"حارة غزة".. الألوان تليق بك

19.08.2015 11:55 AM

وطن-محمد شرّاب : بألوان زاهية وأشكال هندسية متقنة الصنع تمتلئ جدران الحارة الملونة لتعطي حياة جديدة لأهالي هذا الحي في منطقة حي الزيتون بعد ان كانت جزء مهمش من قطاع غزة الى ان  أصبحت بقعة ضوء تبعث الامل في نفوس ساكنيها.
المشهد في الحارة يوحي بكثير من الامل والترابط بين أهالي الحي اذ تجد الأطفال منهمكين في اللعب مع بعضهم البعض وتشاهد فئة  الشباب يقومون بتنظيف الشوارع  بشكل مستمر في مظهر حضاري يليق بصوة الحارة دون كلل او ملل .
وبينما كان صاحب فكرة الحارة الملونة محمد الصعيدي 58 عام منهمك في وضع اللمسات الأخيرة بريشة الرسم على "برواز" أشبه بلوحة فنية عالمية قال" علينا ان نبادر بثورة فكر نحو الاجمل والأفضل في قطاع غزة وبالأخص في الاحياء الشعبية حتى نظهر للعالم اجمع أننا شعب راقي يستحق إقامة دولته على ارضه اضافة الى ان الفلسطينيين في قطاع غزة قادرين على الإستمرار بالحياة والإبداع رغم الإمكانيات المحدودة "
وتابع حديثه في منزله الذي بدأت الفكرة منه " ما أجمل اللون حين يكون مع الورد اذ يحتوي على طاقة إيجابية كامنة تبعث الامل في نفوس المشاهدين" مناشدا جميع أهالي القطاع بالعمل على تجميل حاراتهم لما فيه تغير سيكولوجي إيجابي خاصة على الطفل الفلسطيني الذي عانى نت ويلات  الحروب والحصار المستمرين.
وتعكس الحارة الملونة في قطاع غزة صورة مختلفة عن الصورة السائدة في العالم بأن غزة أصبحت تعيش حالة من اليأس بعد العدوان الإسرائيلي عليها حيث دمرت الاف المنازل بشكل كلي او جزئي.
وفي مشهد اخر يضيف جمالا لتلك الحارة الملونة اجتمع الزوار بأطفال الحي ليلعبوا سويا العابا شعبية اختصت بالأطفال منها "دور يا صحن السكر وقع مني وانكسر" بهذه العبارة يلتفوا حول بعضهم البعض بشكل متتابع من ثم يختمون اللعبة بـ " هييييييييييييييي" في إشارة الى فرحتهم الغامرة بالأمل لما تضفيه الحارة الملونة من أثر ايجابي عليهم.
مختار الحارة الملونة منير شبلاق قال "بعد تلوين الحارة "أصبحت افتح باب منزلي وأرى الالوان والازهار في مشهد مريح للنفس على عكس سابق تلوينها " وتابع "يوميا نستقبل الزوار في الحارة والكثير منهم أحب ان يقتبس الفكرة لتعميمها في مناطقهم متمنيا على جميع القطاع ان يحتذي بهذه الفكرة.
ولجماليات الشارع تأثير قوي على العلاقات بين أهالي الحي كما قال أحد السكان عماد نايف فيقول  " هناك فرق خيالي بعد أن اصبحت الحارة ملونة , اذ لم تكن الحارة تحمل اسم ولم يكن هناك اعتناء لا بمرافق الحارة ولا بالعلاقات الاجتماعية " مؤكدا ان المبادرة غيرت ثقافة أهالي الحي من حيث العلاقات والارتقاء بمرافق الحي، وان العمل ما زال مستمر في تزين الحارة.
عازفة الكمان ريتا أبو رحمة أحد الزوار الى الحارة  جذبها الراحة النفسية التي تعطيها الحارة الى زائريها من بعيد حيث فضلت البقاء فيها لتعزف لحن الوطن وقالت " عزفت في عدة أماكن من قطاع غزة لم أجد أجمل من هذا المكان بألوانه واطفاله والاشكال الهندسية المترابطة التي تعطي رونق خاص للمكان اذ يبعث في النفس الامل بغد أجمل "

تصميم وتطوير