أبدعوا في تصميمه.. مهندسون فلسطينيون يفوزون بجائزة دولية لأفضل تصميم معماري لمرفأ بيروت

10.07.2021 01:51 PM

وطن- وفاء عاروري: لم تكن حادثة انفجار مرفأ بيروت قبل نحو عام من الان حدثا عاديا، الفاجعة التي حلت ببيروت هزت أركان العالم العربي وربما أركان العالم بأسره، ولبيروت في قلوب الفلسطينيين مكانا عزيزا دوما وسلام.

وما إن زالت آثار الدخان والانبعاثات التي خرجت عن الانفجار حتى بدأ فريق من المهندسين الفلسطينيين الشباب، يفكرون في عمل تصميم هندسي جديد للمرفأ المدمر، اشتركوا في مسابقة عالمية لأفضل تصميم لميناء بيروت، وانطلقوا في العمل.
ليحصدوا بعد شهور من العمل على المرتبة الأولى في المسابقة التي تشكلت لجنة تحكيمها من مهندسين كبار من شتى ارجاء العالم.
تقول ميس بني عودة، وهي عضوة في الفريق الفائز: "الجائزة اسمها جائزة فينيكس "جائزة حيفا" لمؤسسة IDAR JERUSALEM، وهي مكونة من مجموعة من المهندسين الفلسطينيين واللبنانيين وكانت مطروحة على الانترنت وبإمكان أي مهندس في العالم المشاركة فيها.
وأضافت: لجنة التحكيم كانت مكونة من 16 معماري من كل دول العالم، "أميركا أوروبا روسيا الدول العربية، من كل هذه الأماكن، كان هناك 24 مشاركة في المسابقة، وصل منها 13 مشاركة للنهائيات، والجائزة الأولى كانت من نصيبنا.
وأوضحت بني عودة أن الجائزة هي أكثر معنوية، رغم وجود جائزة نقدية، ولكن القيمة المعنوية لها أكبر بكثير، فقد استطاع الفريق أن يحقق نجاحا بوصوله إلى حلول هندسية ممكن أن تفيد بالفعل في المستقبل.
الفريق الذي جمعت أعضاءه الصداقة والزمالة في كلية الهندسة بجامعة بيرزيت، يعتقد ان سبب حصوله على هذا الفوز هو قدرته على فهم طبيعة بيروت واهلها، وكونه فكر في كيفية الاستفادة من مخلفات الانفجار وجعلها جزءا من هذا التصميم.
من جهته قال مجد المالكي أحد أعضاء الفريق أن المشروع كانت فكرته هي إيجاد حلول للشعب وليس للحكومة، فالتصميم الذي تم إعداده، حاول تخيل كيف يريد الشعب اللبناني ان يبني بيروت وليس كيف تريد الحكومة أن تبنيها.
وأكد المالكي أن الفريق درس بيروت ما قبل الانفجار وما بعده، ما هي التوابع التي وقعت أو حدثت تبعا للانفجار، حيث انتبه الفريق ان هناك الكثير من مخلفات الانفجار من الحديد والزجاج، فأخذ بعين الاعتبار إعادة انتاج كل هذه المكونات من اجل عمل ميناء جديد.


بدورها قالت آلاء أبو عوض وهي عضو في الفريق أيضا: نحن كمعماريين انا وزملائي كنا نفكر بالرمزية والذاكرة التي حصلت للناس يوم الانفجار، ففكرنا ان أكثر شيء مناسب للتصميم هي ان تكون مخلفات الانفجار جزء منه، ففكرنا أن تكون الصوامع والوحدات السكنية والإنتاج السكني جزء من حياتهم اليومية، لتبقى شاهدة على ما حدث في الرابع من آب العام المنصرم.
  احنا ما بدنا ننسى شو صار ولا نطمس شو صار ولا ننسى انه صار انفجار سببه نترات الامونيوم احنا المينا تبعنا بدنا يكون رمز تذكاري وشاهد على ما حصل
ويطمح الفريق الذي عمل بجد وكد ونال شرف الفوز في هذه المسابقة إلى اخذ توصياته الهندسية بعين الاعتبار من قبل المؤسسات اللبنانية المسؤولة عن إعادة اعمار الميناء، كي يشعروا انهم ساهموا ولو بالقليل في الوقوف إلى جانب الشعب اللبناني في هذه الفاجعة.

تصميم وتطوير