"ستردك الحياة يوماً".. هرباً من ضغوط كفر عقب

رام الله - وطن: "ستردك الحياة يوماً" عنوان كتاب كان بمثابة مفر أو المهرب للكاتبة هالي عابدين من مدينة القدس، لجأت للكتابة لتدون لحظات عصيبة مرت بها بعدما اضطرت الانتقال مع عائلتها  من بلدة العيزرية إلى كفر عقب قضاء القدس للحفاظ على هويتها المقدسية من تضييقات وإجراءات الاحتلال.

"استقرت هالي مع عائلتها قرابة الـ9 سنوات، وانتقلت إلى كفر عقب فجأة بطريقة لم يكن محضر لها"، كما روت، مُردفةً: "تركنا مدارسنا وأصدقائنا وحياتنا التي كنا نعيشها بالعيزرية، حتى عائلتنا، فمشاعري كانت مشوشة ومختلطة" .

وتابعت: "لاحقاً اتخذت قراراً بأن أفرغ طاقتي السلبية في الكتابة، عوضاً عن الحزن والاكتئاب، وبالتالي وصفت بالكتاب مشاعري وكافة المحطات الصعبة التي مررت بها في حياتي" .

كفر عقب باتت مستقراً لمن هم مجبرين على العيش فيها، تضم أجساداً تركت أرواحها في مدن انتمائها.

وسط ظروف صعبة حيث خطوط المركبات المزدحمة، والاكتظاظ السكاني وانهيار البنية التحتية إن وجدت أصلاً ذلك لأن بلدية الاحتلال تمتنع عن تقديم الخدمات للأحياء الواقعة خلف جدار الفصل العنصري.

في هذا السياق تكمل هالي: "نعيش هنا في ظروف صعبة للغاية، أبسط مثال هو الازدحام والكثافة السكانية، إلى جانب مشاكل البنية التحتية حيث انهارت أحد الشوارع منذ فترة" .

وأضافت بأن كل من يقطنون في كفر عقب مُجبرين على العيش في هذه المنطقة.

بدأت هالي بالكتابة منذ صغرها، واستهلت تدوين كتاب "ستردك الحياة يوماً" عام 2021 بعدما أنهت الثانوية العامة.

 وبحسب هالي فإن الكتاب لاقى إقبالاً واسعاً، وتم ابتياع نسخ كثيرة منه للقراء الذين عبروا أن الكتاب يمثلهم، مُشيرةً إلى أنها تعمل على إعداد رواية جديدة في الوقت الحالي.

كما تطرقت لكثير من القضايا والمحاور التي يعيشها المجتمع الفلسطيني في حياته اليومية، كالفقر، الأهل، العادات والتقاليد، مشاعر الحزن، والدين.. إلخ.

كفر عقب كانت بلدة هادئة من بلدات شمال القدس، لكن الاحتلال أراد لها مخططا ديمغرافيا لتفريغ القدس من سكانها الأصليين ونجح في ذلك الى حد كبير، سعر الشقة الواحدة في القدس قرابة الخمسمئة ألف دولار، بينما في كفر عقب قرابة 400 ألف شيكل، لذلك يضطر الأزواج الجدد للانتقال الى كفر هربا من الغلاء والمخالفات والملاحقات والضرائب الاحتلالية، حتى وصل عدد سكانها اليوم الى أكثر من مئة ألف مواطن وفقا لأرقام بلدية كفر عقب.