والد الاسير سامي أبو دياك : حياة ابني وصلت للنهاية .. ونحمل "إسرائيل" المسؤولية

في عيادة "سجن الرملة" : حبة "اكامول" و"ميّ" علاج لمرضى السرطان وذوي الاعاقة العقلية!

25.04.2019 07:08 PM

والد الاسير سامي أبو دياك : سنة كاملة وسامي يقول لهم ( معدتي بتوجعني)

والد الاسير هيثم جراهيد:  ابني لديه اعاقة عقلية بنسبة 75% وما قدموه له حبة أكامول ..

غزاونة : الأسرى في عيادة "سجن الرملة" يتلقون العلاج الأولي فقط .. وسجن الدامون كان يستخدم لتخزين التبغ وبه رطوبة عالية 

وطن:لم تتوقف معاناة الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، تعذيب جسدي ونفسي، يضاف إلى حرمانهم من أبسط حقوقهم في تلقي العلاج، وتعمد إدارة السجون على اتباع سياسة ضدهم تثقل همهم وتودي بهم إلى الموت،عدا عن سياسة الاهمال الطبي، لاسيما وأن أكثر من 700 أسير بحاجة لمتابعة صحية، من بينهم 30 اسيرا يعانون من مرض السرطان.

البرنامج الاذاعي " وطن وحرية" والذي يقدمه عبد الفتاح دولة، تغلغل هذه المرة في تفاصيل مؤلمة قد مر بها الاسرى نتيجة تعرضهم للاهمال الطبي من قبل إدارة السجون الإسرائيلية، وكان من بينهم الأسير سامي عاهد أبو دياك (36 عاماً) من مدينة جنين، والذي اعتقل بتاريخ (17/7/2002)، حيث أصدرت محاكم الاحتلال بحقه حكما بالسجن المؤبد ثلاث مرات، إضافة إلى 30 عاماً.

ومؤخراً شهد الوضع الصحي للأسير المريض أبو دياك تراجعاً خطيراً نتيجة استمرار الإهمال الطبي مما تسبب هذا الامر بإصابته بمرض السرطان وفي منطقة الامعاء، حيث يتواجد في مستشفى " سجن الرملة" وكما يسميه الأسرى " المسلخ".

عاهد أبو دياك وهو والد الاسير سامي، ذكر في اتصال هاتفي خلال البرنامج بأن سامي وحين تم اعتقاله لم يكن يعاني من اي مرض، ولكن بفعل الإهمال الطبي الذي يمارسه الاحتلال بحقه ومنذ سنوات أصيب بمرض السرطان في الأمعاء وفي مرحلة متقدمة، ومنذ ذلك الوقت وجسد سامي يتعرض لتراجع مستمر، نتيجة عدم تقديم العلاج المناسب.

قال : " في العام الماضي تعرض سامي لوعكة صحية ولم يحصل على العلاج المناسب، فيما نقل إلى مشفى وهو في حالة اغماء، واجرى عدة عمليات وغير مناسبة له، ومن ثم جرى تحويله إلى مشفى اخر وحصل على العلاج ثم عاد إلى سجن الرملة مرة اخرى، وهناك تراجعت صحته مجدداً".

 

والد سامي : " حياته وصلت للنهاية "

"وصلت حياة الأسير سامي إلى النهاية... ونحمل المسؤولة لاسرائيل ". هكذا وصف عاهد الوضع الصحي لابنه سامي.
أضاف : " يتمنى سامي الافراج عنه... والموت في حضن عائلته ".

وعن وعود الافراج عن سامي، قال ابو دياك " تلقينا الوعود بالافراج عن سامي خلال الأسابيع القادمة،  والأسير ابو حازم الشوبكي، هناك جهود كبيرة للافراج عنه".

ويذكر أن والد سامي كان قد توجه للرئيس محمود عباس، واللواء ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية، ولوزارة الخارجية وللام المتحدة ودول اخرى من أجل الاسراع في الافراج عن ابنه سامي نتيجة تدهور حالته الصحية.
وعن تفاصيل مرضه، قال الوالد : " كان سامي ينام ليستقظ الساعة الواحدة ظهراً حتى يأكل ويتم تزويده بوحدات من الدم، وبجانب المسكنات، فيما يشعر بالألم دائما".

فيما أشار الوالد بأنه كان من المفترض وخلال العام الماضي وبحسب الاتفاق بأن يتم الافراج المبكر عن الاسير سامي وفق قرار محكمة العليا، إلا أن دولة الاحتلال لم تلتزم بالافراج وبقي سامي بالسجن حتى اللحظة، رغم تراجع وضعه الصحي بشكل كبير.
الاسير سامي قد أصيب بالسرطان داخل السجن، وقد وصل المرض لمرحلة متقدمة حسب وصف الأطباء، فيما لم يشخص جيداً منذ بدء المرض وترك جسده مهماً حتى تفاقم السرطان داخل معدته وترك عطباً فيها.

في ذات السياق، قال ابو دياك : " ادارة السجون الإسرائيلية والمستشفيات قد ابدت اعترافاً بذلك واعتبرت ما حصل لسامي هو خطأ طبي متعمد، ودعونا لرفع قضية ضد ادارة السجون، ولكن إن خرج سامي من السجن قد تتحسن حالته، وأعلمنا بان علاجه متوفر في ألمانيا".
فيما أوضح الوالد خلال حديثه بأن عاماً كاملاً قد قضاها سامي وهو يقول لهم (معدتي تؤلمني)، فيما كانت عيادة مشفى الرملة تقدم له المسكنات فقط (الباندول، الاكامول) ولم تشخص مرضه منذ البداية بأنه مصاب بالسرطان مما تفاقم الأمر وتم استئصال قرابة 80 سم من معدته، وتعرض شراينه للتسمم بعد أن اجريت له 4 عمليات ( فتح البطن),

قال الوالد : " اجرى العمليات وكان يتنقل من سجن لاخر عبر البوسطة وكان ألمه مضاعف، واليوم يتم ايقاف علاجه بالكيماوي لمدة اسبوعين لكي يتم اجراء صورة اشعة له، فيما الشكوك تحوم حول وجود كتلة سرطانية في منطقة الصدر".

أضاف :" لو تم تشخيص المرض منذ بدايته، لما وصل سامي إلى حالته هذه... انه في النهاية رغم عزيمته القوية".

وبحسب ما نشرته هيئة سؤون الأسرى فإن هذا العام هناك 14 اسيرا يتواجدون فيما يسمى عيادة "سجن الرملة" ويعانون من اوضاع صحية قاسية، بينما وصل عدد الأسرى الذين استشهدوا بسبب الاهمال الطبي 63 شهيداً من أصل 218 من صفوق الحركة الاسيرة.
وبالحديث عن استشهاد 63 اسيرا بفعل المرض، قالت احترام غزاونة وهي منسقة وحدة التوثيق والدراسات في مؤسسة الضمير : " كان أخرهم الشهيد فارس بارود والذي استشهد في شهر شباط من هذا العام، حيث عمد الاحتلال على احتجاز جثمانه،  ومن خلال اطلاعنا على وضعه الصحي قبل الاستشهاد، كان يعاني من وضع صحي صعب وكان يشتكي من الاهمال الطبي، غير أن مصلحة السجون عملت على عزله مما ساهم هذا في تفاقم حالته الصحية والنفسية".

" حبة أكامول علاج لهيثم ...!"

لم يكن سامي هو وحدة من قارع المرض داخل السجن ومن اهملت حالته الصحية، وانما أيضا هناك الأسير هيثم عواد جراهيد (34) عاماً من مدينة أريحا، والذي اعتقل منذ مدة على الرغم من قيام عائلته بتقديم اثباتات صحية للمحكمة الإسرائيلية تفيد بأ ابنهم عواد يعاني من ( إعاقة عقلية) وبنسبة 75%، إلا أنه حكم بالسجن 18 شهراً.

واعتقل يوم 26/12/2017، خلال ذهابه الى "السوبر ماركت"، بتهمة إلقاء الحجارة، وحكم بالسجن 18 شهرا، إضافة إلى  24 شهرا مع وقف التنفيذ، و2000 شيقل غرامة مالية، فلم يشفع له مرضه، رغم التقارير الطبية الفلسطينية والاسرائيلية.

عواد جراهيد، والد الاسير المريض هيثم جراهيد قال في اتصال هاتفي : " قمنا بتقديم التقارير الطبية الخاصة بابني هيثم للمحكمة الإسرائيلية وبها ابثات بأنه يعاني من اعاقة يقدر بـ 75%، وبعد تقييم طبيب من المحكمة فإن هيثم يستطيع الوقوف أمامها، ورغم اعاقته تم محاكمته".
أضاف : " وهو في سجن النقب وقع هيثم عن سريره وأصيب في منطقة الظهر، وكل ما قدم له هو فقط (حبة اكامول)".
وعن حادثة سقوط هيثم في السجن، وخلال الشهر الماضي في تاريخ 16 نيسان/ أبريل 2019 تعرض هيثم لحادث سقوط من على "البرش" السرير في سجن "النقب"، على إثره فقد الوعي وأصيب بخلع بالكتف، ورضوض في الرأس، حيث تم نقله إلى المستشفى، ومكث لمدة يومين، وبعد خروجه من المستشفى وإعادته إلى السجن، لم تقدم إدارة السجن له سوى "الاكامول"، الى الآن، فيما ما زال يعاني من أوجاع شديدة وبحاجة إلى علاج.


"يتلقون فقط العلاج الاولي..."

"هي سياسية قديمة وحديثة ودولة الاحتلال بدورها تتنصل من جميع الاتفاقيات والتي تؤكد واجباتها تجاه الاسرى الفلسطينيين، وحول تقديم الرعاية الطبية ومعالجة الاسرى المرضى وتوفير العلاج المناسب في الوقت الناسب". هذا ما أشارت احترام عزاونة وهي منسقة وحدة التوثيق والدراسات في مؤسسة الضمير.

قالت :" الاسرى في البداية يتعرضون للتعذيب الجسدي والنفسي مروراً بسياسة الاهمال البطي والتي تؤكد بمضمونها بأنها سياسة ممهنجة وبها تباطئ في نقل الاسير المريض إلى المشفى واجراء الفحوصات الطبية له، فيما يقدم لهم علاج أولي فقط لا يرتقي للمستوى المطلوب".
أضافت : "عيادات السجون بشكل عام، وعيادة سجن الرملة تحديداً والتي يتواجد بها 15 اسير حاليا فهي ملجأ للاسى الاخرين، وهي لا ترتقي لمواصفات العيادة، فهي تفتقر للطواقم الطبية المهنية، والمعدات المتخصصة، حتى في عيادة سجن دامون للاسيرات لا يوجد بها طبيبة نسائية، واطباء اسنان ونفسيين، وهؤلاء الأطباء من المهم تواجدهم لعلاج الاسرى".

وعليه فإن الاسرى الفلسطينيين قد أطلقوا على "عيادة سجن الرملة" لقب" المسلخ" وذلك لكونها تشبه" "الزنازين" وبها غرف ضيقة، وكثير من الأسرى المرضى يتمنون البقاء في السجون على أن يتم علاجهم داخل " المسلخ".

 

" سجن دامون كان لتخزين التبغ .."

قالت غزاونة :  " من خلال توثيق الحالات يتضح لنا بأن هناك ازدياد في الحالات المرضية داخل السجون الإسرائيلية ولا يقتصر الأمر على الحالات التي تعرضت للإهمال الطبي، لاسيما وأنه هناك أسرى جرحى لا يقدم لهم سوى العلاج الاولى مثل ازالة الرصاص من اجسادهم ومنهم الاسيرة اسراء الجعابيص وعزمي نفاع، فيما نطالب بتقديم العلاج لهم".

يذكر أن الاسيرة اسراء الجعابيص تحتاج إلى ثماني عمليات عاجلة ولم يقدم لها أي واحدة منها.

واشارت غزاونة بأن الملفات الطبية وعلمليات التوثيق التي تقوم بها مؤسسة الضمير قد أثبتت بأن هناك اخفاق فعلي وحقيقي في اعلاج الاسرى، بجانب المماطلات في أجراء  فحوصات لا يمكن تاجيلها، وتؤجل.

أضافت : "البيئة التي يعيش بها الاسرى تساهم في تفاقهم إصابتهم بالامراض المختلفة، لاسميا وأن معظم السجون قديمة وتفتقر للمعايير الدولية، لاسيما وأن سجل الدامون للاسيرات مبني بالاصل لتخزين التبغ وبه رطوبة عالية، مما يساهم هذا في تفاقم الأمراض".

فيما اوضحت غزاونة صعوبة ادخال الطواقم الطبية إلى السجون الإسرائيلية، لاسيما وان المطالبة بالملف الطبي الخاص بالأسير هو أمر صعب أيضا، وقد يحصل احيانا ولكن بعد مماطلات طويلة من إدارة السجون.

وفي نهاية حديثها قالت : " ما يلزم هو العمل على مستوى دولي وخاصة مع الدول المتعاقدة في اتفاقية جنيف الرابعة، وعليها أن تشكل حلقة ضغط على إسرائيل من أجل توفير العلاج اللازم للأسرى وأن تنقظ حياتهم".

 

 

 

 

تصميم وتطوير