الفوقا، بعد أن حاصر الاحتلال المدرسة من الجهات كافة بالجدار العنصري ومستوطنة "بيت حورون"، وأكمل حصارها بإقامة شارع استيطاني، ما حوّلها إلى معتقل كبير مدخله الوحيد قنوات الصرف الصحي تحت الشارع الاستيطاني.
وقال مدير المدرسة سامر بدر، إن الانتهاكات الإسرائيلية تتمثل في اعتراض جيش الاحتلال للطلبة يوميًا وتفتيشهم، وقيام المستوطنين بإلقاء الحجارة على الغرف الصفية.
وأضاف أن جيش الاحتلال منعَ المدرسة من البناء والتوسع.
وكانت وحدة الدعم والمناصرة في مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في حالات الطوارئ والمجموعة التطوعية المدنية الإيطالية والإغاثة الإسلامية، نظمت جولة للسفراء والمؤسسات الدولية في المدرسة تحت رعاية محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام.
وقالت غنام لـ وطن، إن الطاقم التدريسي والطلبة ليسوا بمرتبة معلم أو طالب إنما برتبة ثائر ومناضل من خلال تحديهم لكل هذه الظروف القاهرة وصمودهم.
وأشارت إلى أن "سلطة الاحتلال عرضت مرات عدة إقامة مدارس نموذجية في أماكن أخرى؛ لهدم المدرسة وضم أراضيها، إلا أن المواطنين الصامدين رفضوا كل العروض الإسرائيلية وأصرّوا على البقاء".
في ذات السياق، قال ممثل الدنمارك لدى دولة فلسطين اندرس تانج فريبورج، إن زيارة المدرسة "بالغة الأهمية للتعرف على المعاناة الفلسطينية بطريقة مباشرة".
وشدد على موقف الاتحاد الأوروبي الذي يعتبر الاستيطان داخل الضفة الغربية "غير شرعي".
يشار إلى أن قصة طلبة مدرسة الطيرة- بيت عور الفوقا ليست إلا مثالًا بسيطًا لما يعانيه الطالب الفلسطيني يوميًا جرّاء الاحتلال وممارساته العنصرية.