غزة: الثمانينيّة أم عدنان.. واجهت الفيضان بقدمين عاريتين وعكاز

13.01.2015 02:48 PM

غزة–  وطن– عمر فروانة: "أنا لا أطلب أن يعينني أحد المسؤولين.. أريد فقط أن احتمي من البرد", قالت المواطنة أم عدنان الخمايسة (80 عامًا)، حيث جرفت سيول الأمطار بيتها المصنوع من ألواح الزينكو، على بعد أمتار قليلة من جسر وادي غزة الذي تجري فيه المياه, ولم يسلم أيضًا من قذائف الاحتلال خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
تعيش أم عدنان برفقة زوجها مصطفى الخمايسة (83 عامًا), في خيمة لجأت إليها, مع اثنين من أبنائها, وأحفادهما الصغار, في قرية المغراقة وسط القطاع, حيث يفترشون الرمل.
وتقول لـ وطن "أنا أعيش حياة بسيطة، ولا أريد إلا سلامتكم فقط" مشيرة إلى أنها تكتفي  بالحياة التي تعيشها، ولا تريد الانتقال من بيتها".
وتضيف أم عدنان والحسرة بين عينيها: ارتجفت من شدة البرودة, فلولا تدخل العناية الإلهية لغرقت, كما ساعدني بعض المواطنين, ونجونا من الغرق بأعجوبة.
وتعاني أم عدنان أعراض الهرم، وهي المرأة الثمانينية التي لا تستطيع السير من دون عكاز حتى أنها لا تتمكن من الاستناد إليه في كثير من الأحيان.
من جهته، قال زوجها مصطفى الخمايسة, الذي لم يسلم هو الآخر من حادثة الغرق: جرفتني مياه الأمطار, رغمًا عني.
وبنبرة حادة أضاف لــ وطن "أنا نفسي قوية وحكايتي صعبة, وأحتمل الجوع والعطش, وأريد النشامى فقط"، مشيرًا إلى أنه ينام عقب صلاة الفجر, ليطمئن قلبه ويرتاح, خوفًا على نفسه من أن يصاب بأذى.
كما التقينا بنجلهما، شعبان الخمايسة (42 عامًا)، الذي يقطن في خيمة مجاورة مع أولاده, وقال إن "الخطر يقع على سكان البوادي والمناطق الريفية, وهي أكثر المناطق تهميشًا, حيث لا توجد فيها مصارف للمياه, أو أي مقومات للحياة من كهرباء وغيرها من الخدمات الهامة".
وأشار إلى أن المساكن "غير مهيأة للعيش، لخطورة السيول التي تسير في الوادي, بعد أن تفتح سلطة الاحتلال السدود الشرقية لقرية المغراقة, وتغرق منازلهم البسيطة من شدة سرعة المياه".
وأوضح شعبان أن الخيمة أو المكان الذي لجؤوا إليه لحمايتهم من الغرق, ليس بأقل ضرر من المكان الذي عاشوا فيه.
لافتًا إلى أنهم "يطهون الطعام على الحطب" خشب الأشجار, فالغاز غير متوفر ولا يستطيعون توفيره بسبب أوضاعهم المعيشية الصعبة".
وقال شعبان لــ وطن: لدينا خيمة نعيش فيها ونحن عشرة أفراد, لكن هناك غيرنا لا يملك حتى الخمية، ولن تشعر بالمعاناة إلا إذا شاهدتها عيناك, فالواقع هو من يثبت معاناتنا.
بدوره، قال منسق فريق "أوراد" التطوعي هشام السطري، الذي كان يقدم بعض المساعدات لعائلة أم عدنان "رأينا صورة تلك السيدة وهي تواجه الفيضان بعكازها وقدميها العاريتين عبر مواقع التواصل الاجتماعي, ثم باشرنا العمل على جمع بعض التبرعات من أهل الخير لهذه العائلة".
وحذر من أن "المنطقة خطرة جدًا, وحياة أم عدنان صعبة, إذ تعيش على ضفة الوادي", مشيرًا إلى أنه تعرف على احتياجاتها بعد زيارته وقام بتوفير بعض منها".
وقال إن  حكاية أم عدنان تحولت إلى مبادرة بغرض مساعدة باقي أهالي المنطقة المنكوبة, مناشدًا المعنيين وأصحاب الخير بالنظر إلى حالتهم, وتقديم العون لهم.

تصميم وتطوير