غرفة واحدة بسقف زينكو تأوي 13 فردًا.. لك أن تتخيل!

03.02.2015 03:27 PM

غزة– وطن– عمر فروانة: "أحلم أن يكون لي منزل، بدلًا من تلك الغرفة الصغيرة"، هكذا يقول المواطن محمد سلمان أبو راشد (47 عامًا)، الذي يقطن في منزل عدد أفراده 13 فردًا ولا تتجاوز مساحته 21 مترًا.
وطن زارت أبو راشد، الذي يعيش مع زوجته وأحد عشر فردًا من أبنائه، أصغرهم بنت لا يتجاوز عمرها ستة شهور، وأكبرهم عمره 19 عامًا، في غرفة صغيرة المساحة مهترئة الجدران، وسقفها من ألواح "الزينكو" الذي تغزوه الثغرات.
يقول أبو راشد لـ وطن: أعيش في تلك الغرفة، وأخجل من استقبال الضيوف، لأن الغرفة للنوم والأكل والشرب.
مشيرًا إلى معاناة أبنائه من ضعف التحصيل العلمي، ورسوبهم لأكثر من مرة، مرجعًا سبب ذلك لضيق المكان الذي يأويهم، وعدم التركيز في الدراسة.
وقال أبو راشد إن جيش الاحتلال قصف خلال حربه الأخيرة على قطاع غزة، منزل جاره، ما تسبب بسقوط أحد أعمدته على سقف منزله، مردفًا "المنزل آيل للسقوط في أي لحظة، والعناية الإلهية أنقذتهم من وقوع إصابات في صفوفهم".
ولا يعمل أبو راشد حاليًا، إذ يعيش على "الكوبونات" التي تمنحها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) للاجئين أمثاله، كما يتقاضى 1800 شيقل من وزارة الشؤون الاجتماعية كل ثلاثة شهور، لافتًا إلى أنه يوفي بالمبلغ ديونه للبقالة.
وقال أبو راشد إن "الأونروا" عقدت مؤتمرًا صحافيًا عام 2006 في منزله، قالت خلاله إن المنزل لا يصلح مكانًا للعيش فيه، وأصدرت على أثره بيانًا تضمّن وعدًا له بمنحه شقة سكنية في أحد مشاريع "الأونروا"، لكن ذلك لم يحصل واستثني أبو راشد من المشروع كما يقول.
ويعاني إضافة إلى ما سبق، من برد الشتاء وحرارة الصيف الشديدة وعدم دخول الشمس إلى منزله، قائلًا "أجلس خارج المنزل فهو غير صحي ولا يوجد به أي منفس، فالحشرات لا تفارقه".
ويتابع أبو راشد الحديث عن ظروفه المعيشية بالقول "أبنائي لا يفارقون المستشفيات، فهم يعيشون في منزل لا يصلح حتّى للدواب"، معربًا عن قلقه بأن يتبّع أبناؤه طريق السوء نتيجة معاناتهم.
بالإضافة إلى أن المياه العادمة تختلط بمياه المطر في فصل الشتاء وتغمر المنزل، وفق أبو راشد، الذي أوضح "لا يوجد في المخيم سوى سيارة تابعة لبلدية جباليا لمعالجة المياه غير الصحية، وهي لا تكفي لخدمتنا لكثافة السكان".
من جهتها، قالت زوجة أبو راشد (37 عامًا)، إن ابنتها غدت مراهقة، وأصبحت بحاجة لمكان خاص تنام فيه وشقيقاتها وتبدّل به ثيابها.
وتتابع القول: عندما يلعب أبنائي في الشارع، فيشتهون رائحة الأكل، ويأتون إلي ويطلبون اللحوم والدجاج، لا أستطيع تلبية طلباتهم، فنحن لا نعرف غير اللحوم المثلجة رخيصة الثمن وهي غير صحية.
وتشير أبو راشد إلى أن غالبية طعامهم "أرز وعدس"، وإلى عدم وجود ثلاجة لديهم لحفظ الطعام.
أما نجلهما شمس (17 عاما)، الذي يدرس في الصف الحادي عشر، فيقول لــ وطن: لدي أصدقاء يملكون حواسيب وغرف واسعة ومكاتب للدراسة، فعندما أزورهم أتحسر على نفسي، وأتساءل لماذا أحرم من كل ذلك؟

تصميم وتطوير