غزة: الرضيعة نداء تستقبل الشتاء مريضة بسوء التغذية تحت خيمة في العراء

11.11.2014 11:23 AM

غزة – وطن - محمد عثمان: تعاني الرضيعة نداء غبن، من منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، من مرض سوء التغذية بدرجته الشديدة، إذ بدأ الضعف العام يظهر على جسدها خلال الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، الذي استمر 51 يومًا، بينما لم يتجاوز عمرها في حينه الثلاثة شهور.

تتردد جدة نداء والمسؤولة عن تربيتها بعد طلاق والديها، على جمعية "أرض الإنسان" التي ترعاها كغيرها من الأطفال المصابين بالمرض، فيما كانت الحالة الاقتصادية الصعبة والعدوان الإسرائيلي سببًا في إصابتها بالمرض.
وتقول الجدة أميرة غبن لــ وطن، إن حالة حفيدتها قبل أن تتوجه بها للجمعية كانت في "غاية السوء"، فيما الآن بدأت تتعافى قليلًا من المرض، مردفةً "رغم أن نداء تعافت قليلا من المرض، إلا أنها لا تزال تعاني من ارتخاء أعصاب جعلها تتأخر عمّن هم في سنها، إذ بلغت الآن شهرها السادس، لكنها لا تستطيع ممارسة بعض الحركات التي يمارسها جيلها.
ويعكس البيت الذي تعيش نداء وعائلة والدها فيه، الواقع الاقتصادي والمعيشي للأسرة كاملة، حيث تعرّض البيت إلى قصف شديد من الدبابات دمّر أجزاء كبيرة منه، ما حدا بهم للجوء إلى إحدى المدارس القريبة منهم.
وتوضح الجدة: عدنا إلى بيتنا من مدرسة النزوح، لكن الحياة فيه صعبة، فنحن نعيش في خيمة أقمناها أمام البيت، وهذا يؤثر على صحة نداء، ومع قدوم الشتاء صرنا نخاف أكثر عليها.
وتعتمد نداء في وجباتها الغذائية المكونة من بعض الحليب والبسكويت على مساعدات جمعية "أرض الإنسان" ومساعدة بعض "أهل الخير"، غير أن تلك الوجبات لا تشكّل سوى الحد الأدنى المقرر لها.
وظهر مؤخرًا، تحديدًا بعد العدوان، عشرات حالات الأطفال أقل من عمر خمسة أعوام، الذين يعانون من مرض سوء التغذية.
وفي ذلك، يقول مدير الجمعية عدنان الوحيدي، إن زيادة أعداد الأطفال المصابين بمرض سوء التغذية بنوعيه الشديد والمتوسط "ملفتة بشكل غير مسبوق".
ويتابع لــ وطن: إذا ما قورنت الزيادات بالنسب التي سبقت الحرب، فإنها تعكس زيادة شديدة مرجعها الأساس كان نقص الغذاء بشكل مباشر بسبب الحرب والحصار واستفحال الأمراض المعدية بين الأطفال، خاصة الذين هُجّروا من منازلهم وتم إيواؤهم في المدارس والحدائق العامة.
وخلال عام كامل قبل العدوان الأخير (تموز/يوليو الماضي) تم تسجيل 32 حالة سوء تغذية شديدة في مجمل أنحاء قطاع غزة، بينما تم تسجيل أكثر من 88 حالة خلال أول ثلاثة أسابيع فقط من العدوان في مركز غزة وحده، وفق الوحيدي.

تصميم وتطوير