الشابة إسراء.. صحافية من قلب مذبحة الشجاعية إلى العالم أجمع تصوّر وتوثق العدوان

02.12.2014 11:05 AM

غزة – وطن – رزان السعافين:  كانت مجزرة الشجاعية مليئة بالقصص المؤلمة التي أرهقت نفوس سكانها من هول ما أصابهم، حيث لم تتمكن وسائل الإعلام في ليلة حدوثها من من الوصول لتغطية الأحداث، فبادرت إسراء لنقل أحداث العدوان عن طريق عدسة كاميرا هاتفها النقال والنشر بالكلمة والصورة في مواقع التواصل الاجتماعي، رغم انقطاع التيار الكهربائي وصعوبة الظروف.

تقول إسراء العرعير (22 عامًا) لـ وطن "في بداية الحرب قصف الطائرات أرضًا بجانب منزلنا الذي تضرر كثيرًا، فاضطررنا للانتقال إلى بيت جدي لأنه أكثر أمانًا، لكن توقعاتهم باتت عكس تيار التفكير ولا يوجد مكان آمن في المنطقة لأن القصف أتاهم من كل الاتجاهات".

وتضيف أنها كانت توثق الأخبار أولًا بأول أثناء وجودها في بيت جدها خاصة مشاهد رؤيتها للصواريخ وهي تنزل أمام عينها في منطقة تل المنطار، رغم صعوبة التقاط إشارة الإنترنت في أوضاع العدوان الصعبة.

ومن أصعب المواقف التي عاشتها إسراء وانقطعت بها للتواصل مع الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي في نقل الأخبار المباشرة، عندما حل الظلام، وحيث لم يقطع سواده سوى نيران الانفجارات حولهم، ومكث أكثر من 60 شخصًا ليلتهم في غرفة واحدة لاشتداد القصف، فلم يستطع أحد فعل شيء أو الاطمئنان على باقي الأقارب والجيران في الحي، وفقًا لقولها.

وقالت إن زوج عمتها أصيب في مكان آخر قريب ولم يستطع أحد الوصول إليه سواء منهم أو سيارة إسعاف لتنقذه.

وفي فجر اليوم التالي، هاجروا من منطقة الشجاعية تحت نيران القذائف كهجرة "أجدادنا عام 1948" وفق قولها، إذ انتقلت لمستشفى "الشفاء" الذي كان المكان "الأفضل لنقل الصور والأحداث التي عاشتها، ولم تتخيل في حياتها أنها ستوثق وتكتب قصصًا وأحداثًا تمس عائلتها في مشوارها الصحافي"، حسبما توضح إسرائ لــ وطن.

وظلت إسراء ومن تبقى من أقاربها على قيد الحياة ثمانية أيام خارج الحي إلى حين انتهاء المجزرة، وكان هناك خمسة أفراد مفقودين تم انتشالهم من تحت الأنقاض شهداء.

وإسراء لم تعمل منذ تخرجها من قسم الصحافة والإعلام في الجامعة الإسلامية،  ما دفعها لممارسة العمل الصحافي بشكل عفوي تلقائي أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة،  فتابعها مئات الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمصداقية التي تحلت بها من توثيق الجرائم وتفاصيل المجزرة في حي الشجاعية بشكل حي ومباشر.

ومن القصص الدامية التي وثقتها إسراء، مقتل ثلاثة أشخاص برصاص حي من القوات الخاصة في كراج أحد المنازل، وهم أبناء خالتها وعمتها.

وفي ذلك تقول "المشهد كان رهيبًا لأنه لم يتم انتشال جثثهم إلا وهي محللة من آثار الرصاص والنزيف الدموي".
وقصة أخرى لابنة عمتها منى التي فقدت والدها وإخوتها على بصيص أمل رؤيتهم بعد العدوان، لكن الخبر أتى صادمًا وصار الحزن رفيقًا لها بعد استشهادهم.

تصميم وتطوير