غزة: قوارب الهجرة.. مصير مجهول وعائلات بانتظار أي خبر عن أبنائها المفقودين

15.11.2014 12:02 PM

غزة – وطن – عمر فروانة: تعيش عائلة بكر التي تقطن في مخيم الشاطئ، غربي مدينة غزة، حالة من القلق والخوف على مصير 27 فرداً منها كانوا على متن سفينة للمهاجرين غير الشرعيين، غرقت قبالة السواحل الإيطالية- اليونانية قبل ما يقارب الشهرين.

فلم ينتهِ أهالي غزة من حصر شهداء العدوان وجرحاه، حتى حلت عليهم كارثة فقدان فلذة أكبادهم وأبنائهم الذين اختاروا الهرب من الواقع المؤلم في غزة عبر سفن الموت لا تأخذ المهاجرين إلى الجنة بل تقتل أحلامهم ومستقبلهم وحياتهم بأكملها.

يقول محمود بكر شقيق الفقيد خميس بكر (27 عامًا) لــ وطن أن عائلته فقدت 27 فردًا هربوا من ظروف القهر التي تعرضوا لها فترة العدوان بينهم أخيه وعمه وأبناء أعمامه، في محاولة منهم للبحث عن مصدر رزق يعيلون به أطفالهم وعائلاتهم.
خميس الذي تخرج قبل عامين من قسم الصحافة والإعلام بجامعة الأزهر، اختار بعد عدة محاولات باءت بالفشل لإيجاد فرصة عمل تؤمن له الحياة الكريمة كبقية الشباب، اختار طريق الموت أو الفقدان على أن يبقى في قطاع كل من فيه يعيش يعاني من الموت البطيء كما تحدث شقيقه محمود. 

حسني حبوش (28 عامًا) صديق خميس المقرب الذي لم يفارق عائلة بكر منذ الفاجعة التي حلت بها، أوضح أن المفقود حاول الاشتراك معه في مشروع صغير عبر فتح محل لصيانة أجهزة الحاسوب إلا أن "قلة المال حالت دون ذلك".

وللمفقود محمد بكر (32 عاماً) الذي اختار أن يرافق ابن عمه خميس في رحلة الموت لشواطىء اليونان بحثاً عن الفردوس المفقود،  حكاية أخرى من المعاناة لعائلته، حيث جعل سقف أحلام شقيقه الأصغر حسن (11 عامًا) استقلال قارب للبحث  في عرض البحر عمن كان في مقام والده.

120غزيًا خرجوا من معبر رفح، بينما خرج الباقون بطرق "غير شرعية" نتيجة العدوان الإسرائيلي الأخير الذي أدى لتدمير البنية التحتية في القطاع وتردّي الأوضاع الاقتصادية وفقا للمتحدثة باسم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان مها الحسيني.

السفينة التي حملت خميس وأكثر من 400 مهاجر من جنسيات مختلفة، ونجا منهم 8 مواطنين من بين 11 شخصا نجا من الغرق، تعرضت للإغراق بشكل متعمد من قبل عصابات التهريب.

عائلة بكر أوضحت أن بعض الجهات والأفراد تقوم بالترتيب مع الشباب والاتفاق مقابل مبالغ معينة تتراوح بين (1500 – 3000) دولار على الفرد الواحد، وتبدأ عملية الهجرة بعد دفع المبلغ المطلوب بتهريب الراغبين بالهجرة عبر بعض الأنفاق غير المكتَشفة أو بأي وسيلة أخرى تخرجهم من قطاع غزة حتى أن يتم نقلهم إلى شاطئ الإسكندرية دون علم السلطات، وبعدها يستقلون مراكب غير صالحة للاستخدام وغير مرخصة تقوم بنقل المهاجرين الذين يزيد عددهم عن حمولة السفينة بأضعاف الوزن المطلوب، ما يعرض المركب للغرق إلى أقرب ميناء إيطالي.

وتضيف "قبل الوصول إلى الميناء الإيطالي بنحو15 ميلًا، يقوم ربان المركب برمي المهاجرين الذين على متن المركب وسط البحر ويرفق مع كل مهاجر عجل إنقاذ لينقذه من الغرق ولتقذفه الأمواج إلى شاطئ البحر".

تصميم وتطوير