أشهر حارس مرمى فلسطيني.. راتبه لا يكفي لتدعيم جدران البيت

25.04.2013 07:32 AM
أريحا - وطن - زهران معالي: مدخل بيت مهترئ، وجدران حفر الزمان بها، في أطراف مدينة أريحا، لم نكن نتوقع عند دخولنا بيت عائلة الفهد، أن نجد أشهر حراس المرمى الفلسطينين على مدار عشرين عاما.

مصطفى الفهد أو "اللاعب الخلوق" كما كان يلقب، اعتزل اللعب مطلع الثمانينيات لمرض ألم به، منعه عن ساحات الملاعب،اعتزالٌ شبهه مصطفى بـ"اعتزال للطبيعة".

بعد أن كان يرصد حركة الكرة كالصقر الذي يتربص لفريسته، أصيب بمرض السكري الذي أفقده البصر، وبالفشل الكلوي، حيث يجرى له غسيل كلى ثلاث مرات أسبوعيًا.

عائلة اللاعب الخلوق المكونة من سبعة أفراد يبحرون بقليل من الأمل والإمكانيات في بحر الحياة، الذي يتقاذفهم يمينا و يسارا، وأملهم الوحيد الوصول إلى شاطئ الأمان والاستقرار بأقل الخسائر.

يروي مصطفى ودمعة في عينيه: نعيش على راتب تقاعدي لا يتجاوز ألفين شيقل، أكثر من نص الراتب بروح للعلاج.

حياة العائلة باتت أشبه بقفازات مهترئة كان يرتديها مصطفى عند حراسته للمرمى، ودموع زوجة مصطفى فقط حاضرة تختصر المأساة التي تعيشها العائلة.

وصفت زوجة اللاعب الخلوق الوضع بالصعب جدًا، فلا يتوفر من المال لشراء الدواء للأولاد، أو أبسط احتياجاتهم، فالعائلة لا يتوفر لديها ما يكفي لشراء الخبز آخر الشهر.

أكبر مخاوف زوجة مصطفى يكمن في توفير أبسط حقوق أطفالها، وأمنيتها الوحيدة أن تعيش بأمان وأطفالها.

يقول مصطفى "تكلفت علاجي تفوق ألف شيقل شهريًا، فتكلفة المواصلات لوحدها تكلفه 400 شيقل، في حين لو جرت مقارنة بسيطة بيني وبين لاعب نادي برشلونة الإسباني ليونيل مسي، الذي يتقاضي راتب 300 ألف يورو أسبوعيا".

يجلس "اللاعب الخلوق" على كنبته، ويتابع المباريات المحلية والعالمية على شاشة التلفاز، ويعود بذاكرته إلى أيامه الخوالي، التي تجسدت بصور علقت على جدران منزله المهترئ، المتهلهل البناء، الذي قد يسقط في أي لحظة على عائلته، فكل حركة لحارس مرمى تقابلها صورة من بطولات مصطفى في أرشيف صوره المعلق على الجدران.

أرسلت العائلة مناشدات كثيرة لعديد المؤسسات والجهات من محافظات أريحا وغيرها ولكن "قد ناديت ولا حياة لمن تنادي"، فزوجة مصطفى تقول "يتم عقد اجتماع في اللجان وكل مرة يتم إعادة نفس الكلام، أنا تعبت"، واللاعب الخلوق طالب المسؤولين بأن "يعيدوا ترميم المنزل على الأقل".

في هذا البيت الذي يفتقر لأقل متطلبات الحياة، الذي لم يحمِ أهله من شتاء قارس قاوموه ببطانية يتيمة، يعيش حارس المرمى وزوجته وأطفاله السبعة.
تصميم وتطوير