اليمين الإسرائيلي ينافس نفسه في الانتخابات والحقوق الفلسطينية وقودها

07.04.2019 10:33 PM

 

رام الله- وطن: قبل أقل من 48 على فتح صناديق الاقتراع للناخبين الإسرائيليين في انتخابات الكنيست المقررة يوم الثلاثاء القادم، لاتزال استطلاع الرأي تشير إلى التنافس بين اليمين واليمن المتطرف في دولة الاحتلال.

التنافس بين حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو وحزب "ازرق أبيض" بزعامة يائير لابيد، لا يغير من الواقع شيئاً بالنسبة للفلسطينيين، فهما يتبنيان الرؤيا المتطرفة والاستيطانية تجاه الفلسطينيين، وفق المحلل والباحثين في الشأن الإسرائيلي.

وخلال حلقة برنامج بنكمل وطن مع الإعلامي عصمت منصور، التي تناولت اليوم، الانتخابات الإسرائيلية، أكد فيها كل من نهاد أبو غوش مدير مركز المسار للدراسات، ومحمد وتد الصحفي والناشط السياسي في الداخل أن من سيفوز بالانتخابات الإسرائيلية سيقود "إسرائيل" على برنامج سياسي لا يعترف بالحقوق الفلسطينية.

وقال أبو غوش إن القاعدة السياسية التي يتبناها الحزب الجديد "أزرق أبيض" بزعامة يائير لابيد هي ذات القاعدة التي يتبناها اليمين الإسرائيلي من حيث رؤيته لحل الصراع العربي الإسرائيلي من جهة، وبتبني قانون القومية وبقاء المستوطنات من جهة أخرى.

وأضاف أبو غوش أن تشكيلة " أبيض أزرق" كانت هذه المرة مترافقة مع التدهور المتزايد لحزب العمل، بالحصول على 10 مقاعد فقط وهذه سابقة في تاريخه.

وأكد أبو غوش أن "الانتخابات الإسرائيلية ليست انتخابات على الخيار السياسي الاستراتيجي، وإنما هي فقط تنافس على الزعامة، ومن سيقود إسرائيل على البرنامج السياسي الذي لا يعترف بالحقوق الفلسطينية، ولا بد من الإشارة إلى أن حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة حققت إنجازات غير مسبوقة مثل إقرار قانون القومية والتنصل من حل الدولتين، وتبني المشروع الاستيطاني كأولوية مطلقة، وهذه الانجازات ستشكل قاعدة سياسية أيديولوجية للحكومات الإسرائيلية المقبلة".

وقال أبو غوش إن "إسرائيل الآن ليست مجرد دولة عنصرية بل إنها شرعت العنصرية في كل مجالات الحياة، وباشرت سياسات التمييز العنصري ضد المواطنين العرب في مختلف المجالات، وحسمت الصراع الذي سبب لها صداعاً على مدار السنوات الثلاثين الماضية، حسمته بين إسرائيل الديمقراطية و إسرائيل اليهودية، وأصبحت اليوم يهودية ودولة لليهود فقط".

وبشأن خوض الأحزاب العربية الانتخابات بقائمتين بعد حل القائمة المشتركة، قال أبو غوش إن الجماهير في الداخل لها تاريخ نضالي طويل، وهي على قدر كبير من الوعي ولديها قيادة واعية وناضجة. 

وأضاف: إن الجماهير التي تقود النضال اليومي وتقدم التضحيات دفاعاً عن الحقوق هي من تقرر وهي صاحبة الحق الوحيد باتخاذ القرار، وهي اختارت ان تخوض الانتخابات بقائمتين مختلفتين، ونحن نحترم ذلك.

أما محمد وتد الصحفي والناشط السياسي في الداخل، فأكد أنه لا فرق بين نتنياهو في الليكود أو غانتس أو غيرهم بخصوص الموضوع الفلسطيني ورؤية حل القضية وانسداد المفاوضات بشكل تام، وخلافاً للانتخابات السابقة فإن الاحزاب لا تطرح أي مشروع بما يتعلق بالقضية الفلسطينية وكيفية التعامل معها وإنهاء الصراع.

وأكد أن الجمهور العربي الفلسطيني في الداخل، هو صمام الامان للقضية الفلسطينية، وهو خط الدفاع الأول في مواجهة قانون القومية الأخير.

وقال "إسرائيل عرّفت الجمهور العربي فيها بأنهم ينتمون إلى الشعب الفلسطيني"، ويؤكد بدوره أن الجمهور في الداخل هو جزء لا  يتجزأ من امتداده الطبيعي الفلسطيني، ولا يراهن على نتنياهو أو غانتس أو غيرهم.

وأوضح وتد "اليوم وخلافا للسابق وبالعودة تحديداً إلى الانتخابات الماضية في العام 2015 فإن الأحزاب الصهيونية لا تتوجه إلى الناخب العربي للتصويت، ولا تدرج أسماء لأعضاء عرب في قوائمها الانتخابية".

وبشأن المقاطعة الفلسطينية في الداخل للانتخابات، أشار وتد إلى أن الأسباب ترجع لعدم الثقة بالكنيست  وليست لعدم الثقة بالأحزاب العربية أو بأدائها وسلوكها على الأرض. 

وأكد وتد أن الصورة غير مطمئنة لأن كافة استطلاعات الرأي ترجح أن المجتمع الإسرائيلي سيكون صاحب النسبة الأكبر في التصويت، ولذلك لن تنجح أي قائمة عربية في التمثيل في الكنيست إلا إذا كانت نسب التصويت مرتفعة.

من جانبه أكد نهاد أبو غوش أن دعاة المقاطعة يؤمنون بعدم جدوى النضال من داخل برلمان عنصري، لكنه تسأل هل يتوفر بدائل نضالية أخرى؟ ، معتبراً أن "النضال البرلماني هو أحد أشكال النضال الذي يتضافر مع أشكال أخرى".

وأضاف أبو غوش "أعتقد أن نضال الشعب الفلسطيني يتكامل مع بعضه البعض، النضال المسلح في غزة والنضال الشعبي في الضفة والنضال في الداخل يكمل بعضه".

وأشار أبو غوش إلى الدور الكبير والمهم لأعضاء الكنيست العرب على مدار السنوات السابقة، حيث كانوا في الصفوف الاولى وبمواجهة مباشرة ودائمة مع الاحتلال.

وأكد أهمية تنظيم الجماهير العربية الفلسطينية في الداخل، وتحسين أدائها، لتأسيس دور مهم لها في المستقبل، بخاصة أنهم يشكلون نسبة 20% من مجموع السكان، ومنهم 16% يملكون حق الاقتراع، ما يجعلهم يحصلون على 20 مقعدا في الكنيست.

من جانبه أكد وتد أن النواب العرب في الكنيست يركزون على الاهتمام بالقضايا المدنية والحياتية وهم ليسوا الحكومة وليسوا أصحاب القول الفصل، وأكد أن نضالات النواب العرب متعددة ومهمة على الصعيد الحياتي داخل دولة الاحتلال.

نتائج استطلاعات الرأي

رجح وتد أن نتائج الانتخابات المقررة الثلاثاء ستحسم لصالح اليمين واليمين التطرف (نتنياهو وغانتس) ب 80 صوتاً، والسيناريو الأرجح هو ائتلاف بين حزبي الليكود بقيادة نتنياهو والجنرالات  بقيادة غانتس.

ودلل على ذلك بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي قال "نتنياهو وغانتس رجلين صالحين"، وفي هذه التصريحات دعوة صريحة لكلا الرجلين للإئتلاف بمباركة أمريكية. 

أما أبو غوش، فأشار إلى أن ائتلاف نتنياهو وغانتس هو الأقرب للفوز، واستبعد عدم قدرة الأحزاب العربية على تجاوز نسبة الحسم، وأكد أن غياب القائمة العربية سيترك الجمهور العربي الفلسطيني في الداخل فريسة أمام تغول دولة الاحتلال في قوانينها العنصرية.

تصميم وتطوير