رام الله - وطن للأنباء: تستمرّ الحرب الإسرائيلية على لبنان، لليوم الثامن عشر على التوالي، وسط اشتداد الاشتباكات بين المقاومين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة الحدودية، فيما توسّع الاعتداءات الإسرائيلية لتطال قلب بيروت، مساء أمس، وتخلّف مجزرة بالمدنيين والنازحين. إذ استهدفت غارتان إسرائيليتان، مساء، طبقات عدّة من مبنىً مؤلف من 8 طبقات، في منطقة النويري، ومبنى آخر قريباً، مما أدّى الى سقوط نحو 22 شهيداً وأكثر من 100 جريح من المدنيين.
وذكرت "القناة الـ12" الإسرائيلية أن المُستهدف في الهجوم على بيروت هو مسؤول "التنسيق والارتباط" في حزب الله، وفيق صفا، فيما أكّدت مصادر في الحزب أن صفا لم يكن موجوداً في مكان الاستهداف، ولم يُصب بأي أذىً. وفي سياق متصل، تابع الاحتلال استهداف المعابر الحدودية مع سوريا، فأغارت طائراته على منطقة مطربا عند الحدود في البقاع الشمالي، وعلى نقطة حدودية أخرى في قرية حوش السيد علي القريبة من الهرمل. فيما تراجعت وتيرة الغارات على الضاحية الجنوبية بشكل لافت، واقتصرت أمس على غارة واحدة مساءً. وفي المقابل، توسّعت الغارات والاستهدافات بالطائرات المسيّرة وقذائف المدفعية في الجنوب، خصوصاً في منطقة صور الساحلية، وفي القرى والبلدات القريبة من الحدود مع فلسطين المحتلة. كما أغارت طائرات الاحتلال الحربية على مناطق واسعة في البقاع الغربي والأوسط والشمالي، وخلّفت عدداً من الشهداء المدنيين، خصوصاً في بلدة الكرك، قضاء زحلة.
في الجنوب، افتتحت المقاومة يوم أمس باستهداف مستوطنة كريات شمونة بصلية صاروخية كبيرة، أتبعتها باستهداف تجمّعات وتحشّدات الاحتلال في محيط موقع المرج، وفي مستوطنات بيت هلل ومعيان باروخ وكفرجلعادي وييرؤن بصليات صاروخية. ولدى تقدّم دبابة إسرائيلية إلى رأس الناقورة، في القطاع الغربي، أطلق عيلها المقاومون صواريخ موجّهة، مما أدىّ إلى تدميرها وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح. وأثناء محاولة قوات الاحتلال سحب الإصابات، عالجتها المقاومة بصلية صاروخية. وعند المحاولة الثانية، أيضاً كان المقاومون بالمرصاد، فأطلقوا صواريخهم على القوات التي حاولت الوصول الى الدبابة التي كانت تحترق. وبقيت النار مشتعلة في الدبابة لساعات طويلة حتى مساء أمس، وسط 4 محاولات للعدو للتقدم لسحب الجنود القتلى والجرحى منها، وفي كل مرة كانت المقاومة تعيد استهداف قوات الاحتلال وتمنعهم من التقدم.
وفي ميس الجبل، في القطاع الشرقي، تابع المقاومون تصدّيهم للقوات الإسرائيلية التي تحاول منذ يومين التقدم في السهل بين بلدات ميس الجبل وبليدا ومحيبيب. وظهر أمس، استهدف المقاومون تحركًا لجنود الاحتلال الإسرائيلي في تلة المجدل في ميس الجبل، وتجمعًا آخر لجنود الاحتلال في خلة الشنديبة غربي بوابة المنارة، بصليتين صاروخيتين. وبعد الظهر، استهدف المقاومون قوات لجنود الاحتلال الإسرائيلي أثناء تقدّمها نحو منطقة الكنَيسة بين ميس الجبل ومحيبيب، بصلية صاروخية.
واستهدفت المقاومة مستعمرة كرمئيل، ومنطقة زوفولون شمال مدينة حيفا، بصليتين صاروخيتين كبيرتين. وأعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن صفّارات الإنذار دوّت في عكا ونهاريا وبلدات عدة في الجليل الأعلى. وذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن 4 إسرائيليين أصيبوا جراء الدفعة الصاروخية الأخيرة. فيما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه تم نقل 7 جنود مصابين من منطقة القتال في الشمال إلى مستشفى زيف في صفد. ورأت "هيئة البث الإسرائيلية"، في تقرير عُرض أمس، أن "حزب الله لا يزال قادراً على إطلاق صواريخ والتصدي للقوات الإسرائيلية المتوغلة رغم وجود فجوة في القيادة". فيما أورد تقرير أعدّته "القناة الـ14" الإسرائيلية، أن المستوطنين في الشمال، "قدّموا 6 آلاف طلب للتعويض لمنازل تضررت بفعل قصف حزب الله للمستوطنات الشمالية". وكلّفت هذه الطلبات الخزينة الإسرائيلية، حتى تاريخه، "15 مليار شيكل". وقال التقرير إن "10 آلاف صاروخ وقذيفة أُطلقت على المستوطنات الشمالية منذ تشرين الأول 2023، سقطت في نحو 1031 موقعاً"، فيما اشتعلت 200 ألف دونم من الاراضي الزراعية. في حين أطلق حزب الله "ما معدّله 150 صاروخاً يومياً على المستوطنات الشمالية، خلال الأسابيع الأخيرة".
وفي غضون ذلك، يستمرّ الغطاء والدعم الأميركي للعدوان الإسرائيلي، وأعلن البيت الأبيض، أمس، إن "واشنطن تواصل إجراء محادثات مع إسرائيل بشأن عملياتها في لبنان"، وإن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ونعتقد أن العملية التي تشنها في لبنان محددة". وأشار المتحدث باسم البيت الأبيض الى أن "الحل الدبلوماسي هو السبيل الأفضل للمضيّ قًدماً من أجل إعادة المدنيين لديارهم على جانبي الحدود". فيما عبّر "البنتاغون" عن "تطلّعه إلى عدم انزلاق الاوضاع في لبنان، ونأمل إيجاد حل ديبلوماسي". في حين رأى أن "عملية إسرائيل في لبنان محدودة وتهدف الى القضاء على بنية حزب الله التحتية"
صحيفة الأخبار