"المسار بمثابة محاكمة شعبية على الملأ"

مسار العودة إلى "الطنطورة".. العيش في تفاصيل النكبة

12.05.2019 07:04 PM

 

وطن: أوضحت مديرة مؤسسة دار طباق للنشر والتوزيع ربى مسروجي، خلال حديثها في برنامج بنكمل وطن الذي يقدمه الإعلامي عصمت منصور، أن ملتقى طباق هو جزء من دار طباق للنشر والتوزيع، الذي يهدف إلى تشجيع القراءة، وتشجيع الأنشطة المرتبطة بها، للمحافظة على الثقافة والموروث الثقافي الوطني.

وأضافت حول نشاطات الملتقى: "نقرأ كتاباً واحداً كل شهر ونذهب في مسار أو مسير واحد كل شهر نستوحيه مما قرأنا"، وقالت: "البعض يعتقد بأننا نحيي ذكرى نكبة حصلت في الماضي، ولكن نحن نعيش تفاصيل القصة، وبهذا نستطيع أن نضع أنفسنا مكان المهجرين قسراً".

من جهتها أكدت هازار حجازي المؤسسة الشريكة في حركة فلسطينيات، أن المسار المقرر إلى قرية الطنطورة يوم الجمعة المقبل 17 أيار سينطلق للمرة الخامسة على التوالي، وأشارت إلى إنطلاق المسيرات إلى الطنطورة منذ 5 سنوات على التوالي، وخلال السنوات الخمس ساهمت حركة فلسطينيات بتوثيق أسماء الشهداء، في عملية مضادة لرغبات الاحتلال.

وبالتزامن مع الذكرى الحادية والسبعين لمجزرة الطنطورة رغبت حجازي بالتذكير بأهمية وضرورة محاسبة مرتكبي مجازر التطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني، واعتبرت المسيرات إلى الطنطورة بمثابة إصبع اتهام واضح لمرتكبي الجريمة، على الصعيدين الوطني والانساني.

وروت حجازي بعض التفاصيل عن المجرزة التي وقعت ليلتي 22 و 23 أيار من العام 1948 ، وراح ضحيتها أكثر من 230 شخص، راحوا ضحية للإرهاب الصهيوني في ذلك الوقت.

وأضافت: "المسيرة أصبحت بمثابة محاكمة شعبية على الملأ، حيث ندخل إلى  المستعمرة بهذا الحشد الكبير من المشاركين، لنشير إلى المجرم بالبنان".

وأردفت: "نحن أوفياء لشهداء كل المجازر، التي ارتكبت بحقنا منذ العام 1948 ولا زالت ترتكب ضدنا على مدار أكثر من 71 عام، ولذلك نعود كل عام إلى الطنطورة وإلى الشاطئ الفلسطيني".

وفيما يتعلق بالأعداد المشارِكة في المسيرة لهذا العام أوضحت حجازي، أنها قد تتجاوز الـ 1500، بالإضافة إلى مشاركات من كندا وأستراليا وبلغاريا، حيث أصبحت الطنطورة مساحة للفعل المضاد للفعل الاستعماري الصهيوني.

أما بخصوص حركة "فلسطينيات"، قالت حجازي إن الحركة تعمل منذ 6 سنوات دون كلل أو ملل من أجل حراك وطني ومدني، وأضافت: "فكرة التحرك الإنساني هي فكرة التحرك باتجاه المكان باتجاه الناس وباتجاه الشعب، وعملنا فيه نظرة إنسانية وتوثيق لصيرورة الحياة الفلسطينية داخل جدار البيت الفلسطينني".

من جانبها رحبت مسروجي باللقاء الذي جمعها مع حركة فلسطينيات منذ أعوام بقولها: "إلتقينا بحركة فلسطينيات، وذهبنا إلى حيفا ويافا وإلى بلدات ومناطق مختلفة في الداخل المحتل"، وأشادت بالجهد الذي تبذله حركة فلسطينيات في مجال التوثيق للنكبة واللجوء.

كما أكدت حجازي ترابط حركة فلسطينيات وملتقى طباق، ووجهت تحية لعائلة طباق، وأوضحت أن هدفهم بشكل أساسي كان تحريك الشعب الفلسطيني، ولأجل ذلك بدأنا العمل منذ البداية على تفتيت الآثار النفسية للنكبة، واستعرضت الآثار المتعلقة بكيف واجهنا النكبة بصمت وضعف أجدادنا؟ وكيف كانوا يروون لنا تفاصيل اللجوء والشتات بصمت وضعف؟ وروت حكاية عائلتها التي تم تهجيرها من مدينة حيفا.

وأوضحت حجازي أن تجاوز الآثار النفسية للنكبة متاح من خلال تقوية أنفسنا ومعرفة بلادنا، واهتمامنا بالمعرفة والتعرف، نهتم بمعرفة النكبة واللجوء وتفاصيلهما والوجع المرافق للنكبة من جهة، ونهتم بالتعرف على فلسطين ما قبل النكبة.

وفيما يتعلق بالمشاركة بمسيرات الطنطورة للعام الحالي 2019، قالت حجازي إن باب المشاركة مفتوح عن طريق صفحة حركة "فلسطينيات" أو صفحة الشريك المؤسس جهاد أو ريّا أو هازار حجازي، على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتم تخيص منشورات عبر هذه الصفحات للمشاركة بالمسارات وغالبا ما يلاقي المسار انتشارا واسعاً.

واستعرضت مع السيدة مسروجي جانباً من نشاطهم في صفد، بقولها: "ذهبنا إلى صفد من خلال الزميلة رنا خليفة، التي عملت على جمع معلومات من عائلتها وعن عائلات صفد، واستخدمت بعض الأدوات في الانترنت وال google maps وبدأت بتحديد وترسيم حارات وبيوت صفد حسب رواية الأهالي في صفد".

بدورها أشارت مسروجي إلى صعوبة التواصل مع الأهالي في الداخل المحتل قبل حوالي 7 أو 8 سنوات، ولكن خلال السنوات الثلاثة الأخيرة أصبح التواصل سهلاً بحكم التطور الحاصل على العلاقات بيننا في الضفة الغربية وبين الاهل والأصدقاء في الداخل المحتل، وأضافت: "نحن ننفذ مبادرات مشتركة".

وأكدت مسروجي الأثر الإيجابي للمسارات إلى الداخل المحتل، بقولها: "الزيارات والذهاب في المسارات يؤكد لك أن الاحتلال إلى زوال، وأننا شعب حي وباقٍ وقدمنا تضحيات كبيرة جدا، لا يمكن التنازل عنها بسهولة أو التفريط بها".

وروت مسروجي موقفاً اعتبرته مؤثراً وعميقاً شهدته في قرية "عين حوض" والتي أصبحت اليوم تسمى بقرية الرسامين، وقالت: "ذهبنا هناك ووجدنا سيدة فلسطينية كانت تقطف الخبيزة بصحبة زوجه وابنتها بجانب أحد البيوت الصغيرة فيما بات بعرف بقرية الرسامين، اقتربنا منها وسألناها، وأجابت: أنا فلسطينية ولدت في هذا البيت وتم تهجيري وعائلتي من هذا البيت، بينما حافظت على زيارة البيت ورعاية محيطه بالرغم من وجود سكان آخرين في البيت، وعلى مدار 70 عاماً أنا أزور قريتي وبيتي وأعتني بمحيط بيتي".

وأضافت مسروجي موقفاً آخر حدث في حيفا، حبث توقفت المجموعة قرب الميناء وبدأت بالتخيل كيف كان الوضع قبل النكبة بيوم واحد فقط؟ كيف كان الناس؟ أين ذهبوا؟ وأين مشوا؟ وهكذا.

وفي نهاية الحديث اختتمت حجازي بالحديث حول الجولات والمسارات المنظمة إلى الداخل المحتل ووصفتها بالتفاعلية، وقالت: "نطمح بنقل تجربتنا وتعميمها، ونسعى للنجاح في المستقبل ونتطلع إلى إنجاز مشروع يقدم الخيارات والحلول فيما يخص التجوال، من أجل خلق حراك وطني ومدني، ولنقل الفكرة لكل شخص.

وأخيراً، أشارت إلى أن التحضيرات العملية لمسيرة العودة إلى الطنطورة في السابع عشر من الشهر الجاري متواصلة، وأكدت جهوزيتهم لاستقبال المشاركين، معربة عن رغبتها بمشاركة واسعة، مذكرة بالأعداد المشاركة في السنة الماضية والتي تجاوزت 1500 مشترك.

وأضافت مسروجي في نهاية حديثها أنه تم الإعلان على صفحة ملتقي طباق على مواقع التواصل الاجتماعي، عن المشاركة وتفاصيلها، وقالت الدعوة ما تزال قائمة لمن يرغب بالمشاركة.

تصميم وتطوير