عائلة صيام ... يصومون حتى تشبع حاويات القمامة

12.08.2015 12:33 PM

وطن _عمر فروانة : حياتهم يائسة تحت سقف من الفقر والمعاناة, يعيش سبعة ايتام, اصابهم ضنك العيش, في البحث عن ادنى متطلبات الحياة الاساسية .
عائلة صيام يعيش افرادها الذين تتراوح اعمارهم في العقد الثاني, يعيشون في منزل تغطيه الواح الزينقو المهترئ, وقطع من القماش الممزق.
قطع القماش الممزقة التي توجد في البيت بالإضافة الى الملابس التي يرتديها الأيتام السبعة لم تجلب من محلات تجارية بل جلبت من حاويات القمامة.
يقول أحد الأشقاء الأيتام فؤاد صيام 19 عاما:" انه يبحث في حاويات القمامة عن البلاستيك والالمنيوم, ليقوم ببيعهم بمبلغ رمزي لايتجاوز بضعة شواقل, ليجلب لاسرته حبات من الطماطم او البطاطا, او المستلزمات المدرسية البسيطة.
ويحلم فؤاد بتوفير عربة "كارو" , ليعيش عليها, ويبيع مايتيسر له ويجمعه من تلك الحاويات.
ويشير الى انه يجمع العابا تالفة وبعض الاثاث لابناء شقيقه ليلعبون بها, مشيرا الى انه يحصل على ملابسه من تلك الحاويات.
بدوره قال شقيقهم حامد صيام 18 عاما, انه يحاول جاهدا ليل نهار البحث عن فرصة عمل ولكن مايلبث ان يعود للبيت مخيبا اماله, موضحا انه عمل في عدة اماكن مقابل الحصول على مبلغ رمزي لايتجاوز 5 شواقل "دولار ونصف".
واشار الى انه يحلم ببناء بيت ملائم لهم او اعمار بيتهم, وان ينام في غرفة تقيه من برد الشتاء القارس والصيف الحار.
العائلة التي تعيش فقر مدقع يعانون منه بشكل يومي ... شقيقة الأيتام وأكبرهم سنّا  إنجود صيام 28 عاما, متزوجة وتركت طفلها وزوجها ولجأت الى جانب اشقائها الايتام لمساعدتهم.
تقول إنجود لوطن :" تركت طفلي الصغير البالغ من العمر ثلاثة شهور ليعتني به زوجي واهله, ولجأت الى اشقائي الصغار لاقف الى جانبهم.
ويعيش في ذلك المنزل ثلاثة اشقاء, من بينهم من يعاني من تخلف عقلي, واخرين من الامية, الى جانب ثلاثة شقيقات في سن المراهقة, تدرس احداهن في  مدارس وكالة الغوث.
وتضيف قائلة:" شقيقي الكبير كايد مصاب بالسكري, وهو الاخر متزوج ولديه طفلان, وحياته متنقلة مابين المشفى والمنزل, مشيرة الى ان حياته هو الاخر مهددة بالخطر, بعد وفاة شقيقة لها قبل شهر ونصف, من نفس المرض, اثناء تنقلها بين الغرف التي تغرقها مياه الامطار, حيث كانت مصابة "بالغرغرينا" بقدمها, لتتوفاها المنية بعد يومين من نقلها الى المستشفى.
وعند النظر الى المنزل المتهالك فتجد ان ما يفصل بين الاشقاء والشقيقات هي قطعة من القماش داخل المنزل الواحد, حيث يعيش كبيرهم كايد في غرفة منعزلة عنهم, وينام الاشقاء الثلاثة الصغار في غرفة لاتصلح للسكن الادمي, والشقيقات  يأخذون من المطبخ الصغير الذي لا يتجاوز مساحته المترين مكانا للنوم لهن .
وتستدرك إنجود قائلة والالم يعتصر قلبها:" خالي عدنان هو المتوكل بحالنا, فهو لا يعمل, ولديه اسرة مكونة من 7 افراد يعيلها, ونحن عبئ اخر عليه, فهو من يتفقد احوالنا ولايكاد يفارقنا, لاننا ايتام, ويوفر لنا بعضا من الزاد وما يتيسر له .
واشارت الى أنهم يحصلون على مساعدة فقط كل ثلاثة اشهر من الشؤون الاجتماعية, التي لا تلبي ادنى احتياجات تلك الاسرة المهمشة.
وبينت ان اشقاءها لا توجد لديهم أي فرصة عمل, مشيرة الى ان شقيقاتها الثلاثة بحاجة الى متطلبات اساسية تخصهم من ملابس وغيرها, ولكن ضيق الحال يحول دون توفير ادنى تلك الاحتياجات.
وتسائلت إنجود عن دور المؤسسات المسؤولة عن متابعة احوالهم؟ ولماذا يتم التقصير بحقهم كونهم ايتام؟ , مشيرة الى انهم يريدون فقط العيش بحياة طبيعية .
بدوره قال شقيق والدة الأيتام عدنان صيام 50 عاما لوطن:" انا لااعمل ولدي اسرة مكونة من سبعة افراد, احاول ان اوفر لهم ولو شيئا بسيطا من لقمة العيش".
واوضح انه لامعيل لهم, ومشيرا الى انه يتردد على عدة جمعيات خيرية للحصول على أي مساعدة لهم, الا انها محاولات تبوء بالفشل.
واشار الى ان مبلغ الشؤون لايكفي لسد احتياجاتهم, في ظل متطلباتهم من اكل وشرب ودواء او حتى اثاث منزلي فكله غير موجود.
وتمنى ان تكون قلوب رحيمة تعيل هذه الاسرة اليتيمة, متسائلا اين تذهب المساعدات التي تقدمها الدول العربية والاوروبية من الخارج.

تصميم وتطوير