"كفى للانقسام وقضية الانتخابات بالنسبة للاسرى هي قضية مفتاحية لإعادة اللحمة لابناء شعبنا"

المحرر المقدسي مجد بربر يسرد رحلة 20 عاما في الأسر

15.04.2021 05:20 PM

رام الله- وطن: الأسير المقدسي مجد بربر يروي قصة الحرية عبر برنامج "وطن وحرية" الذي يقدمه عبد الفتاح دولة ويبث عبر شبكة وطن الاعلامية، وذلك بعد اعتقال دام 20 عاماً في سجون الاحتلال.

حيث حاول الاحتلال التنغيص عليه عندما اعتقله على بوابة السجن لحظة الافراج عنه واقتياده الى سجن المسكوبية في محاولة لفرض الحبس المنزلي عليه لخمسة ايام، ومنعه من دخول الضفة لعشرة ايام،  وبعد فشلهم بتثبيت هذه الشروط تراجعوا عنها وافرجوا عنه، لكن في اليوم التالي حاولوا تشويش برنامج الاحتفال الذي كان مقررا ان يتم في العيزرية.

وفي اليوم التالي حضرت قوة احتلالية لمنزله في الساعة العاشرة صباحا وطلبت منه الذهاب لمقابلة في المسكوبية، الامر الذي رفضه، ليذهبوا بعد ذلك الى القاعة وتهديد صاحبها بالاغلاق في حال سماح له بإقامة الحفل، ورغم ذلك عاد الى منزله واقام الاحتفال فحضر الاحتلال بقوات كبيرة وقاموا باعتقاله لـ24 ساعة، وايضا حاولوا اجباره على شرط الحبس المنزلي ومنع دخول الضفة الغربية ولكنه رفض الشروط، لكن الاحتلال ثبت الشروط العامة المتعلقة بكورونا ورايات الفصائل.

وقال المحرر بربر: وصولي الى منزلي وعناقي لزوجتي الحبيبة فاطمة وابنتي زينة وابني منتصر كان بمثابة اعلان كسر قيد، فالعناق واللمس ممنوع في السجن، ولكن لحظة تحرري كانت كسراً لكل الانظمة لحظة واحدة.

وفي رده على سؤال، ماذا يعني يوم الاسير للحركة الاسيرة والاسرى في السجون؟ أجاب: يفترض ان يكون يوم الاسير يوما للتأكيد على دعم وصمود هؤلاء الاسرى الذين شكلو الحركة الوطنية الاسيرة منذ عام 1967 باعتبارهم مناضلين سياسيين ضحوا بأعمارهم فداءً للشعب وقضيته ورفضاً لبقائه تحت الاحتلال وسطوته، لذا يفترض ان نصرخ دائما ان قضية الاسرى قضية سياسية وهذا اليوم يفترض ان يكون يوم الصرخة الكبرى.

وعن نضالات الحركة الاسيرة داخل السجون، يتحدث بربر عن الاضراب المفتوح عن الطعام قائلا :هذه محطة فريدة تؤكد ان هؤلاء الناس هم مناضلون واصحاب كرامة ويرفضون الذل والمهانة والانتقاص من انسانيتهم، اضراب عام 2004 الذي خاضته الحركة الاسرة جلها استطاع ان يكون صوتا عاليا للاسرى، والاضراب في عام 2011 اضراب اسرى الجبهة الشعبية عندما حاولوا ان يخرجوا المعزولين ولاحقا واضراب الكرامة الاول في عام 2012 الذي استطاع ان يخرج المعزولين ويستطيع اعادة زيارات أهلنا في قطاع غزة، واخيرا اضراب "الكرامة 2" في عام 2017 الذي قاده الاسير مروان البرغوثي، والذي استطاع ان يتعدى كل التوقعات على صعيد صمود اكثر من 1200 اسير خاضوا الاضراب للنهاية لمدة 42 يوما.

وأردف، الحركة الاسيرة تدرك تماما اهمية الدور الذي تلعبه، لذا تستطيع ان تتجاوب مع نبض الحدث الذي ينعكس في الشارع الفشلطيني وتتفاعل معه، الحركة الوطنية الأسيرة هي امتداد طبيعي لمجتمعنا العربي الفسلطيني في الخارج لذا كل ما يمكن ان ينعكس من تراجع في المجتمع ينعكس على الحركة الوطينة الأٍيرة، مثلا قضية الانقسام التي نعاني منها منذ عام 2007 تنعكس تماما على الحركة الاسيرة حتى اليوم.

وأردف "قضية الانتخابات بالنسبة للاسرى هي قضية مفتاحية من ناحية اعادة اللحمة لابناء شعبنا، وتركتهم من خلفي مشغولين بها".

وأشار الى أن الاسرى لم يكونوا داخل السجون كمّاً مهملاً، بل حاولوا ان يتفاعلوا مع قضايا شعبهم وهمومه، فالسجن لم ينهيهم، فكثير من الاسرى كتبوا بشكل ابداعي جدا، وأبدعوا  على مستوى الرواية والقصة القصيرة ، وكثير منهم كتبوا المقالة السياسية وانا منهم.

ويقول بربر: حاولت ان اعيش في السجن ولا يعيش هو بداخلي على الصعيد الاجتماعي وعلى صعيد علاقتي بزوجتي وابنائي.

وعن زوجته يتحدث، "فاطمة هي وطن وستبقى وطن لانها استطاعت ان تربي ابناءها على الانتماء وحبهم لبلدهم وشعبهم والتعلق بوالدهم، كانت معي داعمي الاول دائما وانسانة تعمل لتساهم مع مجتمعها ببنائه، فاطمة دائما هي وطني الثاني بعد فلسطين.

وشدد على وجوب تسليط الضوء على على اسرانا واسيراتنا ، موجهاً التحية لكل اهالي الاسرى، مؤكدا أن الفجر قادم وأبواب السجن لايمكن ان تغلق على ابنائهم، وسيتحرر اسرانا مرفوعي الرؤوس والهامات تعانق عنان السماء.

وعن رسالة الاسرى في يوم الاسير، أكد أنها تقول "كفى للانقسام وعودوا الى اللحمة ولكل فصائلنا الوطنية والاسلامية عليكم ان تتحملوا مسؤولياتكم وتقفوا عند قضية الاسرى، لايجب ان يبقوا في السجون الى ما لانهاية، الاسرى لا يريدون ان يكونوا عمداء وعقداء، بل يريدون ان يعيشوا بين ذويهم واهلهم فقط، واسرى صفقة "وفاء الاحرار" يقولون كفى لسبع سنوات من دون وضوح رؤية، هم يسألون الى متى سنبقى رهائن؟.

 

 

تصميم وتطوير