أفنان النخالة... 3 ساعات بين الحياة والموت تحت الركام

23.10.2014 11:51 AM

غزة - وطن – رزان سعافين :  أفنان النخالة (21 عامًا)، تزوجت قبل خمسة أعوام من ابن عمها، الذي تسكن معه في شقة سكنية داخل مبنى لوالده، بناها قبل عقود، لتدمرها آلة الحرب الإسرائيلية في غمضة عين، وتزهق روح الذاكرة فيها.
وإثر المجزرة، استشهد كل من في المنزل ونجت أفنان بعد انتشالها من تحت الركام بعد ثلاث ساعات متواصلة، وصفتها أفنان بــ"أشد لحظات حياتها التي تحتل الآن الجزء الأكبر من مساحة تفكيرها وذاكرتها".

تقول أفنان لــ وطن: دمر الاحتلال المنزل بصاروخين طراز (اف 16) ولم يسبقهما أي تحذير للأهل بالإخلاء. وتزامن تدميره في الوقت الذي خرج زوجي وإخوته وأبوه لتقديم العزاء لصديقهم الذي استشهد أثناء العدوان.


ووتواصل: وصل لمن هم خارج بيتنا نبأ استشهاد الباقين فيه، وهم: والدة زوجي، وأخو زوجي الأصغر (18 عاما)، أما أنا فانتشلوني من تحت الأنقاض حية أرزق، لكن أصابني عمى واضح في البصر وجرح في الذقن وحروق وكسور وشظايا مختلفة في الجسم.

وعن تلك الثلاث ساعات تحت الركام، تقول أفنان "أمرّ الساعات في حياتها؛ حيث حاولت مقاومة ما حولها للخروج فإذ بها عجزت بسبب ثقل ركام المنزل المهدوم فوقها وحولها، فضلا عن صعوبة التنفس وحرارة الجو المحيط بفعل انفجار الصواريخ وتراكم الغبار والأتربة الناجمة عنها وإحاطتها بها".

وقضت أفنان عشرة أيام في المستشفى، ثلاثة منها في"الشفاء" وأسبوع في "المعمداني"، وإلى هذه اللحظة تراجع عند الطبيب تحت العناية الصحية، ولا تستطيع تحريك كل مفاصل جسمها خاصة يدها اليمنى حيث الكسور الداخلية للأوتار والأعصاب، وفق ما توضح لــ وطن.

وتقول أفنان، التي تقطن وزوجها حاليًا منزلًا بالأجرة، والحزن باد على ملامحها، مشيرة بإصبعها نحو الركام المجاور:  هذا البيت عمره أكثر من أربعين عامًا، وفي غمضة عين أصبح كومة من الحجارة والرماد..


وبعد ما جرى مع أفنان، تقرر توثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي ونشرها للعالم، عدا عن ترجمتها  للغة العبرية، موضحةً: أدرس في الجامعة الإسلامية آداب اللغة العربية إلى جانب مساقات باللغة العبرية، الشيء الذي مكننّي  من الاطلاع على لغتهم لاستخدامها ضدهم.

تصميم وتطوير