قدورة فارس: الأسرى القدامى حاضرون في كل فعالية .. ونحتاج للوحدة

والدة الأسير ماهر يونس لـوطن: " 37 عاما وأنا أزور ابني ولم أتعب"

18.04.2019 06:50 PM

رام الله- وطن : وقفت على ناصية السجن لتقول: " فقط ما أريده هو رؤية ابني ماهر.. ومن ثم أموت".

لنتوقف قليلاً عند تلك الكلمات التي رددتها والدة الأسير ماهر يونس( 63عاماً)، وهو ثاني أقدم أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، بعد ابن عمه كريم يونس، حيث ما زالت تنتظر خروجه من سجن النقب منذ قرابة 37 عاماً، ورغم السنوات الطويلة من الانتظار إلا انها تقاوم الوقت بجبروتها، وتتردد بزيارته وهي على كرسيها المتحرك.

" 37 عاماً .. ولم أتعب "

"هي عزيمة لم يكسرها أحد .. 37 عاماً من العذاب، وبها قصص وحكايات توضع داخل الكتب". هذا ما قالته والدة الاسير ماهر يونس لوطن، خلال اتصال هاتفي عبر برنامج "وطن وحرية" الذي يقدمه عبد الفتاح دولة، وبه يسلط الضوء على قضية " أسرى ما قبل اتفاق اوسلو" أو ما يطلق عليهم " الدفعة الرابعة" حيث لم تفرج عنهم سلطات الاحتلال وبقوا بالسجون حتى اللحظة.

ودعت والدة الأسير يونس إلى التحرك من أجل نصرة قضية الأسرى القابعين داخل سجون الاحتلال، لا سيما أنها لم تشعر بـ"التعب" رغم أنها انتظرت ولقرابة 37 عاماً خروج ابنها ماهر من السجن.

قالت: "لم اتعب، وكنت أشاهد أموراً لم يشاهدها أحد وكنت أعاني أثناء زيارته في السجن، ولكنه هو من يمنحني القوة".

أضافت: "في يوم الزيارة، كنت أخرج فجراً واتوجه إلى سجن نفحة وقبل أن يجري نقله إلى النقب، وأعود للمنزل ليلاً حيث كان يستغرق منها الأمر ساعات طويلة...ورغم ذلك لن أفوت أي فرصة لزيارته".

وفي رسالة للأسرى، قالت والدة ماهر: " الفرج القريب لهم .. وما تشاهده الأمهات يوضع ويحفظ في كتب".

يذكر أن الأسير يونس، تعود جذوره إلى القرية المهجرة عارة والواقعة في المثلث الشمالي. وقد قام جيش الاحتلال بأسره وهو على مقاعد الدراسة أي في 1 حزيران / يونيو لعام 1983، ولا يزال معتقلاً حتى اليوم.

وقد وجهت له تهم كثيرة تتضمن حيازة أسلحة وتهريبها للمقاومة الفلسطينية والانتماء لحركة فتح، وقتل جندي في جيش الاحتلال.

وتمت محاكمته بدايةً بالإعدام شنقًا، ثم تم بعدها الحكم عليه بالسجن المؤبد لفترة مفتوحة، ليستقر الحكم عليه بتحديد الفترة بأربعين عامًا.

لم يوضع الاسير ماهر ضمن قائمة صفقات تبادل الأسرى مع الجانب الفلسطيني  وقبل ابرام اتفاقية أوسلو عام 1993، وهو يقبع الآن في سجن النقب الصحراوي، بعد أن تم نقله سابقًا لأكثر من مُعتقل.

" قضية الاسرى .. هي من أشعلت المفاوضات"

منذ اتفاقية أوسلو وحتى اللحظة، أبرمت كله الصفقات والمعاهدات، والجميع ينتظر خروج "الدفعة الرابعة" من الأسرى، ومن بينهم قيادات تركوا بصمة في التاريخ النضالي، حيث قضى 12 أسيراً منهم أكثر من 30 عاماً في السجن من بينهم ماهر يونس، و26 اخرين مر عليهم ربع قرن وهم في السجن.

وللحديث عن استحقاق إطلاق سراح الدفعة الرابعة، وتنصل حكومة الاحتلال من تنفيذه حتى اللحظة، أكد رئيس نادي الأسير قدورة فارس ومن خلال استضافته ضمن البرنامج الإذاعي "وطن وحرية"، بأن بوابة المفاوضات في ذاك الوقت قد فتحت واغلقتها "إسرائيل" وتنصلت منها، وعليه فلم يعد بالامكان استئناف أي عملية تفاوضية دون معالجة أو اغلاق "الجرح النازف"، على حد تعبيره.

" قضية الأسرى هي المفتاح الذي أدخل الجميع للمفاوضات". هذا ما أكده فارس في بدايه الحوار.

وعن التنصل الإسرائيلي، قال : " التنصل من استحقاق إطلاق سراح الدفعة الرابعة كان ظاهراً منذ البداية و بسبق الاصرار والترصد من قبل دولة الاحتلال".

أضاف موضحاً ما سبق : "وزير الخارجية جون كيري عمد على توجيه ضغوطات على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وعليه تلقى الموافقة، ثم جاءت إسرائيل وكعادتها تتحدث عن دُفعات، وتريد أن تتأكد بان المفاوضات ستستمر لمدة 9 أشهر وفق المقترح انذاك".

واشار بأن 104 أسرى تم توزيعهم على أربع دفعات، فيما ظهر في آلية التقسيم تلك بنية عدم إطلاق سراحهم.

وقال : " عندها قد فوضت الحكومة باتخاذ قرار الافراج عن الـ 3دفعات من الاسرى، ولكن الدفعة الرابعة قد أصر الائتلاف الإسرائيلي بان يحول رئيس الحكومة أمرها للمجلس الوزاري المصغر (الكابينيت)، وعليه لم يطلق سراحهم".

هل الاسرى القدامى حاضرون في يوم الأسير؟

قال فارس موضحاً بأن سجون الاحتلال تضم 5700 أسير : " الاسرى القدامى هم الأكثر حضوراً لاسيما وأينما اتجه نظرك  تجد صور الاسرى معلقة في كل مبادرة او فعالية و من بينهم قادة الحركة الأسيرة كريم يونس وماهر يونس ومروان البرغوثي وأحمد سعدات وفؤاد الشبوكي، وبجانب اسراء الجعابيص، أي من تتكثف بهم قضية الاسرى ... وتجدهم حاضرين أينما ذهبت".

أضاف : " لاحظت هذا العام أمراً مختلف، حيث المؤسسات التعليمية والمدارس يحيون المبادرات والفعاليات التي تتحدث عن الاسرى".

وعليه، فإن قضية الأسرى قد أصبحت جزءاً من ثقافة المجتمع الفلسطيني على حد وصف رئيس نادي الأسير قدورة فارس.

قال : " أصبحت جزءا من ثقافتنا ولكننا تواقون لما هو أفضل".

أضاف: " الشعب الفلسطيني وبجانب الحركة الوطنيه هم أوفياء للأسرى، ولا يمكن أن ينكر أحد بان الحركة وخلال الـ 15 عاماً الماضية كانت تعاني من أزمة متراكمة وعميقة، وطالما الاحتلال موجود، فلن تفرغ السجون من الاسرى".


حكومة الاحتلال اليمينية .. انقضاض على الاسرى

في الانتخابات الإسرائيلية الاخيرة فاز معسكر اليمين المتطرف بأعلى الأصوات في الانتخابات، مما سينجم عن هذا استيطان مستمر، وتهويد، وانقضاض على الاسرى وهجمومات مستمرة. وهي استمرار لسياسية نتنياهو "القمعية" ضد الاسرى.

في ذات السياق، قال فارس: " الهجوم لن يتوقف، لاسيما وأن نتنياهو وجد قضية الاسرى هي قضية فرعية بالنسبة له، فهو يريد أن يسجل اختراقا وأن يتفاوض مع تنظيم بعينه، وهذا لم يحدث في عصر الحركة الوطنية الحديثة، فيما دائما يناضل الشعب الفلسطيني تحت اطار تمثيلي واحد أي منظمة التحرير".

وعليه، فإن نتنياهو قد وجه نفسه أمام احداث "صدع" في الموقف الاجماعي للشعب الفلسطيني، ومن خلال اجراء مفاوضات مع تنظيم معين، فيما وجد بأن قضية الأسرى قد تصاغرت والأمر والهدف ليس بتركيب جهاز للتشويش داخل السجون، وانما فقط " المماحكة" واستخدامها كذريعة (لضرب وقمع) الاسرى . وهذا ما اشار إليه فارس في حديثه.

وقال: " لو اراد نتنياهو أن ينتهي الأمر فلن يستغرقه ذلك أكثر من 24 ساعة، فيما لم يبقى أي هاتف في السجن، هو يريد أن يقنع السجان بأن لا أحد يسمعه وهويتحدث بالهاتف سوى من يحادثه".

إذا هجوم الاحتلال في ظل الحكومة اليمينية المتطرفة سوف يستمر، والخطة الإسرائيلية تستند إلى استراتيجية عدوانية يمينية متطرفة.

"اسرائيل لن تفرمل ويكبح جماحها الا اذا واجهناها نحن بخطة". هذا هو الحل بحسب ما ذكر رئيس نادي الاسير قدورة فارس.

كيف نواجه المعركة .." التوحد"

قال : " لا يمكن للشعب الفلسطيني أن يدرأ عن نفسه خطرا أو ان يفتح دروبا للأمل الا اذا كان موحداً."

وتابع: " بدأنا من حيث يجب أن نبدأ .. وحدة وخطة كفاحية نلتف حولها، يلتئم تحت ظلها الجميع".

وفي نهاية حديثه قال : " ادواتنا موجودة فلنحسن استخدامها تجاه قضية الاسرى".

تصميم وتطوير