بلطجية يحاصرون جريدة الغد ويهددون بحرقها لمنع نشر خبر

12/11/2011
عمان- وطن للانباء: قالت صحيفة الغد الاردنية ان عشرات الاشخاص حاصروا مقرها الليلة قبل الماضية لمنع توزيعها بينما تلقى رئيس تحريرها تهددات بالقتل وذلك لمنع نشر خبر تابعته الصحيفة بشأن هروب باخرة من ميناء العقبة كانت محملة بشحنة ذرة فاسدة.
وكانت باخرة "سور" التي ترفع علم ليبيريا دخلت مياه العقبة في 16 آب الماضي وهي تحمل شحنة ذرة صفراء زنة 18 ألف طن مخالفة للمواصفات والمقاييس الأردنية وغير صالحة للاستهلاك الحيواني وتم منعها من قبل وزارة الزراعة من تفريغ حمولتها في العقبة لكن الباخرة تمكنت يوم الثلاثاء الماضي من مغادرة ميناء العقبة دون اذن مسبق، ما حدا بالسلطات الاردنية الى تشكيل لجنة للتحقيق في الحادث.
وقالت الصحيفة ان العاملين فيها قضوا ليلة الخميس وفجر الجمعة نحو خمس ساعات في حالة قلق، عندما توقف العشرات من الأشخاص أمام مقر الصحيفة في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، لمنع توزيع الصحيفة على المشتركين رغم حراسة أمنية مشددة، إلا أن المعتدين كانوا يهددون بمنطق القوة والاستقواء بسيف البلطجة.
وتلقى رئيس التحرير المسؤول الزميل مصطفى صالح عند الساعة الثانية عشرة من ليل الخميس تهديدات بالقتل، وبإحراق الصحيفة، من قبل مجهولين، مطالبين بإزالة خبر "هروب الباخرة السور" من الصحيفة.
وهددوا في اتصالهم الهاتفي بأنهم بخلاف ذلك فانهم سيحضرون إلى مقر الصحيفة، لحرقها، من خلال ست حافلات يستقلونها قادمة من إحدى المحافظات، ومحملة بالمعتدين.
وأمام هذه التهديدات، أبلغت "الغد" شرطة شمال عمان بشأنها، حيث سارع رجال الأمن العام إلى إرسال دورية نجدة، قبيل التوجه إلى مركز أمن تلاع العلي لتقديم شكوى من قبل رئيس التحرير المسؤول بحق كل من وجه له تهديدات وتزويد المركز الأمني بأرقام الهواتف التي صدرت التهديدات عنها.
وأثناء تقديم الشكوى، فوجئ العاملون في "الغد" بأن العشرات من المعتدين يتواجدون أمام مقر الصحيفة، فيما كانت شرطة شمال عمان عززت من دورياتها لتوفير الحماية للصحيفة والعاملين فيها.
ووفقا لما جاء في تقرير نشرته " الغد" فان إحدى الإعلاميات من خارج الصحيفة، قامت بتعريض مركبتها أمام مدخل الصحيفة لمنع مركبات التوزيع من الخروج، والقيام بمهامها في إيصال الصحيفة للمشتركين، فضلا عن استمرار المعتدين بتوجيه كيل من الشتائم والتهديدات للعاملين في الصحيفة ورئيس تحريرها.
ورفض المعتدون السماح لأي مركبة بمغادرة الصحيفة إلا بعد تفتيشها من قبل هذه الإعلامية، وذلك للتأكد من خلوها من نسخ "الغد".
وأمام ممارسات المعتدين الخارجة على القانون، التجأت الصحيفة إلى استخدام أسوارها الخلفية في نقل حزم من نسخ "الغد"، فيما ظل رجال الأمن العام يستخدمون أسلوب التفاوض السلمي، الذي استغرق نحو أربع ساعات.
وكان معتدون لاحظوا استخدام الأسوار لتمكين فريق التوزيع من القيام بمهمته؛ حيث لاحقوا أحد الموزعين وقاموا بضربه ما أدى إلى كسر قدمه وهو حاليا قيد العلاج في المستشفى، لإيصال رسالة تؤكد منعهم توزيع الصحيفة حتى ولو باستخدام القوة.
واشترط المعتدون حتى يزيلوا مظاهر المنع والاعتداء من أمام الصحيفة، وقف ما تبقى من توزيع نسخ الصحيفة، وإصدار ملحق خاص يحتوي على نفي واعتذار لمدير مؤسسة موانئ العقبة بالوكالة محمد مبيضين، ووضع اعتذار على الموقع الإلكتروني.
وكان الزميل أحمد الرواشدة، كاتب الخبر، تقدم بشكوى لدى مركز أمني في العقبة، فضلا عن شكوى قدمها الموزع رائد جودة الذي تعرض للاعتداء أثناء القيام بواجبه الوظيفي.