غزة: مستشفى "الأمل".. كل سرير قصة وصفحة من ذاكرة الحرب

04.11.2014 02:12 PM

غزة – وطن - ساجي الشوا: "قتلوا ابنتي وزوجها ونجوت بأعجوبة أنا وابنتي الأخرى وحفيدتي منة الله"، هكذا وصفت الحاجة أم محمد أبو ريدة من سكان محافظة خان يونس، ما حصل لها خلال العدوان الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي في بداية تموز/ يوليو المنصرم.
وتروي أبو ريدة، لـــ وطن قصتها من داخل قسم التأهيل الطبي في مستشفى "الأمل" التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني جنوب قطاع غزة، مستذكرة تفاصيل استشهاد ابنتها وزوجها بدموع تكابر على الجرح، حيث لم يبق من أثرهم سوى ابنتهم الوحيدة منة الله، التي ما زالت تعالج من جراح الحرب.
تتأمل الجدّة حركات منة الله، التي لم تكمل عامها الثاني بعد، تصارع الإعاقة لتواجه حياة من دون أب وأم، تتلقى العلاج على سرير مستشفى "الأمل"، بعد خروج دماغها جراء تعرضها للقصف و إجراء عملية لها في الرأس.
وتقول أبو ريدة "حفيدتي أصيبت بنزيف حاد للدماغ واضطررنا لنقلها لتعالج في مستشفى المقاصد بالقدس والحمدلله تحسنت حالتها بشكل كبير، لكنها هنا اليوم، بناء على طلب الأطباء لإتمام علاجها، وأنا أنتظر لحظة تعافيها بالكامل".
وفي ذات المستشفى، التقت وطن بالشاب طه الرقب، الذي أصيب بجراح خلال العدوان الإسرائيلي الذي استمر 51 يومًا على قطاع غزة.
يقول الرقب إنه "نجا من الموت بأعجوبة"، مضيفًا: كنت قريبًا من المسجد القريب على مكان سكني في محافظة غزة الوسطى، فقصفت طائرة استطلاعة إسرائيلية المسجد بالصواريخ، واستشهد العشرات من أصدقائي الذين كانوا يؤدون صلاتهم حينها.
ويأمل أن يُشفى قريبًا من جراحه للعودة إلى "مزاولة نشاطاته اليومية". ويتابع الحديث "جراحي كانت بالغة، حيث أصابت شظية صاروخ ظهري، ما أدى لتمزق في النخاع الشوكي ثم استقرت الشظية في الكبد حتى الآن".
ويقول الرقب إنه "يشعر بألم كبير في الأعصاب وعدم القدرة على التحكم بأطرافه بشكل كبير كما في السابق. واستطاع العودة للبيت قبل ستة أسابيع، لكنه يأتي للمستشفى من أجل استكمال جلسات العلاج".
ويقول الرقب إن إصابته دفعته للاعتماد على نفسه أكثر من السابق، رغم صعوبة الحركة، مشيدًا بجهود الطاقم الطبي في مستشفى "الأمل".
وعن أعداد الجرحى والإعاقات التي استقبلتها المستشفى،  قال مسؤول قسم العلاج الوظيفي والطبيعي فؤاد لظن لـ وطن، إن "الأمل" استقبلت (50- 60) إصابة حرب، واستطاع طاقم قسم التأهيل الطبي المكون من أخصائيين في العلاج الوظيفي والطبيعي والأطباء والممرضين تقديم خدمات صحية عاجلة لضمان تحسن صحة الجرحى.
ويضيف لظن: مهمتنا الأساسية تكمن في رفع الأداء الوظيفي والتأهيلي للجرحى ليعودوا ويزاولوا حياتهم بشكل طبيعي ونتعامل بالقسم مع إعاقات حركية ناتجة عن إصابات في الرأس أو العمود الفقري والحبل الشوكي أو الجلطات الدماغية والأمراض العصبية.
بدوره، قال مدير المستشفى وائل مكي: بعد انتهاء الحرب بات قسم التأهيل الطبي لدينا هو الوحيد الذي يقدم هذا النوع من الخدمات للجرحى والمصابين مع ازدياد أعداد الحالات وقلة الأسرّة والحاجة ملحّة لرفع الطاقة الاستيعابية لتصل أكثر من 20 سريرًا في المستقبل.
لافتاً إلى أن جمعية الهلال الأحمر ومن خلال قسم التأهيل الطبي، تحاول "التخفيف من معاناة الجرحى وذوي الإعاقة وضمان إعادتهم لممارسة حياتهم من خلال تقديم خدمات صحية نوعية لهم داخل المستشفى".
أكثر من 11 ألف جريح خلال العدوان الأخير، ثلثهم بحاجة إلى تلقي علاج طبيعي وإعادة تأهيل، ما يجعل الحياة في غزة أقسى بعد الحرب منها أثناء الحرب.

تصميم وتطوير