هنادي: غازات الاحتلال السامة سبب مرضي بالسرطان وأستعين بالبابونج للعلاج

05.03.2015 01:08 PM

غزة– وطن– عمر فروانة: "ما لبثت أن تعافت من مرض السرطان، حتى أعاده إلي هذا العدوان"، تقول هنادي النجار (33 عامًا)، التي تعرّضت لاستنشاق الغازات السامّة التي ألقتها قوات الاحتلال في قطاع غزة خلال هجومها الأخير صيف العام الماضي.
وكانت هنادي أصيبت خلال الهجوم الإسرائيلي على القطاع عام 2008، بمرض سرطان الثدي، الذي تقول إنه نتيجة "الفسفور الأبيض والغازات السامة"، وشفيت بعد رحلة علاج استمرت أكثر من عامين.
وتعيش في أحد الكرفانات (منازل متنقلة) بعد أن دمرت آليات الاحتلال بيتها. ولها من الأبناء ستة، وتوضح لــ وطن أنها لا تستطيع تلبية متطلبات البيت والأولاد على الدوام، إذ تُصاب بالإرهاق سريعًا.
كما يسبب "الكرفان" لهنادي إعياءً شديدًا من البرد القارس شتاءً، مشيرةً إلى أن زوجها يشعل النيران والحطب للتدفئة، ما يؤثر سلبيًا على صحتها، ويسبب لها الاختناق.
وتضيف: بدأت قصتي بعدما أصابني إعياء شديد، جراء استنشاقي للغازات السامة والفسفسور الأبيض الذي كان يلقيه الاحتلال خلال عدوان 2008, لأكتشف أنني مصابة بالسرطان.
ومكثت هنادي شهرًا ونصف في إحدى المستشفيات داخل القطاع، دون أن تعلم بإصابتها بالسرطان، حيث أبلغها الأطباء أنها مصابة بالتهابات حادة وتحتاج فترة علاج.
وتقول إن عائلتها باشرت بإجراءات لتحويلها إلى إحدى المستشفيات الإسرائيلية، التي أجرت بعض الفحوصات لها ومنحتها بعضًا من الجرعات الكيميائية، لتتناولها في مستشفيات القطاع.
وبعد عودتها لغزة كادت أن تفارق الحياة بعد إعطائها جرعة خاطئة من قبل أحد الممرضين، حيث انخفضت نسبة الدم إلى 4 درجات، ليتم دعمها بوحدات دم أنقذت حياتها.
وتؤكد هنادي لــ وطن أنها "لا تستطيع توفير العلاج لنفسها، وتتناول كل يوم أعشاب البابونج.. حتى أنها تستدين أجرة المواصلات من جيرانها للبحث عن مؤسسات توفر لها الرعاية الصحية اللازمة والجرعات الكيميائية.
وتتمنى أن يتم توفير العلاج اللازم لها، بخاصة أن زوجها عاطل عن العمل، بسبب مرضه وإصابته بقدمه أثناء عمله قبل عامين.
من جهته، قال طبيب الجراحة العامة في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني سليمان النباهين، إن هنادي خضعت لعمليات جراحية عدة أدت لاستئصال الورم السرطاني من جسدها بعد مرور فترة طويلة من العلاج الكيميائي.
وأشار إلى عودة المرض وانتشاره في جميع خلايا جسدها، كما أن حالتها "غير مستقرة".
وأوضح النباهين أن سبب انتشار المرض في جسدها وعودته "استنشاقها الغازات السامة وتعرّضها للإشعاعات الضارة التي أطلقتها قوات الاحتلال عبر القذائف القاتلة والمتفجرة على سكان القطاع".
يُشار إلى أن لجانًا صحية عربية حضرت إلى قطاع غزة خلال الهجوم الأخير، وأكدت أن "الأسلحة المستخدمة من الفسفور الأبيض والمتفجرات التي يستخدمها الاحتلال في عدوانه هي عبارة عن إشعاعات، وهي أسلحة محرّمة دوليًا، تشكل خطرًا كبيرًا على حياة السكان".
ونوّه النباهين إلى تزايد عدد الإصابات بالسرطان بعد الهجوم الإسرائيلي كما "لم يتم التأكد حتى اللحظة من مدى ارتباطها بالغازات السامة أو الإشعاعات".
وعن الصعوبات التي يواجهها الأطباء في تشخيص المرضى المصابين بالسرطان، قال النباهين "لا توجد أجهزة طبية حديثة تدخل القطاع، نظرًا للحصار المفروض عليه منذ سنوات عدة".
وأشار إلى وجود نقص كبير في المستلزمات والمعدات الطبية، عوضًا أن الأجهزة الطبية بحاجة لصيانة دائمة، وهي الآن متوقفة عن العمل.
وبيّن النباهين أن الحالات المستعصية يتم تحويل ملفاتها إلى لجنة العلاج في الخارج، التي تحولها إلى مستشفيات داخل أراضي48 أو الضفة الغربية أو مصر، لتلقي العلاج اللازم.
وناشد المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان من أجل التدخل العاجل، لمحاكمة الاحتلال على استخدامه أسلحة محرّمة دوليًا، آملًا من المعنيين دراسة تلك الحالات بعناية وتوضيح مدى ارتباط إصابتها بالعدوى السرطانية بعد تتالي الهجمات على القطاع.

تصميم وتطوير