تماني أبو مصطفى: لا أعرف ما تحمله لي الأيام وأحلامي تبخرت بعد تدمير بيتي

10.12.2014 03:22 PM

غزة- وطن- ساجي الشوا: تخرجُ من بوابة مركز الإيواء التابعة للأونروا على غير العادة وهي تتكئ على عكاز كونها من ذوي الإعاقة، تحمل بيدها اليمنى طفلها الصغير كريم (عامان ونصف)، لتزور بيتها المدمر غرب محافظة خان يونس للمرة الأولى بصحبة وطن، ولترى ما حّل في به، حيث كان والدها الشخص الوحيد من العائلة الذي شاهد الخراب الناتج عن العدوان الإسرائيلي على منطقتهم.
تسير تماني أبو مصطفى (45 عامًا) ببطء، في زقاق حارتها، لتصل باب بيتها وتدمع عيناها وتقول "ذكرياتي مؤلمة، فالحرب الأخيرة كانت أصعب حرب تمر علينا كفلسطينيين، إذ رأيت الموت أمام عيني أكثر من مرة وتنقلت بين مناطق الشجاعية في مدينة غزة وقرب مسجد القسام بمخيم النصيرات في المحافظة الوسطى، ثم استقر الحال بي بالعودة لبيتي في خان يونس الذي قصُف هو الآخر".
وقالت إن "الحرب الأخيرة أكثر تدميرًا بعد مجزرة صبرا وشاتيلا، فالخوف كان يزداد كلما اقتربت أصوات القذائف والصواريخ وخوفها المستمر على سلامة ابنها وسلامتها فالوضع الميداني الصعب جعلها تتنقل بسرعة دون إدراك من مكان لآخر".
وأضافت أبو مصطفى "أحتاج لوقت أطول من الآخرين للتنقل والتحرك، وللأسف فإن الوضع الاقتصادي مزرٍ بالنسبة لي بعد انفصال زوجي عني وهجره لي من دون إعطائي أية حقوق كفلها القانون لي ولطفلي".
وأشارت إلى أن العيش داخل مراكز الإيواء "يقلل من قيمتهم كبشر، فالمعونات شحيحة واضطرارهم لبيع المعلبات أحيانًا لشراء الاحتياجات الأخرى لأطفالهم كالحليب والبقوليات وتحملهم للأجواء الباردة مع بدء موسم فصل الشتاء بفلسطين".
وبينما هي واقفة بحيرةِ تنظر لأغراضها المدمرة، قالت لــ وطن: أخاف مجرد التفكير باللحظة التي ستخرجنا الأونروا من مراكز الإيواء، حيث  لا أعرف أين سأتوجه بطفلي، فهذا البيت دُمّر ولم نتلقّ أي وعودات بالتعويضات سواء المالية أو حتى بإعادة ترميم بيوتنا".
وأكدت أبو مصطفى، أنها لم تستطع التأقلم بالعيش داخل بيت والدها كونها تفقد أعصابها عندما تختلط بأطفال الآخرين وشعورها بالحرية والاستقرار، فقط عندما تسكن في بيتها باستقلالية وبعيدًا عن أعين الناس وانتقاداتهم التي لا ترحمها أحيانًا، وفق قولها.
وأوضحت أن بيتها قبيل تدميره خلال العدوان الأخير، احتضن 14 شخصًا ممن هربوا من بيوتهم في شرق محافظة خان يونس، وكانوا نجوا من الموت بأعجوبة بعد هروبهم من البيت قبل دقائق من قصفه وعودتهم جميعًا لمراكز الإيواء.
وتابعت أبو مصطفى: كل البيوت لم تكن آمنة من العدوان فلا تمييز بين مدني وغيره، وحاليًا أبحثُ عن وظيفة أستطيع من خلالها دفع التزاماتي المالية وتوفير قوت يومي ويوم طفلي، وللأسف كافة أوراقي الثبوتية ومستلزماتي التهمتها نيران القصف ولا أعرف ما ستحمله لي الأيام لاحقًا.
ودعَت "المسؤولين وأصحاب الضمائر الحية إلى مساعدتها ومساندة المنكوبين والنازحين من بيوتهم المدمرة في أسرع وقت ممكن حتى تعود البسمة لشفاههم وشفاه أطفالهم الذين باتوا يعيشون في أماكن لا تليق بهم كبشر".
وقالت أبو مصطفى: ، كان حلمي بناء مشروع لتربية عدد من الدواجن قبل العدوان، ولكن مع تدمير بيتي، تبخر الحلم، وباتت حياتي أصعب الآن وأتمنى أن يحمينا الله في ظل هذه الظروف المأساوية.

تصميم وتطوير