والدة أسيرة يغلبها البكاء ورضيعة أسيرة تتشبث بالحياة من خلال المُغذيات الوريدية

"وطن وحرية" يسلط الضوء على معاناة الأسيرات الأمهات في سجون الاحتلال بعد السابع من أكتوبر

28.03.2024 11:44 PM

وطن: أفادت مؤسسات الأسرى الفلسطينية أن (28) أسيرة من الأمهات وهنّ من بين (67) أسيرة يقبعنّ في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، ويحرمهنّ الاحتلال من عائلاتهنّ وأبنائهنّ، من بينهنّ أمهات أسرى، وزوجات أسرى، وشقيقات أسرى، وشقيقات شهداء، وأسيرات سابقات أمضوا سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، إضافة إلى أم لشهيد وهي الأسيرة الأم فاطمة الشمالي، وجريحة وهي الأسيرة الأم رنا عيد، وجاء ذلك في تقرير مفصل نُشر يوم الخميس الماضي لمناسبة "يوم الأم"، ويوافق الحادي والعشرين من شهر آذار من كل عام.

وفي حلقته اليوم سلط برنامج "وطن وحرية"، ويقدمه الزميل عبد الفتاح دولة، ويبث عبر شبكة وطن الإعلامية، سلط الضوء على معاناة الأسيرات الأمهات من خلال التواصل مع عائلاتهن، ولم يكن مفاجئاً أن لا تستطيع والدة الأسيرة براءة عوض من مدينة بيت جالا في بيت لحم التحدث للبرنامج، حيث إن عائلة الأسيرة براءة لا تزال تعيش حالة إنكار اعتقال ابنتها والتنكيل بها عند اعتقالها.

الأسيرة براءة تعرضت للضرب والتنكيل أثناء عودتها من السفر 
وقبل عدة أيام كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن الأسيرة براءة تعرضت لمعاملة لا انسانية، وتعرضت للضرب والتنكيل اثناء عودتها من السفر الى أرض الوطن، قبل أن يتم اعتقالها ونقلها الى معسكر لجيش الاحتلال.

شقيقتها شروق تقول إن مشاعر الخوف والعجز تسيطر على العائلة بشكل كامل، لا سيّما بعد ما رشح من أنباء لاحقاً للقاء محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين بالأسيرة براءة في سجن الدامون، عن تعرضها للتنكيل والتعذيب الجسدي واللفظي والنفسي أثناء توقيفها في معتقل الشارون، إضافة إلى الشهادات الصادمة للأسرى المُفرج عنهم من سجون الاحتلال مؤخراً.

وتضيف: شقيقتي براءة تعمل مديرة للبرامج والمشاريع في مؤسسة دولية، وسافرت 4 مرات منذ السابع من أكتوبر الماضي، وتم اعتقالها أثناء عودتها من ألمانيا في الخامس من آذار الجاري، والتنكيل بها.

عائلة الأسيرة براءة تناشد المؤسسات الحقوقية والنسوية للتدخل والكشف عن مصير الأسيرات المجهول
وتناشد عبر وطن المؤسسات الحقوقية والنسوية بالتدخل وبذل جهود حقيقية، للكشف عن مصير الأسيرات، اللواتي يتم اعتقالهن في ظروف مجهولة وقاسية، مشيرة إلى أن العائلات تعيش أياماً وليالي صعبة، في مواجهة مصير الأسيرات المجهول.

ويُشار إلى أن الأسيرة براءة التي اضطرت لتأجيل حفل زفافها بسبب العدوان الإسرائيلي المُستمر على قطاع غزة والضفة المُحتلة، وكان مقرراً في الثامن من أكتوبر الماضي، تواجه مصيراً مجهولاً في زنازين سجن الدامون، بينما تُعلق عائلتها آمالاً بالإفراج عنها لاستكمال الفرحة فرحتين، فرحة الحرية وفرحة الزفاف.

اعتقال رولا حسنين جريمة بحق الانسانية وبحق الطفولة وبحق الصحافة
ومن قصص الأسيرات الأمهات المؤلمة ما جرى ويجري مع الرضيعة "إيلياء" التي حرمها الاحتلال من والدتها، عند اعتقالها في التاسع عشر من آذار الجاري.

بعد اعتقال والدتها.. الرضيعة "إيلياء" ترفض قبول الحليب الصناعي والطعام المهروس
"جريمة بحق الانسانية وبحق الطفولة وبحق الصحافة"، بهذه الكلمات يصف الدكتور شادي بريجية اعتقال الاحتلال زوجته الصحفية رولا حسنين، والدة الرضيعة "إيلياء"، التي ترفض قبول الحليب الصناعي والطعام المهروس منذ اعتقال والدتها قبل 10 أيام تقريباً، وتتشبث بالحياة من خلال المغذيات الوريدية وتعني وضعاً صحياً صعباً.

ويقول: "ايلياء معرضة للمرض، أكثر من غيرها من الأطفال الرُضع بسبب ولادتها المبكرة، هي طفلة خداج، ولدت في الشهر السابع للحمل، وبقيت قرابة 40 يوماً في الحضانة".

لا يمكن تَخَيُلُ أو وصف ما حدث مع رولا وما حدث ويحدث مع رضيعتها "إيلياء"
ويشير إلى أن والدتها الأسيرة رولا أصرت على اصطحاب "إيلياء" عند الاعتقال، وقالت لجنود جيش الاحتلال "طفلتي رضيعة، ولا تتقبل أي حليب صناعي"، إلا أن جنود الاحتلال رفضوا ذلك، ويقول الأب بصوت تمؤه مشاعر الخوف على مصير زوجته الأسيرة وطفتله الرضيعة : "لا يمكن تَخَيُلُ أو وصف ما حدث مع رولا وما حدث ويحدث مع إيلياء". 

وتخشى عائلة الأسيرة الصحفية رولا حسنين على صحتها وتم تشخيصها بمرض الكلى المزمن في العام 2017، وتناشد عبر وطن مؤسسات حقوق الانسان للتدخل من أجل الإفراج عن رولا بشكل فوري، حيث إن استمرار اعتقالها يشكل خطراً حقيقياً على حياتها وحياة طفلتها الرضيعة "إيلياء".

تصميم وتطوير