عائلة اللوح.. معلقة بين خيمتها ومراكز الإيواء

15.01.2015 12:10 PM

غزة- وطن- محمد شراب: يقضي إبراهيم اللوح (43 عامًا) أيامه بعد انقضاء الحرب على غزة، في التنقل بين خيمته التي صنعها أمام منزله المدمر كليًا ومدارس الإيواء؛ بحثًا عن لقمة العيش من المساعدات التي توزع على النازحين في مراكز الإيواء.
ويقول إبراهيم الذي يقطن شرق مخيم دير البلح مع أفراد عائلة اللوح على بعد 500 متر من السلك الفاصل:  في 19 تموز (يوليو) الماضي، تعرضنا لقصف عنيف من المدفعية والرشاشات على منازلنا المتاخمة للحدود، حيث كانت الأجواء ملبدة برائحة البارود والقذائف تتوالى من كل صوب.
ويضيف لــ وطن: ناشدتُ الله أولُا أن يسترنا ويخرجنا من هنا سالمين وما كان منا إلا الهروب وسط بكاء الأطفال وعدم قدرة كبار السن على المشي. أجواء قاسية مررنا بها إلى أن وصلنا الشارع العام بعد مسافة قرابة كيلو ونصف، ثم استقرينا في مدرسة إيواء عاجل، دون أي نقود أو أوراق ثبوتية.
وإبراهيم، واحدٌ بين آلاف الغزيين الذين دمرت منازلهم خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، ولا يجد مأوى صالحًا للعيش بكرامة أو عملًا يُعيله وأسرته التي فقدت كل ما تملك مع قصف منزلها، الذي كان كلّ ممتلكاته.
ومن أمام خيمته المصنوعة من القماش والحديد، يقول إبراهيم: صمدنا طوال فترة الحرب في مراكز الإيواء وتنقلنا من مدرسة إلى مدرسة حتى استقر بنا الحال في مدرسة (ج) للإناث، لكنها قُصفت بالمدفعية، فلم ننعم بالأمان في أي مكان، عدا عن تفشّي الأمراض في المدارس.
وفور سماعه خبر وقف إطلاق النار، سارع إبراهيم وعائلته بالعودة إلى منازلهم، مردفًا "عند وصولنا اعتقدنا أننا لم نصل بعد، لكن في الحقيقة، كانت منازلنا كومة من أكوام الركام المبعثرة في كل مكان، حيث سُويت جميعها بالأرض كأن زلزالًا ضربها".
وفي ذلك يقول إبراهيم: عدنا من جديد للعيش بين ركام منازلنا ومدارس الإيواء، لكي نستطيع الحصول على طعام يومنا الذي نعيشه.
في ذات السياق، قالت إسلام اللوح: كنا نعيش في بيت بكرامتنا وأصبحنا نعيش في بيت من القماش، نقاسي من حر النهار وبرد الليل وأمطار الشتاء.
ويعاني أطفال إسلام، وفق ما أوضحت لـ وطن، من عديد الأمراض نتيجة التغيرات في الطقس، عوضًا عن أن المكان الذي يقيمون فيه يفتقر إلى شروط الحياة الصحية.
وتواصل حديثها بالقول "أصبحنا مشردين، إذ يعيش جزء منا في هذه البيت والجزء الآخر يعيش في مراكز الإيواء لتوفير بعض من الطعام والمساعدات المالية".
وفي مقابلة وطن، مع الطفلة أريج (13 عامًا)، عبّرت عن حسرتها على منزلها السابق، مضيفة "تشردنا وسط ظروف صعبة وما زلنا مشردين جراء هدم منزلنا ولا نعلم إلى متى هذا الحال".

تصميم وتطوير