الطفلة رزان.. ليست مجرد "شهيدة متأثرة بجراحها".. بل قتلتها المماطلة وإغلاق المعابر

23.12.2014 03:36 PM

غزة- وطن- عمر فروانة: "رزان كانت متفوقة وتطمح لأن تصبح طبيبة في المستقبل لتعالج أبناء شعبها.. لكنها استشهدت.."، يقول والد الطفلة رزان، محمد صلاح (41 عامًا).
ورزان (11 عامًا)، إحدى ضحايا الحصار وإغلاق المعابر، الذي كان أوله إغلاق معبر رفح من قبل السلطات المصرية, وإغلاق المعبر الحدودي الفاصل بين أراضي48 وقطاع غزة.
وقال إنها "كانت متفوقة وتطمح لأن تصبح طبيبة في المستقبل لتعالج أبناء شعبها..".
ورزان (11 عامًا)، إحدى ضحايا الحصار وإغلاق المعابر، الذي كان أوله إغلاق معبر رفح من قبل السلطات المصرية، وإغلاق المعبر الحدودي الفاصل بين أراضي48 وقطاع غزة.
وعن تفاصيل استشهاد رزان، يقول والدها صلاح، لــ وطن: في 4/11، بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، ظهرت علامات وبقع غريبة على ساق رزان اليمنى، ثم كبرت تحول لونها للأزرق، فذهبنا للمستشفى الأوروبي  للفحص، ليتبين أن عدد الصفائح الدموية البيضاء 14 ألفًا، في حين تكون عددها لدى الإنسان الطبيعي 20 ألفًا.
ويضيف صلاح: الطبيب المتابع لحالتها أشار لأهمية مكوثها في المستشفى بسبب خطورة وضعها الصحي، لكن رزان اقتنعت بصعوبة، إذ قالت إن عليها أن تؤدي امتحانًا في اليوم التالي..
وبقيت رزان لمدة ثلاثة أيام تاخذ العلاج، في حين كانت حالتها تزداد سوءًا، وفق والدها، الذي تابع القول "أُجري تحليل من النخاع، وأظهر معاناتها من نقص حاد في عناصر الدم، وحاجتها  لزراعة نخاع في المشافي الإسرائيلية".
لكن عائلة صلاح فوجئت برد لجنة العلاج، وفق صلاح، حيث قا إنه "الموافقة على الطلب سيأتي بعد يومين، لأن البوابة السوداء (معبر رفح) المغلقة تحتاج إجراءات عدة كي يتسنّى لنا إخراجها، هذا إن لم تفشل".
وبعد 48 ساعة من المد والجزر، استطاعت العائلة الحصول على موافقة للعلاج داخل أراضي48، إلا أنها صُدمت مجددًا لأن المستشفى هناك لا تستقبل الحالة إلا بوجود كتاب صريح من وزارة الصحة وبتغطية تكلفة العلاج التي تتجاوز 3 آلاف دولار.
وأوضح صلاح، أن "لجنة غزة ماطلت في إصدار قرار التحويل، وبعدها بثلاثة أيام  من اجتماعها، تم تحويلها الى الضفة، وزادت المدة، حيث تم تحويل التقرير بعد ستة أيام إلى مستشفى المطلع، لكن لم يُنفَذ التحويل".
وأكد أن توصيف الحالة "تغيّر من نخاع إلى فقر دم، ليتم رفض استقباله من المشافي الإسرائيلية"، موضحًا أن الأخيرة  طلبت التقرير الأولي الصادر عن المشفى الأوروبي، لكن اللجنة رفضت.
وأشار صلاح إلى "مناشدتهم جهات عدة عبر وسائل الإعلام، من أجل التدخل لعلاج طفلته، إلا أن أحدًا لم يستجب لندائها"، لافتًا إلى  أنه طلب في نهاية  المطاف أن يكون العلاج على نفقته الخاصة، بعد المعاناة، لكنها كانت محاولات "يائسة".
وبين أن أيًا من المستشفيات الفلسطينية، لا تعالج أي حالة زراعة نخاع، مشيرًا إلى أنه "بعد انقضاء 20 يومًا أصيبت رزان بنزيف دماغي، ومكثت خمسة أيام في العناية المكثفة، وفي ذاك الحين، وردنا أن سيتم نقل رزان عبر حاجز إيرز خلال نصف ساعة، لكنها فارقت الحياة".
من جانبها، قالت والدة رزان: كان أمل ابنتي أن يتم علاجها، وتعود لحياتها الطبيعية، ولمدرستها، وزميلاتها.
وقالت رزان أثناء انتظارها العلاج لوالدها "سأتواصل معكم من بلدتنا الأصلية الحليقات، إذا سافرت للأراضي المحتلة"، حسبما قالت والدتها.
وتابعت: قال الأطباء إن ما أصاب رزان كان بسبب استنشاقها بعض الغازات السامة، التي أطلقتها طائرات الاحتلال من صواريخ وقذائف في المناطق الحدودية من مدينة رفح والمحاذية لمنزل العائلة.
وتمنت والدتها أن تكون رزان آخر الضحايا جرّاء "الإهمال" .

تصميم وتطوير