أبو ريدة : خمسة أيام من الموت

16.08.2015 12:26 PM

وطن_عمر فروانة : "عشت أسوء خمسة ايام في حياتي , فكل يوم كان يمضي كانه سنة".
بهذه الكلمات بدأ الطفل احمد ابو ريدة 17 عاما وصف اصعب ايام عاشها بين جنود قوات الاحتلال الذين اتخذوه درعا بشريا, خلال اقتحامهم بلدة خزاعة في قطاع غزة خلال العدوان الاخير على القطاع.
يقول ابو ريدة لوطن:"تعرضت لشتى انواع التعذيب والاهانة على يد الجنود الاسرائيليين, الذين كانوا يبحثون عن أنفاق المقاومة, وكانوا يستخدمونني كدرعا بشريا خلال اقتحامهم للمنازل".
ويضيف:"كنت اتوقع ان ارتقي شهيدا في أي لحظة, وكتبت وصيتي في أحد المنازل", موضحا انه تم تعريته وضربه واقتياده الى أحد المنازل, والتحقيق معه, وسؤاله عن المقاومة وعن اماكن تواجد الانفاق التي كانت تستخدم للدفاع عن البلدة ضد الاجتياح البري الذي دمر المنازل, واوقع العديد من الشهداء.
ويوضح أحمد ان قوات الاحتلال طوقت المنطقة التي يسكن بها, واقامت حاجزا عن مداخلها, وتم احتجازه من بين عدة شبان افرج عنهم فيما بعد, بينما أصبح مصيره مجهولا في ذلك الحين, واعتقد اهله الذين نزحوا الى مكان اخر بسبب شدة القصف  انه قد أستشهد.
ويدرس احمد وهو طالب الثانوية العامة في احد مدارس مدينة خزاعة, يقول :"مازلت حتى هذا اليوم بعد مضي عام , اعاني من تداعيات الفترة التي قضيتها مع المحتلين, فافكاري اصبحت مشتتة ولا اعرف طعما للراحة او النوم".
ويردف احمد قائلا:"وجه لي أحد الجنود تهديدا بالقتل في حين حاولت الفرار من بين ايديهم", موضحا انه كان يرافقه كلاب مدربة, وطائرة استطلاع كانت تراقبه ايضا اثناء اقتحام الجنود للمنازل في البلدة, وجعله يسير في مقدمتهم خوفا من إستهدافهم على ايدي المقاومين, الذين كانوا يدافعون عن بلدتهم.
ويشير الى انه كان يتم تقييده ووضعه في غرفة دون أكل او شرب لعدة ساعات, موضحا انه في اول يوم اعتقاله كان صائما خلال شهر رمضان, وقد طلب من الجندي اكلا وشرب الا انه اعطاه القليل من الماء الذي لايسد الرمق, وبعض من حبات البسكويت.
ويوضح قائلا:"كان الجنود يضربونني بالأحذية والاسلحة, مشيرا الا انه كان يتم تقييده ووضعه في أحد الحمامات التي كان يستخدمها الاحتلال, وهي مليئة بالفضلات.
ويسرد أحمد حادثة حصلت حين اقتياده الى احد المنازل للبحث عن انفاق  المقاومة  قائلا:"اصطحبني جنود الاحتلال لأحد المنازل, وكان به بئر مياه, وطلب حينها منه أحد الضباط  ان اقوم بالحفر, ظنا منه وجود نفق بناء على تعليمات تلقاها من جهاز المخابرات وفق قول الضابط, الا ان الفشل في إكتشاف نفق دفع الجنود لضربه, وتوجيه عبارات خادشة للحياء له, واتهامه بالكذب عليهم.
وعن اساليب التعذيب ذكر احمد ان الجنود كان يحاولون اخضاعه للنيل منه والحصول على أي معلومة تتعلق بالمقاومة قائلا:"كانوا يجعلونني اجتث على ركبتي, واركع للكلب في محاوله لاذلاله.
ويشير الى انه عاش حال الأسرى الذين يقبعون خلف قضبان الاحتلال, ولازال متاثرا بتلك اللحظات قائلا:"كلما يسرد احد الاشخاص موضوع الحرب واكون حاضرا حينها اتذكر تلك اللحظات السيئة التي مررت بها.
واتهم أحمد حيش الإحتلال الإسرائيلي بالبعد عن الانسانية التي كان يدعي انه يتمتع بها, موضحا انه تفاجا اثناء عودته لمنزله بعد انتهاء فترة اعتقاله بوجود جثة تعود لامراة من ذوي الاحتياجات الخاصة, كان الاحتلال قتلها بدم بارد والتقط بعض الجنود صورا لها وهم يسقونها الماء, الا انه تم قتلها, ووضع صورتها على صفحة المتحدث باسم جيش الإحتلال افيخاري ادرعي, للدلالة على انهم يتمتعون بالانسانية اثناء عدوانهم الاخير على القطاع.
وتسائل هل الانسانية ان تاخذ طفلا درعا بشريا لخمسة ايام, ويتعرض لشتى انواع التعذيب؟
وطالب أحمد الحقوقيين والمسؤولين محاسبة الإحتلال الإسرائيلي على جرائمه التي ارتكبها ضده.
بدوره قال والده جمال ابو ريدة 48 عاما, انه تفاجأ بعودة نجله احمد اليهم سالما, موضحا ان اسرته غمرتها السعادة والفرحة التي كانوا قد حرموا منها اثناء غيابه عنهم, في حين كانوا يعتقدون بانه ارتقى شهيدا.
وطالب ابو ريدة المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بمحاكمة الاحتلال على جرائمه واستخدامه للمدنيين والاطفال دروعا بشرية.

تصميم وتطوير