ريشة أطفال غزة ترسم إصرارهم للحياة رغم المآسي والتحديات

07.12.2014 02:35 PM

غزة-ساجي الشوا:
وسط الجو القارس وسقوط زخات من المطر تدخل قاعة المعرض لتجد عشرات من الأطفال يصطفون بجانب لوحاتهم الفنية مرحبين بالزوار ، يشدُ انتباهك رونق المكان كأنك تزور أحد معارض باريس، واكتظاظه بالأطفال الفلسطينيين بمدينة غزة المتلهفين لرؤيتك تشاهد لوحاتهم وألعابهم المعلقة على اللوحات فجميعهم جاؤوا لرسم هدف واحد في مخيلة الحضور بأن غزة تستحق الحياة رغم الركام والدمار،
تقف الطفلة شهد ريان 5 سنوات، في إحدى أركان معرض " أطفال غزة...نحيا من تحت الركام" بجانب لوحتها الفنية التي يبرز منها خوذة للصحفيين لحماية الرأس ، هي طفلة الصحفي رامي الريان الذي أردته صواريخ الاحتلال بالحرب الأخيرة شهيداً لتأتي طفلته اليوم وتفضح عهر  الاحتلال باحتفاظها بخوذة والدها كتذكار يبقى معها لباقي العمر.
تقول الطفلة شهد ل وطن " بابا اليوم صار بالجنة مع الطيور والفواكه وأنا مشتاقة كتير لحبيبي" حبيبها الذي  اعتادت الاستيقاظ على صوته قبل أن تذهب مع شقيقتها الصغرى ريماس للروضة.
في زاوية أخرى من المعرض، تشرح الطفلة ناريم الشرفا 5 سنوات، للزوار الصغار والكبار عن لوحتها التي تضم غيتار محطم لشقيقها بعد أن دُمرت شقتهم في برج الظافر 4 إبان العدوان وتقول "لقد رسمت الخيمة والحجار المدمرة ولحظة هروبنا من البيت دون أن نأخذ ألعابنا ودفاتر الروضة التي أحرقتها النيران" وتضيف ناريم بأن عائلتها شجعتها على أن ترسم الأشياء التي كانت تحب داخل بيتهم المدمر وإصرارها على العودة لبيتهم بدلاً من بقائهم للعيش في بيت شقيقة والدتها.
وصفت مديرة روضة ميرا النموذجية وجدان دياب بأن فكرة إقامة معرض " أطفال غزة...نحيا من تحت الركام " بالتجربة الفريدة والمؤثرة للأطفال كونها تبلورت بعد استشهاد وإصابة عشرات من أهالي الأطفال المنتسبي للروضة بالإضافة لتدمير بيوت عدد من أطفال روضتها مما شجعها لتبنى فكرة تنفيذ معرض يلخص تجربة الأطفال بالحرب، مضيفة " انتهزنا فرصة اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد الأطفال لتوجيه رسالة واضحة للعالم من رسومات وتعبيرات أطفال غزة بأننا نريد العيش بسلام ورغبة أطفال غزة بتحقيق جزء من أحلامهم المسلوبة والحياة الكريمة والآمنة".
وتابعت دياب حديثها بالقول " تواصلت إدارة الروضة مع برنامج غزة للصحة النفسية لتنفيذ هذا النشاط النفسي للأطفال وتم التوافق مع الأهالي لإحضار ألعاب من تحت ركام بيوتهم المدمرة وقمنا بالتنسيق مع عدد من الفنانين بمحافظة غزة ليساندوا الأطفال على إكسابهم بعض مهارات الرسم بطريقة تجذب رواد المعرض"، معتبرة حجم المشاركة الأهالي بأيام المعرض الثلاث بالرائعة مما يخفف عنهم الضغوط النفسية التي تعرضوا لها خلال العدوان الذي انتهك القوانين الدولية الداعية لحماية المدنيين والأطفال.
وحول انطباعات الأهالي، تحدث والد أحد الأطفال الدكتور إياد سالم ل وطن عن الفرصة الذهبية التي تمُثلها هذه الأنشطة والفعاليات في نقل الصورة الحقيقية لما حدث في قطاع غزة من العدوان الغاشم والمساعدة في محو أصوات الصواريخ والقذائف والهروب من داخل البيوت المهددة بالقصف من أذهان أطفالهم، قائلاً " شجعت طفلي على المشاركة بالمعرض لأنها تجربة هامة ليعبر عما في داخله وليشارك أقرانه بتجربتنا داخل المنزل أثناء الحرب وأتمنى نقل هذا المعرض لأكثر من مكان في العالم كالضفة الغربية وخارج فلسطين لنفضح الاحتلال وجرائمه ".

تصميم وتطوير