الأيام القادمة هي التي سترسم المشهد عندما يكون الالتحام المباشر بين رجال المقاومة وجنود الاحتلال
صحيح أن الضربات الي تعرضت لها المقاومة مؤلمة، لكنها اليوم متسلحة بعقيدة الثأر من الاحتلال
الكيان لم يواجه خطرا استراتيجيا منذ تأسيسه مثل خطر محور المقاومة وما انبثق عنه من وحدة الساحات وانتقالها من الوعي الى الوجود
اكثر ما يقلق الكيان الربط العضوي بين المقاومتين اللبنانية والفلسطينية،لأنه سعى لفصل القضية الفلسطينية عن محيطها العربي والإسلامي
الاحتلال يحلم باجتياح بيروت ودمشق وبغداد
الاحتلال يسعى للثأر ليس من المقاومة فقط، وإنما من جمهورها والحاضنة الشعبية لها
كل الكيان موحد في العدوان على لبنان، ولا يجب التمييز بين الاسرائيلي او الامريكي او الاوروبي لان الكل شريك في هذا العدوان
يجب عدم الرهان على المجتمع الإسرائيلي أو الدولي.. ضربات المقاومة وصمودها هو من سيخرج الاسرائيلي ذليلا من اي سنتيمتر قد يحتله في لبنان او غيرها
وطن للأنباء: قال الزميل معمر عرابي إن الخطط الاسرائيلية للاعتداء على لبنان، أُعدت مسبقا منذ 11 أكتوبر، عندما صرّح غالانت أنه يجب ان نقصف ونجتاح لبنان قبل غزة، لكن بعد عام من العدوان والقتل في غزة لم يعد المستوطنون إلى مستوطنات شمال فلسطين المحتلة، ولم يعد الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة في غزة.
وأوضح في لقاء على قناة الميادين، أن الإسرائيليين يحضرون للعدوان على لبنان منذ عام 2006، وقد أظهر الاعلام العبري التحضيرات المسبقة لهذا العدوان، لأن هناك ثأر كبير بين الاحتلال والمقاومة عندما استطاعت المقاومة هزيمة الاحتلال من لبنان عام 2006.
ورأى أن تهديد ومحاولات الاحتلال اجتياح لبنان بريا، هي لتخفيف الضغط الداخلي عليه من قبل مستوطني الشمال، بأنه يعمل على إجراء اختراق من اجل إعادتهم الى منازلهم، إضافة إلى تحسين شروط التفاوض مع المقاومة اللبنانية.
وأضاف أن ما يجري من عدوان على لبنان له تداعيات اقليمية، حيث قال نتنياهو مؤخرا سنغير وجه الشرق الاوسط، لانهم يعتقدون في الكيان وأمريكا أن وحدة الساحات تهدد وجود الكيان، فهم لم يواجهوا خطرا استراتيجيا منذ تأسيس الكيان مثل خطر محور المقاومة وما انبثق عنه من وحدة الساحات وانتقالها من الوعي الى الوجود.
وتابع أن شهية الاحتلال بالاعتداء على لبنان وعلى حركات المقاومة هي جزء من عقيدتهم لاضعاف محور المقاومة، لان اكثر ما يقلقهم الربط العضوي بين المقاومتين اللبنانية والفلسطينية، وهو ما عبر عنه نصر الله حينما قال "اوقفوا المذبحة في غزة نوقف عمليات الاسناد".
وقال إن الاسرائيليين والامريكيين سعوا أن تكون القضية الفلسطينية بعيدة كل البعد عن محيطها وعمقها العربي والاسلامي، لذلك يقلقهم الربط العضوي بين المقاومتين اللبنانية والفلسطينية.
وحول تصريحات الاحتلال بأنه ينوي الدخول بشكل محدود إلى جنوب لبنان، أوضح عرابي أن الاحتلال يحاكي اجتياح بيروت عام 1982، لكن في نفس الوقت يرسل رسالة للمجتمع الدولي ان هدفه عملياتي، أما في الحقيقة هو يحلم باجتياح الجنوب وبيروت ودمشق وبغداد، وتحقيق حلمه بإقامة دولته من النيل إلى الفرات فهو يقصف اليوم 4 عواصم عربية (بيروت، دمشق،بغداد، صنعاء).
وأشار إلى أن الاحتلال يسعى للثأر ليس من المقاومة فقط، وإنما من جمهورها والحاضنة الشعبية لها، ويعتقد واهما أن المقاومة اللبنانية تحت الصدمة بعد الضربات القوية التي تلقتها، لكن الايام القادمة ستكون مفاجأة له وهو ما قاله نعيم قاسم اننا ننتظر الاسرائيلي، واكثر ما يقلق الاسرائيلي هو المواجهة المباشرة والتلاحم المباشر مع المقاومة.
وحول حسابات نتنياهو الشخصية من وراء هذا العدوان، قال عرابي إن القضية ليست نتنياهو بل المجتمع الإسرائيلي الفاشي بل وصل إلى ما بعد الفاشية، وما تسمى "المعارضة" في الكيان كانت تزاود على نتنياهو بأنه تأخر في العدوان على لبنان، واليوم الكل في الكيان موحد في العدوان على لبنان، ولا يجب ان نكون متوهمين أن هناك مؤيد او معارض للعدوان،، كما لا يجب التمييز بين الاسرائيلي او الامريكي او الاوروبي لان الكل شريك في هذا العدوان، وحصل الكيان على شيك مفتوح في العدوان.
وأضاف: المجتمع الإسرائيلي يتحدث عن خطأ تاريخي بأنه سمح لجزء من الفلسطينيين البقاء على أرضه عام 1948.. هم يتحدثون عن الترانسفير والاقتلاع من الأرض.. المجتمع الإسرائيلي تحول من اليسار الصهيوني التقليدي الى اليمين ويمين اليمين ثم الى الفاشية وما بعد الفاشية.
وتابع: أوهمونا على مدار السنوات الماضية أن السلام ممكن.. كانوا يتحدثون عن السلام مقابل الأرض، وبعدها أصبح السلام مقابل السلام، ثم السلام مقابل التطبيع، واليوم يتحدثون عن السلام مقابل الترحيل والاستسلام ورفع الراية البيضاء.
وأكد عرابي أن ضربات المقاومة وصمودها هو من سيخرج الاسرائيلي ذليلا من اي سنتيمتر سيقوم باحتلال في لبنان او غيرها، ولا شيء يوقف العدوان الا عندما يتحول الى عدوان مكلف، ولا يجب الرهان على المجتمع الاسرائيلي او الدولي، بل الرهان على المقاومة.
وحول رغبة الاحتلال باحتلال دول عربية، قال عرابي إنه يجب ان نميّز بين الرغبة والامكانية، فالاسرائيلي رغبته مفتوحة لاحتلال كل العواصم العربية لكن هذا يعتمد على قدرات المقاومة، والايام القادمة هي التي سترسم المشهد عندما يكون الالتحام المباشر بين المقاومة وجنود الاحتلال.
وأضاف: اعتقد أن الإسرائيلي سيواجه مقاومة قوية متجذرة وشرسة، لأنها اعدت نفسها جيدا.. الضربات الي تعرضت لها المقاومة مؤلمة بالمعنى العسكري والنفسي، لكنهم يواجهون مقاومة متسلحة بعقيدة الثأر اليوم.
وحول إمكانية اندلاع حرب اقليمية، قال عرابي إن الدولة العميقة ومجموعات الضغط في امركيا والكيان يريدون حرب إقليمية وجر ايران وما يسمونه "محور الشر" إلى حرب شاملة، لانهم يدركون ان هذا المحور من يرعاه ويدعمه ايران.