مشاركون في حلقة نقاش حول الشباب والحقل السياسي: الشباب يملكون القدرة على التغيير وعلى الأحزاب أن تكون منفتحة عليهم لإشراكهم في صنع القرار وعملية التغيير

29.03.2021 05:00 PM

أجمع مشاركون في حلقة نقاشية حول الشباب وإشراكهم في الحقل السياسي، على اهمية الدور الذي يلعبه الشباب في عملية صنع التغيير، وضرورة إدماجهم في كل مفاصل الحياة السياسية الفلسطينية، بخاصة الأحزاب، وتمكينهم من مواقع صنع القرار.
جاء ذلك خلال حلقة خاصة ضمن مشروع اشراك الشباب والشابات في الحقل السياسي، بثتها شبكة وطن الإعلامية، وقدمها الإعلامي فارس المالكي، والتي تنتج ضمن مشروع اشراك الشباب والشابات في الحقل السياسي المنفذ من قبل جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية، بالشراكة مع لجنة الانتخابات المركزية وبدعم من الاتحاد الأوروبي.
وشارك في الحلقة حسن محاريق، مدير دعم برنامج الانتخابات في مؤسسة مفتاح، ورتيبة النتشة، عضو المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا"، والناشط الشبابي ثائر حمارشة.
وجاءت الحلقة في خضم التحضيرات والاستعدادات لعقد الانتخابات التشريعية، لتطرح تساؤلات حول المعيقات التي ما زالت ماثلة أمام الشباب والشابات ومشاركتهم الفاعلة في تمثيلهم عبر الترشح والانتخاب.
وقالت النتشة إن الشباب لهم أدوار عديدة في الانتخابات، بدءا من الحشد حتى لعب دور في القوائم ثم التصويت، لكنها تساءلت هل سيكون الشباب على رأس القوائم الانتخابية؟
وأضافت "كل القوائم عرضت أنها ستحتوي على شباب بنسبة عالية في ظل ارتفاع نسبة المصوتين منهم، فالأصل أن يكون الشباب في الصفوف المتقدمة بالقوائم وهو الأمر الذي لم نشاهده حتى الآن".
وتابعت النتشة "بطء العملية الديمقراطية سواء داخل الأحزاب او خارجها، عدا عن اختلاف الاحتياجات، جعل تلك الأحزاب غير قادرة على استيعاب الشباب وقدراتهم".
وبينت النتشة ان بعض الخبرات لا تأتي من العمل الحزبي او تراتبية المراحل، وفي الأحزاب لو تحدثنا عن التراتبية فسيبلغ الشاب 60 عاما قبل الوصول لمركز قيادي.
وأوضحت ان المساحة المخصصة للشباب ضيقة ضمن الرقابة الأبوية والسلطة الأبوية المسيطرة على تفكير الأحزاب.
وقالت إن اتحاد "فدا" كانت لديه خطوة متقدمة لدفع الشباب الى رأس الحزب في اتخاذ القرار، ولكن للأسف، هناك قوة ممانعة في المجتمع للتغير وخوف من استلام الشباب كونه يهدد القيادات التقليدية.

وأردفت "المهم كيف سنحفظ التوازن بين الاندفاع نحو التغيير الكبير وبين وجود الشباب في المواقع القيادية في ظل نظرة المجتمع أن الأقل سنا أقل خبرة، وحتى الآن هناك أصوات ابوية ترى أن السجل النضالي مرتبط بعدد سنوات النضال".
وقالت النتشة "هناك تركيز كبير من كل الأحزاب لموضوع الشباب وإبراز دور الشباب في قوائمها الانتخابية ولكن التحدي خوف من وصول الشباب ومنافسة القيادات".
مردفه "أرى أن السجل النضالي ليس له معنى كبير في ظل استمرار النضال، فنحن لم نتحرر بعد؛ لا اجتماعيا ولا وطنيا ولا اقتصاديا، فلا داعي للنظر للخلف كثيرا، فقط نريد أن تمسك الأجيال الناشئة دفة القيادة".
وقالت النتشة "لدينا مشكلة عدائية ونفور بين الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني، وهذا سببه عدم وضوح الرؤية في النظام السياسي وخلق أزمة بين الطرفين، والشباب وقعوا في المنتصف، والأحزاب تنتج الفكر والأيديولوجيا والرؤية، والمؤسسات تنفذها حسب ما تراها، ولكن الإشكالية هي التشكيك في النوايا بدل التكاملية".
ورأت النتشة أن معظم البرامج الداخلية للأحزاب تلبي حاجات الشباب، ولكن تلك الأحزاب لا تملك أدوات التنفيذ، وبالتالي تصالح الشباب مع الأحزاب يبدأ بالتصالح بين الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني، عبر العمل التكاملي لتشكيل المجتمع المدني.
وأضافت "ينقصنا تعليم متقدم يؤمن بقدرات الشباب ويواكب التطورات، وللأسف فكرة البحث عن المجرب والمضمون خوفا من الاندثار وانتهاء الدور هو ما يمنع الأحزاب من دفع الشباب للمقدمة، فالأحزاب بحاجة لقرار جريء نحو التغيير، فلا شيء يمنع شابا من الدخول لأي حزب أراد".
من جهته، بين محاريق أن الجهود في استيعاب الشباب وتمثيلهم في القوائم الانتخابية هي دون المتوقع، وان المساحات المخصصة للشباب تتقلص والمساحات المدنية تقلصت، وهناك تجاذب كبير بين الجيلين، ما ادى إلى غياب المواطنين عن شراكتهم في المشروع الوطني الفلسطيني.
وقال إن مؤسسات المجتمع المدني لطالما طالبت بإحياء العملية الديمقراطية وانتظاما منعا للترهلات في الأحزاب والنظام السياسي ككل.
وكان من ضمن المطالبات تخفيض سن الترشح ورفع الكوتا النسوية إلى 30% وهي فرصة لزيادة اعداد النساء في المجلس التشريعي ولكن لم تتم الاستجابة.
ولفت إلى أن سن الترشح جعل الكثيرين يخسرون، فنحو مليون شاب خسروا فرصتهم للترشح مشيرا الى أن الشباب سيظلون ضحية الاستقطابات السياسية والفئوية.
ودعا محاريق الشباب لطرح بديل على الساحة، حتى لا يتم تكريس غياب الديمقراطية والتغيير.
وقال إن الكل يتحمل مسؤولية ما وصلنا له لغاية الآن، وعلى رأسه النظام السياسي والأحزاب، وان المطلوب بناء منظومة ديمقراطية تتيح للجميع المشاركة وتبادل وجهات النظر.
واعتبر محاريق ان النظام السياسي له دور في تقليص المساحات المخصصة للشباب الذين بدورهم توجهوا لخلق المساحة الخاصة بهم والاعتماد على المصلحة الشخصية النفعية بديلا للمصلحة العامة الجمعية.
ورأى أن أنظمة كثير من الأحزاب غير مميِّزة ضد الشباب، ولكن بنيويا وعمليا يتم اقصاء كثير من القطاعات بما فيهم الشباب والمرأة، حيث قطاعات كبيرة بقيت خارج المشاركة الفعلية والحقيقية، وهذا أيضا سببه العديد من التشريعات القائمة التي لم تتطور.
وقال "معظم البرلمانات بالعالم يقودها شباب، فلماذا بقينا هكذا؟، هذا يؤخر تقدمنا واستقلالنا ويؤخر قضيتنا ويضعنا في مأزق أمام مؤسسات وشباب العالم، فشبابنا يشعرون بحالة ضعف واقصاء، ومن الممكن أن يذهبوا لمعاقبة الأحزاب القائمة والذهاب لاختيار قوائم انتخابية أخرى".
وأكد محاريق على الحاجة لتدخل حقيقي من مؤسسات المجتمع المدني للعودة للمسار الديمقراطي، وأن على النظام السياسي أن يكون مستعدا للتغيرات وبناء المؤسسات على اساس ديمقراطي وان تكون خاضعة للمساءلة، وكمواطنين يجب ان نكون أكثر اندماجا ونكون شركاء في صنع القرار.
وفي ذات السياق، أكد الناشط الشبابي ثائر حمارشة أن نحو 50% من نسبة المسجلين في لجنة الانتخابات هم من سن 18-30 سنة أي نصف المنتخبين هم من الشباب، وبالتالي تلقائيا يجب ان يكون هناك دور قوي لهم.
لكنه استدرك بالقول "هل سيكون دورا تجميليا هو عبارة عن دعاية انتخابية؟".
وأردف "إذا كان هناك إيمان بدور للشباب سيكونون في الصفوف المتقدمة، وإذا لم يتم ذلك اعتقد أنه سيكون هناك عزوف عن الانتخابات".
وتساءل حول أسس الاختيار، هل هي الكفاءة أم أن الحزب يختار بناء على معايير معينة، فكل ذلك ينعكس على العملية الانتخابية ونسبة التصويت.
ولفت حمارشة إلى تجارب مجتمعية كثيرة قادها شباب ونجحوا فيها، وتجمعات شبابية من نواد ومجالس الظل، لكن هذه التجارب أين هي من الإطار الرسمي.
وتابع "التوجه العام هو أن الكل يتحدث عن الشباب وقدراتهم لكن ليس هناك شيء عملي تقدمه المؤسسات للشباب، ووجودهم بات لأداء دور تجميلي فقط".
وأضاف "المكونات السياسية عندنا والتي هي ضمن الأحزاب تشكل عائقا أمام الشباب للعمل والتقديم".
وشدد أن على الشباب الدخول في الأحزاب السياسية، ليس من اجل الترويج بل الدخول في الهيكلية والمرتبات الحزبية كي يكونوا صناع قرار، والضغط لعمل مؤتمرات وانتخابات، وأن يكون لهم تمثيل داخل الأحزاب.
وقال "كشباب ندور في دائرة مفرغة.. الكل يتحدث عن الشباب ولكن دون أي تغيير حقيقي نحوهم".
واعتبر ان الأحزاب تتحمل مسؤولية عدم اشراكها للشباب بالعمل الرسمي او ادماجهم في القرارات والهيئات القيادية، عدا عن عزوف الشباب عن الأحزاب نتيجة ممارسات الأحزاب.
وأكمل “كشباب يجب أن نواصل النضال لصنع القرار وانتزاع الحق بالدخول للأحزاب".
واكد حمارشة ان الوضع الاقتصادي القى بظلاله على اهتمامات الشباب، وجعلهم منخرطين في ذلك وابتعدوا عن العمل السياسي، لكن الأهم أن الأحزاب السياسية مغلقة على نفسها.
وشدد الناشط حمارشة أن الشباب قادر على التغيير في كل المجالات، ولدينا من التجربة العملية في الواقع التي تؤهلنا للعمل والتغيير، برغم الحاجة لكسر الحاجز مع الأحزاب لمزيد من القبول بدور الشباب وريادتهم.

تصميم وتطوير