خلال حلقة جديدة من برنامج " العدالة البيئية والمناخية"

حلّها بحاجة لتضافر الجهود.. المياه العادمة تضع قطاع المياه في غزة في مهب الانهيار

02.02.2023 01:00 PM

مدى الأخبار: يعاني قطاع غزة، من واقعا صعبا في قطاع المياه، طالما حذرت منه المؤسسات المختصة محليا ودوليا، بسبب الحصار المفروض على القطاع، ومن أبرز المشكلات التي تفاقم هذه المعاناة مشكلة المياه العادمة والتي تؤثر سلبا على الملف الجوفية في القطاع، وكذلك على البحر الذي تصب فيه.

وقال الدكتور سامي حمدان مدير دائرة الصرف الصحي في سلطة المياه في قطاع غزة ان سلطة المياه هي المسؤولة عن تنظيم وإدارة قطاع المياه في فلسطين، وهي من تتولى تقديم الخدمة في المحافظات الجنوبية بالشراكة والتعاون مع البلديات التي يبلغ عددها 24 بلدية  

جاء هذا، خلال الحلقة الرابعة من برنامج "العدالة البيئية والمناخية" الذي يبث عبر شبكة وطن، ويقدمه الإعلامي فارس المالكي، بتنفيذ من ائتلاف المؤسسات الزراعية الفلسطينية وبالشراكة مع "وي إيفيكت" وشبكة المنظمات البيئية وبتمويل من القنصلية السويدية في القدس ويناقش العديد من القضايا البيئية في فلسطين.

وتابع حمدان ان سلطة المياه لم تدخر جهدا من اجل تحسين الوضع في قطاع الصرف الصحي، من خلال زيادة شبكة الموصولين بشبكة الصرف الصحي وإصلاح الشبكات الحالية من خلال الاتصال مع الدول المانحة من اجل التمويل اللازم لتلك المشاريع، موضحا ان سلطة المياه حاليا تعمل على ايصال شبكات الصرف الصحي للمناطق غير الموصولة بالشبكات، ليس فقط في المناطق المهمشة، وانما داخل المدن التي تعاني بعض مناطقها من عدم ايصالها بشبكات الصرف الصحي 

ولفت حمدان لوجود خطة تطوير محطات الصرف من اجل استيعاب الزيادة على الشبكات، مطالبا بضرورة تعاون جميع الوزارات من اجل اعادة الاستفادة من معالجة مياه الصرف الصحي كضرورة وبديل لمصادر المياه التي تعاني من عجز.

 وقدر حمدان ان عجز قطاع غزة من المياه يصل الى 120 مليون متر مكعب، والتي يمكن الحصول عليها من معالجة مياه الصرف الصحي وتحلية مياه البحر، على ان تكون المياه الجوفية فقط للاستخدام الآدمي.

 ودعا حمدان كافة شرائح المجتمع والمؤسسات الى ضرورة التعاون مع المؤسسات العاملة في قطاع المياه كونها موجودة لخدمة المواطن حتى يتسنى لهم القيام بواجباتهم، داعيا الجميع لدفع فواتير الخدمة لتطويرها واستمرارها.

 من جانبها قالت نهى الشريف منسقة المناصرة والإعلام في الاغاثة الزراعية في قطاع غزة ان 2 مليون مواطن في قطاع غزة يعيشون في 365 كيلو متر مربع، يعانون من حصار مفروض علية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وتغير مناخي أدى الى عدم سقوط الأمطار في موسم الامطار، وهو الامر الذي يؤثر على الخزان الجوفي الذي يعتمد عليه قطاع غزة عليها مؤكدة، إضافة الى وجود شبكات صرف صحي مهترئة.

 ولفتت الشريف الى ان العديد من المناطق في قطاع غزة، يوجد بها شبكات صرف صحي منذ أكثر من 20 عاما، دون ان تجري عليها عمليات صيانة أو ترميم او اصلاح، وهو الامر الذي يفاقم حجم المشكلة بالنسبة للسكان، وكذلك العاملين في القطاع الزراعي والمناطق الريفية المهمشة من أضرار بيئية وصحية واجتماعية.

 وأضافت الشريف ان جزء كبير في قطاع غزة بدأ في معالجة المياه العادمة الرمادية الناشئة عن مياه الصرف الصحي ومياه البيوت موضحة ان ثقافة المجتمع لغاية هذه اللحظة لا تتقبل استخدام المياه المعالجة كأحد الحلول البديلة لأزمة المياه، ما يتطلب عمل حملات إعلامية ضخمة وارشاد على جميع المستويات، يمكن ان تساعد في الاستفادة من تلك المياه في الزراعة وتخفيف عملية السحب من المياه الجوفية التي ينجم عنها زيادة في النترات والملوحة ويستنزف المخزون الجوفي.

 وعن تطوير عمل الجهات الرقابية ووضع حد للمشاكل التي تتفاقم قالت الشريف ان الخطوة الاولى يجب ان تكون من قبل سلطة المياه والبلديات بلدية الساحل مع المواطنين والجمعيات الزراعية مشيرة الى اهمية ان تكون الجمعيات في صلب التطورات والجهود المبذولة للتعرف على أهمية المحطات ومن ثم نبدأ في عملية توعية للفاعلين في القطاع الزراعي ضمن عمل جماعي.

ودعت الشريف لعمل ضغط من قبل العاملين في القطاع الزراعي والإعلاميين وكل من هو مسؤول في المجتمع لتخفيف الآثار الناجمة عن المياه العادمة حتى لو كان بالتنبيه أو بتغيير سلوك والممارسة والمبادرات التشاركية لجميع الأطراف العاملة، مطالبة ان يكون الجميع على قدر المسؤولية كونها قضية مجتمعية قبل ان تكون قضية مؤسسة او قضية خاصة.

تصميم وتطوير